شوف تشوف

الرئيسية

فرح بهلاوي الملكة التي فتح لها الحسن الثاني تارودانت للاستقرار فيها

فرح بهلاوي واحدة من النساء الأجنبيات اللواتي أتيحت لهن فرصة الاستقرار في المغرب. لكن المميز بخصوصها، أنها حظيت بعطف كبير من الملك الحسن الثاني، وفتح لها أبواب المغرب رفقة عائلة زوجها شاه إيران، في أحلك فترات حياته على الإطلاق عندما تم الانقلاب عليه.
تظهر فرح بهلاوي «المغربية» بانتظام في بعض المهرجانات والمحافل التي يستقطب لها المغرب أشهر وجوه الفن والسينما من داخل المغرب وخارجه. ويعرفها الكثيرون بكونها أرملة لشاه إيران، لكنهم لا يعرفون أنها استقرت فترة بالمغرب، وتملك إقامة في حي شعبي وسط مدينة تارودانت، تلجأ إليه بين الفينة والأخرى في زياراتها المتقطعة حاليا إلى المغرب، مرفوقة بأسرتها الصغيرة المتمثلة في أبنائها وأحفادها.
بعد وفاة الشاه، تساءل الكثيرون عن سر اختيار أرملته للمغرب وجهة أساسية تزورها سنويا، علما أنها لم تزر المغرب في حياة الشاه إلا مرات معدودة لم تدم إلا أياما قليلة في عز أزمة الحكم في إيران خلال السبعينات، لتغادر بعدها المغرب إلى مصر ومنها إلى عواصم عالمية أخرى.. جرت العادة أن تتنقل بينها دون توقف خلال الأشهر الأخيرة من حياة الشاه، تجنبا لأي مشكل دبلوماسي بين الدول المضيفة والنظام الجديد في إيران.
كتبت فرح بهلاوي مذكراتها التي شكلت فور صدورها حدثا عالميا تهافتت عليه كبريات المنابر الإعلامية عبر العالم، لأنها تكشف جزءا كبيرا مما كان يدور في كواليس الحكم خلال الأشهر الأخيرة من حكم شاه إيران، وعلاقاته برؤساء الدول التي زارها. وأفردت لزيارة المغرب صفحات مهمة، وتحدثت عن الملك الحسن الثاني والدور الذي لعبه في توفير الدعم النفسي لشاه إيران في عز الأزمة.
تلك المذكرات تقدم تفاصيل عن حياة فرح بهلاوي قبل أن تصبح ملكة، وأيام مجدها أيضا، قبل أن يدور الزمن دورته وينتهي كل شيء، ويصبح لقب زوجها لعنة تطارد النظام السابق ورجاله، بعد ثورة الخميني.
المثير في قصة فرح بهلاوي أنها اختارت الإقامة في المغرب، ولم تعتبره محطة عابرة مثل غيره من المحطات التي استضافت أسرة الشاه بعد خروجه الاضطراري من إيران.
عندما سمع بعض الصحفيين للوهلة الأولى أن فرح بهلاوي اختارت الإقامة في المغرب، ظنوا أن الأمر يتعلق بإقامة في مدينة شاطئية، إلا أن فرح اختارت مدينة تارودانت، وحصلت على إقامة بطراز «الرياض» التقليدي، وسط حي شعبي يفضي إلى أشهر أسواق المدينة. أصحاب المحلات التجارية المجاورة لمنزل فرح بهلاوي أكدوا أن المكان يعرف إنزالا أمنيا عندما تأتي زوجة الشاه إلى إقامتها، حيث يرابط شرطيان أمام باب الإقامة ويتم تطويقها من جميع الجهات لضمان الحماية.
بعض أصحاب المحلات أكدوا أنه سبق لهم دخول الإقامة، لتزيينها بديكورات تقليدية وتركيب المصابيح، التي تشتهر بها تارودانت، في حديقة الإقامة. ويقال إن بيت فرح بهلاوي مسكن عادي يعكس البناء التقليدي للمنازل الكبيرة بالمدينة والتي تشبه الإقامات الخاصة، بالإضافة إلى حديقة تحتوي على ممرات وكراسي. أما داخل البيت فقد كان يضم العديد من الغرف، وديكورات كثيرة موضوعة بعناية وتعكس كلها المعمار المغربي والصناعة التقليدية المحلية.
اعتادت فرح بهلاوي الظهور في وسائل الإعلام المغربية، إلى اليوم، من خلال المهرجانات السنوية، من قبيل مهرجان «كناوة» بالصويرة الذي يحج إليه المشاهير عبر العالم، حيث شوهدت في أكثر من دورة رفقة عائلتها الصغيرة وأحفادها، تتجول في المدينة بكل تلقائية، أو مرفوقة بشخصيات وازنة أثناء متابعة فقرات المهرجان، وعلى رأسهم أندري أزولاي.
تميزت علاقة فرح بهلاوي بالمغرب، بترحيب الملك الحسن الثاني بمقامها رفقة ذويها، رغم أنهم لم يلبوا الدعوة في حينها بسبب الإكراه الذي كانت تعيشه العائلة والمتمثل في طلب شاه إيران للعلاج، لتعود فرح بعد وفاته إلى المغرب، وتواظب على زيارته في مناسبات مختلفة كل سنة، قادمة إليه من أمريكا، حيث يقيم أبناؤها ويتابع أحفادها دراستهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى