الرئيسيةحوادثسياسيةمدن

راهبات إسبانيات يغادرن مستشفى «بنقريش» لعلاج داء السل بتطوان

علم «فلاس بريس» أن ثلاث راهبات إسبانيات من المتطوعات في مستشفى محمد الخامس لعلاج الأمراض الصدرية وداء السل بـ «بن قريش» بتطوان، قررن قبل أيام مغادرة المستشفى بسبب تردي وضعيته الصحية بشكل خطير وتدني  مستوى خدمته، واستحالة العمل فيه، بعد رفض وزارة الصحة ترميمه أو إصلاحه. وقررت الراهبات الإسبانيات  مغادرة المستشفى الذي  يعتبر أول مستشفى بمنطقة الشمال المغربي لعلاج مرض السل، بعدما عملن فيه لمدة تفوق سبعين سنة، حيث تطوع المئات من الراهبات الإسبانيات للعمل فيه ممرضات ومساعدات منذ تشييده سنة 1946،  خلال فترة الحماية الإسبانية لشمال المغرب.

هذا وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشفى 314 سريرا، متفرقة على طوابقه الثلاثة، ليتدنى عددها في ما بعد إلى 150 سريرا، لتصبح  خلال السنوات الأخيرة بضعة أسرة فقط، بسبب قلة الموارد البشرية في الطاقم الطبي والممرضين، وعدم ترميم الأجنحة والغرف، وغياب تقديم وجبات غذائية، وعدم إصلاح العديد من المرافق التي كان ينعم بها المستشفى، من قبيل المصبنة، وجهاز الفحص بالأشعة، ومطبخ خاص بنزلاء المشفى،  إضافة إلى إصابة قنوات الصرف الصحي، والماء الصالح للشرب بتلف وأعطاب.

ويعتبر مستشفى بن قريش لعلاج الأمراض الصدرية وداء السل، معلمة صحية بمدينة تطوان، نظرا لتصميمه المعماري الفريد من نوعه ومرافقه العديدة، وحدائقه التي كان يزخر بها قبل أن يتم الإجهاز عليه من طرف  وزارة الصحة، كما  كان يقدم  قبل سنوات العلاج الطبي والسريري لأكثر من 1400 مريض حسب تصريحات  الراهبات،  مثلما يعتبر المركز الصحي الوحيد للعديد من المعوزين من ساكنة البوادي والقرى، المصابين بمرض السل، إذ يتطلب علاجهم الإبقاء عليهم لأسابيع بالمستشفى الذي يوجد بقرية بن قريش، تجنبا لانتقال العدوى إلى ذويهم وأقاربهم، إلى غاية تماثلهم للشفاء.

ويعم استياء كبير وسط سكان تطوان، بسبب إهمال وزارة الصحة لهذا المرفق الصحي الوحيد بالمدينة، سيما وأن مصادر مطلعة كشفت لـ«فلاش بريس» عزم وزارة الصحة إغلاقه نهائيا وهدمه, وهو قرار يمس في عمقه المرضى المصابين بهذا المرض الفتاك  والمعدي بتطوان  وضواحيها، دون أن تقدم الوزارة أي بديل  لعلاجهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى