الرئيسيةمدن

رؤساء الوداديات السكنية يتساقطون

بعد اعتقال رؤساء وداديات بابن سليمان وسلا والرباط والبيضاء.. قاضي التحقيق يودع رئيس ودادية ضخمة بالهرهورة سجن العرجات

في إطار التصدي لـ«مافيا» النصب والاحتيال التي تتخذ من الوداديات والجمعيات السكنية مدخلا للسطو على ملايير المواطنين والموظفين، وتفاعلا مع مئات الشكايات التي تتقاطر يوميا على القضاء المغربي، حيث باتت هذه القضايا تحتل المراتب الأولى ضمن الملفات الرائجة أمام محاكم المملكة، أسقطت السلطات القضائية بتمارة، أول أمس الأربعاء، مسير شركة من مواليد 1969 سطا على أكثر من مليارين ونصف المليار من حساب ودادية سكنية بالهرهورة.
وكما كان متوقعا، قرر قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، أول أمس الأربعاء، إيداع رئيس ودادية «إيكو سكن» المسمى (ه. م) سجن العرجات بسلا، بعد إحالته عليه من طرف النيابة العامة المختصة من أجل التحقيق معه حول العديد من الشكايات التي تتهمه بالنصب والاحتيال على مئات المنخرطين في مساهمات مالية فاقت مليارين ونصف المليار سنتيم، تم دفعها مسبقا من أجل الحصول على شقق راقية وفيلات ضمن المشروع الإيكولوجي «دار الأعراس» بالهرهورة، الذي لم ير النور منذ 2015.
وحسب مصادر موثوق بها، فقد باءت كل محاولات الصلح والتراضي بين رئيس الودادية المتهم، والمتضررين الذين ضاقوا ذرعا بسبب طول مدة الانتظار التي فاقت خمس سنوات بالفشل، مما دفع القضاء إلى التفاعل مع رغبة الضحايا في متابعة الرئيس ونائبته بتهمة النصب والاحتيال والسطو على أموالهم دون وجه حق. وأضافت المصادر نفسها للجريدة، أن مئات الضحايا تقدموا بشكايات رسمية في الموضوع، بعد تجاهل الرئيس لمطالبهم بتوضيح مآل الودادية والملايين التي قاموا بدفعها لمكتب الودادية، الذي كان يتعمد بإيعاز من رئيسه إلى تغيير مقر الجمعية من الهرهورة صوب مدينة تمارة وبعدها صوب حي الرياض، قبل أن يقوم قاضي التحقيق، أول أمس الأربعاء، باعتقاله ومتابعة شريكته في حالة سراح، وينتظر أن يعرضا عليه من جديد الأسبوع المقبل، من أجل الشروع في استنطاقه، ومواجهته بالشكايات والضحايا الذين انتظروا الاستفادة من المشروع السكني «الإيكولوجي» الذي ظل يسوق له المتهم، دون أن يباشر مسطرة تسوية العقار وحيازة الأرض والشروع في الترتيبات الهندسية والإدارية اللازمة، رغم مرور خمس سنوات وما يزيد عن انطلاق المشروع وتسلم الأموال من المنخرطين.
وعلمت «الأخبار» أن العشرات من الضحايا الذين توافدوا، أول أمس الأربعاء، على المحكمة الابتدائية بتمارة، تنفسوا الصعداء بعد اعتقال رئيس الودادية، في انتظار باقي أطوار التحقيق، من أجل الكشف عن كافة الملابسات المرتبطة بفشل المشروع السكني وحدود تهور الرئيس ومساعديه، وتبرير مصير الأموال الضخمة التي تم ضخها في حساب الجمعية السكنية، دون أن يظهر لها أثر منذ خمس سنوات.
يذكر أن العديد من القضايا المتعلقة بفضائح الوداديات هزت أخيرا الرأي العام الوطني، حيث لا تكاد تخلو عمالة أو جهة بتراب المملكة، دون تسجيل عملية نصب ضخمة أبطالها رؤساء وداديات، ومكاتب جمعيات سكنية، التهموا الملايير من خلال عمليات نصب على مواطنين أبرياء، بينهم موظفون في أسلاك القضاء والتعليم والصحة وباقي القطاعات الحكومية، سعوا إلى امتلاك شقق وبقع سكنية بالأثمنة التفضيلية نسبيا التي تتوفر مع نظام الوداديات والجمعيات السكنية، قبل أن يتفاجؤوا بمافيا الوداديات التي تسطو على ملايير المنخرطين إما بشكل مباشر كما وقع في مشروع «إيكو سكن» بالهرهورة، أو عبر مبررات التعقيدات المسطرية وأزمة البنوك والسيولة وتعثر الدراسات وتراجع المقاولات وتبرير استنزاف ودائع المنخرطين بكلفة البناءات الأولية والأساسات، كما وقع بودادية «العائلة» بسلا الجديدة التي أدان القضاء مسؤوليها، قبل ثلاثة أسابيع، بعشر سنوات سجنا وإرجاع حوالي 4 ملايير سنتيم إلى خزينة الودادية، ناهيك عن جملة الاعتقالات التي شهدتها أخيرا كل من الدار البيضاء والرباط مع مشروع «باب دارنا»، ثم مشروع الرمال الذهبية بابن سليمان، وتحديدا بالمنصورية الذي أسفر عن اعتقال رئيس الودادية، قبل يومين، ثم مشروع «بساتين البحر» بالمدينة نفسها الذي حسمته المحكمة بإصدار أحكام وعقوبات حبسية في حق المتورطين فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى