الرئيسيةسياسية

دورة استثنائية لبرلمان «البام» لعزل بنشماش من القيادة

طلب الحماية من وزارة الداخلية و12 عضوا بالمكتب السياسي يوقعون بلاغ الانقلاب

محمد اليوبي

مقالات ذات صلة

بدأت تزداد حدة الصراعات داخل حزب الأصالة والمعاصرة، وانتقلت هذه المرة إلى جهاز المكتب السياسي، حيث أعلن 12 عضوا بالمكتب تمردهم على الأمين العام، حكيم بنشماش، وطالبوا فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، بالدعوة إلى عقد دورة استثنائية للمجلس، للبت في مقترح إقالة الأمين العام، وتشكيل لجنة مؤقتة تسهر على تسيير الحزب إلى حين انتخاب أمين عام جديد خلال المؤتمر الوطني المقبل، المزمع انعقاده قبل نهاية السنة الجارية.
وأفادت مصادر «الأخبار» بأن المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة عقد اجتماعا طارئا، ليلة أول أمس الاثنين، لمناقشة الأحداث التي عرفها اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل، والتي عرفت صراعات قوية تنذر بتفجر الحزب. وكشفت المصادر أن بنشماش هرب الاجتماع إلى خارج المقر المركزي للحزب، ولم يدم سوى خمس دقائق، استغلها لتلاوة قرارات جاهزة، ما أثار موجة من الاحتجاج في صفوف أعضاء المكتب المحسوبين على تيار أحمد اخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري، الذين انسحبوا من الاجتماع على وجه السرعة، خاصة بعد كلمة خديجة الكور، الناطقة الرسمية باسم الحزب، التي هددت بإحالة ملفات على القضاء.
ومن بين القرارات التي اتخذها بنشماش، حسب المصادر ذاتها، عزل محمد الحموتي من رئاسة المكتب الفدرالي، وإحالة ملفات بعض الأعضاء من بينهم رئيس اللجنة التحضيرية على لجنة الأخلاقيات، بالإضافة إلى مراسلة وزارة الداخلية لمنع اجتماعات اللجنة بدعوى أنها غير شرعية.
وذكرت المصادر أن بنشماش استكمل الاجتماع مع ما تبقى من أعضاء المكتب السياسي بمنزل العربي المحرشي، توج بإصدار بلاغ قال فيه إنه قدم عرضا تطرق فيه بالتفصيل إلى عملية الإعداد العملي لاجتماع اللجنة التحضيرية، مستعرضا جملة من الخروقات والتجاوزات التنظيمية والقانونية والأخلاقية التي عرقلت عملية تشكيل وانتخاب رئاسة اللجنة التحضيرية واللجان الوظيفية، وفي مقدمتها عدم الالتزام بقرار الأمين العام برفع الجلسة المخصصة لهذا الغرض، بالنظر إلى انتفاء الشروط الموضوعية والسليمة لإجراء عملية الانتخاب، وكذا الإعلان عن تنصيب مرشح لرئاسة اللجنة التحضيرية خارج الضوابط التنظيمية والقانونية، بعد رفع الجلسة من طرف الأمين العام.
وأشار البلاغ إلى أنه بناء على ذلك، أحاط الأمين العام عضوات وأعضاء المكتب السياسي بالقرارات المتعلقة بسحب تفويض رئاسة المكتب الفدرالي، الذي سبق أن أسند من قبل الأمين العام لمحمد الحموتي بمقتضى اتفاق 5 يناير 2019، وترؤس بنشماش للمكتب الفدرالي مجددا، وفقا لمنطوق المادة 39 من النظام الأساسي، وإحالة ملف اجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية على لجنة الأخلاقيات للبت القانوني في مجمل التجاوزات والخروقات المسجلة، اعتبار مواصلة أشغال اللجنة التحضيرية وما نتج عنها، بعد رفع الجلسة من قبل الأمين العام عملا غير قانوني، ولا يخضع لقواعد الشرعية التنظيمية والسياسية.
وعلى إثر هذه القرارات التي اتخذها بنشماش في حق معارضيه داخل الحزب، أصدر 10 أعضاء بالمكتب السياسي بلاغا، يتضمن توقيعات كل من أحمد اخشيشن، ومحمد الحموتي، وعبد اللطيف وهبي، وعزيز بنعزوز، وصلاح الدين أبو الغالي، والشيخ أحمدو دبدا، وعادل بركات، وأحمد الإدريسي، جمال مكماني، والسعيد صديقي، ومحمد صلوح، ونجوى كوكوس، وصفوا من خلاله القرارات التي اتخذها بنشماش بأنها «قرارات انفرادية».
وأكد الأعضاء الموقعون على البلاغ أن مؤسسة المكتب السياسي لم تتداول في هذه القرارات التي تلاها الأمين العام، ولم تتخذ أي قرار بصفتها مؤسسة قيادية للحزب.
وأعلن الأعضاء المتمردون على بنشماش أن قرارات هذا الأخير تلزمه بصفته الشخصية فقط، مؤكدين تشبثهم بالشرعية الديمقراطية، وبكل القرارات الصادرة عن اجتماع 5 يناير الماضي، والذي تم بموجبه توزيع المهام بين قادة التيارين المتصارعين داخل الحزب. كما دعا الموقعون على البلاغ جميع أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة إلى حماية شرعية مؤسسات الحزب، وإلى الانخراط بإيجابية في دينامية التحضير للمؤتمر الوطني الرابع، وتفعيل ما أسفر عنه اجتماع اللجنة التحضيرية، التي لا يعترف بنشماش وأتباعه بنتائج انتخاب رئيسها المحسوب على تيار اخشيشن والمنصوري.
يذكر أنه بدأت تظهر بشكل جلي بوادر انشقاق حزب الأصالة والمعاصرة، قبل موعد مؤتمره الوطني المقرر في شهر أكتوبر المقبل، حيث شهد أول اجتماع للجنة التحضيرية للمؤتمر المنعقد، يوم السبت الماضي، بمركز الاستقبال والندوات في حي الرياض بالرباط، معركة طاحنة بين تيار بنشماش، وتيار «نداء المستقبل» الذي يقوده أحمد اخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري، حيث انسحب أعضاء التيار الأول بعدما تبين لهم عدم توفرهم على الأغلبية داخل اللجنة التحضيرية، ثم ترأس جلسة الانتخاب محمد الحموتي، رئيس المكتب الفدرالي، توجت بانتخاب كودار رئيسا للجنة التحضيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى