شوف تشوف

شوف تشوف

هبيل وحاضي حوايجو

في قمة التلاسن بين بنكيران، رئيس الحكومة السابقة، وحميد شباط، الأمين العام المسلط على حزب الاستقلال، طالب بنكيران هذا الأخير بأن يشرح للمغاربة كيف استطاع أن يتحول من سيكليس إلى ملياردير في ظرف وجيز، قائلا “نحن نتساءل فقط، وعليه أن يجيب من أين أتى بالملايير التي يملك، ولماذا أخذها وماذا فعل بها”.
طبعا عندما أعلن شباط ولاءه لبنكيران غض هذا الأخير الطرف عن هذه الاتهامات، بل إنه قلده وسام الشجاعة من درجة “راجل”، مما زاد ضلعة في حميد شباط فخرج يقول إنه لا يملك شيئا آخر سوى منزله الذي يسكن فيه.
والواقع أن شباط لا يملك حقيقة في اسمه سوى بيته، لكنه لا يقول لنا ماهي العقارات والأملاك التي سجلها باسم زوجته وأبنائه.
وبما أننا في يوم الاثنين هذا نقف أمام المحكمة بعدما رفع ضدنا شباط دعوى قضائية يطالبنا فيها بتعويضه بمليار عن الضرر الذي يقول إننا تسببنا له فيه، فإننا سنجيب على جزء أول من سؤال عبد الإله بنكيران بخصوص ثروة شباط، وسنقدم جردا أوليا للعقارات والأراضي والفيلات التي سجلها شباط في اسم زوجته وأبنائه لكي يموه الأنظار حول ثروته، بانتظار أن نزيل عنه بقية أوراق التوت، والقادم أمتع.
ولمعلومات رئيس الحكومة المعين فقد استفاد حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من موقعه السياسي كنائب برلماني منذ سنة 1997 وعمدة سابق لفاس لولايتين منذ سنة 2003، لمراكمة ثروة طائلة، وهي الثروة التي تضخمت في ظرف قياسي، والكل يعرف الطرق التي كان ينهجها شباط مع المنعشين العقاريين عن طريق شبكة واسعة من العلاقات، مقابل حصولهم على امتيازات لتوسيع مشاريعهم العقارية بأطراف العاصمة العلمية، ما مكنه من جمع عقارات وأراض شاسعة سارع إلى تسجيلها في أسماء زوجته وأبنائه، مع العلم أنه كان مجرد عامل بسيط في معمل “لاسميف” الذي تعرض للإفلاس وتم تشريد عماله الذين كان يمثلهم شباط داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ومن عرق جبينهم بنى مجده النقابي والسياسي قبل أن يقتحم المجلس الجماعي “زواغة” بعد انقلابه على ولي نعمته، الحاج مفدي، الذي علمه “حروب” السياسة، وأدخله إلى الحزب وبعده إلى الجماعة.
تتكون إذن ثروة شباط العقارية، دون احتساب ما يوجد في الخزائن الحديدية وفي الحسابات البنكية والتي لا يعلمها إلى الله، من 40 عقارا كلها مسجلة بأسماء زوجته فاطمة طارق وأبنائه الخمسة، في تواريخ متفرقة ما بين 2008 و2016 بالمحافظات العقارية بكل من فاس وصفرو ومكناس وطنجة.
وتتكون ثروة شباط العقارية من 19 شقة و8 ضيعات فلاحية، و6 قطع أرضية في شكل تجزئات سكنية، و4 محلات تجارية، وفيلا ومنزلين مستقلين.
وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 7 أكتوبر الماضي، وتحسبا لفتح تحقيق بشأن ثروته ومطالبته بتبريرها من طرف قضاة المجلس الأعلى للحسابات، سارع يوم 11 أكتوبر إلى التنازل عن 9 شقق سكنية تتراوح مساحتها ما بين 103 متر مربع و303 متر مربع، ومحلين تجاريين مساحتهما 25 و39 مترا مربعا، وسجلها في اسم ابنيه نضال وريم، وتتواجد هذه الشقق في تجزئة “باب الأطلس” بحي بنسودة ويبدأ ترقيم رسومها العقارية من رقم 41703/69 إلى رقم 41713/69، واحتفظ شباط لنفسه فقط بمنزل بحي بنسودة، مساحته 121 مترا مربعا، مسجل باسمه بتاريخ 4 ماي 2010، تحت الرسم العقاري رقم 41259/07، أما باقي الممتلكات العقارية فقد سجلها كلها في أسماء زوجته وأبنائه.
وفي الواقع، فإن شباط مالك لعمارتين من ثلاثة طوابق تتواجدان على التوالي برقم 166 بحي “القدس” بمقاطعة بنسودة، ورقم 27 إقامة “فدوى” بحي “المرجة” بنفس المقاطعة، بالإضافة إلى ضيعتين فلاحيتين، الأولى تبلغ مساحتها هكتارين توجد بدوار “الخرابشة” بجماعة عين الشقف التابعة لإقليم مولاي يعقوب، والثانية مساحتها 22 هكتارا توجد بمنطقة “سيدي خيار” التابعة لدائرة إيموزار كندر، بإقليم صفرو، كما يملك قاعة للحفلات توجد بتجزئة “حديقة البديع” بطريق “عين الشقف” بفاس، ومحلين تجاريين رقمهما 87 و89 بشارع “واد المخازن” بحي النرجس، وعمارة رقمها 28 بتجزئة “سيمف” بحي بنسودة بمدينة فاس.
أما بالنسبة للممتلكات العقارية المسجلة باسم زوجته فاطمة طارق، فهناك ضيعة فلاحية مساحتها 208 هكتار، توجد بمنطقة “أولاد جامع” بدائرة تيسة التابعة لإقليم تاونات، وشقتان بالطابق الأول في إقامة “الفتح” بحي “سيدي الهادي” بمقاطعة زواغة بفاس، بالإضافة إلى منزل تتخذه مقرا لجمعية “أوربة لمحاربة الفقر والهشاشة” ولفرع حزب الاستقلال، وكذلك شقة في الطابق الأرضي رقمها 8 بزنقة “تشاد” شارع “أبو هريرة” بحي الزهور “مونفلوري” بفاس، بالإضافة إلى 6 شقق بحي بنسودة تتراوح مساحتها ما بين 68 و88 مترا مربعا، وكذلك قطعة أرضية مساحتها 1200 متر مربع بسلا الجديدة، مسجلة سنة 2014 ذات الرسم العقاري رقم 34719/58، و”فيلا” مساحتها 500 متر مربع بـ”مكناس المنزه” ذات الرسم العقاري رقم 576/k، وقطعتين أرضيتين بمنطقة “مكناس الإسماعلية” مساحة الأولى 291 مترا مربعا ذات الرسم العقاري 31121/59، ومساحة الثانية 307 متر مربع ذات الرسم العقاري 31123/59، وطابق تحت أرضي مساحته 128 مترا مربعا بمدينة فاس، مسجل بالرسم العقاري رقم 55364/07.
كما سجل الفقير إلى الله حميد شباط، باسم زوجته وابنه نوفل، 8 قطع أرضية صالحة للفلاحة، كلها اقتناها وسجلها، سبحان الله، في يوم واحد بتاريخ 15 يوليوز 2008، تتواجد أربعة منها بمنطقة “آيت سغروشن” بنواحي إيموزار كندر، وهي أرض فلاحية مساحتها 9792 مترا مربعا ذات الرسم العقاري رقم 4790/F، وأرض فلاحية أخرى بنفس المنطقة مساحتها 9755 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم 5138/f، وأرض مساحتها 2705 متر مربع، ذات الرسم العقاري رقم 4077/f، وأرض شاسعة على مساحة 33240 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم 3700/f، بمنطقة “آيت السبع” بنواحي إيموزار، اقتنى شباط 4 قطع أرضية، وهي أرض مساحتها 1392 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم 4825/f، وقطعة مساحتها 699 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم 5437/f، وقطعة مساحتها 2138 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم 5424/f، وقطعة مساحتها 50720 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم 4789/f..
وسجل شباط، باسم ابنه الأكبر نوفل، الذي أصبح برلمانيا عن طريق اللائحة الوطنية بعدما كان متابعا في ملف الاتجار في المخدرات القوية، مجموعة من العقارات، ومنها مقهى “نضال” رقمها 166 بحي “القدس” بمنطقة بنسودة، و”فيلا” بتجزئة “حديقة البديع” بطريق عين الشقف، وقطعتان أرضيتان مجهزتان مساحة كل واحدة منهما 500 متر مربع، بنفس التجزئة، بالإضافة إلى “فيلا” بدوار “أولاد بوعبيد” بجماعة “أولاد الطيب” قرب مطار فاس سايس، كما سجل باسمه قطعة أرضية معدة للبناء مساحتها 92 مترا مربعا بقيادة “راس تبودة” بنواحي صفرو، وقطعة أرضية معدة للبناء مساحتها 262 مترا مربعا بجماعة “عين تاوجطات” بإقليم الحاجب.
وبالجماعة نفسها يتوفر على قطعة أخرى مساحتها 324 مترا مربعا، بالإضافة إلى شقة مساحتها 105 متر مربع، تتواجد بملتقى شارعي “الفارابي” و”أنطاكي” بمدينة طنجة.
أما شقيقه نبيل، فقد سجل الأب شباط باسمه كذلك مجموعة من العقارات، منها “فيلا” رقم 24 بتجزئة “جينان” بجماعة عين الشقف بإقليم مولاي يعقوب، وضيعة فلاحية مساحتها 14 هكتارا توجد بدوار “لحجر لكحل” بنواحي “عين الشكاك” بإقليم صفرو، وكذلك منزل مساحته 208 متر مربع بطريق “عين السمن” مسجل بالرسم العقاري رقم 129754/07.
أما الابن ياسين فقد سجل شباط باسمه “فيلا” بتجزئة “سايس غاردن” بحي “المرجة”، ومستودع مساحته 998 مترا مربعا بالحي الصناعي “بنسودة” وشقة مساحتها 201 متر مربع بطريق صفرو، وكذلك “فيلا” أخرى مسجلة في اسم شقيقه نضال رقمها 64 في تجزئة “النخيل” بطريق “عين السمن”، وشقة بالطابق الأرضي مساحتها 81 مترا مربعا توجد بتجزئة “فدوى” بحي بنسودة، وشقة مساحتها 65 مترا مربعا بنفس الحي ذات الرسم العقاري رقم 20456/69.
وطبعا فمن حق حميد شباط أن يقول للمغاربة إنه لا يملك في اسمه سوى البيت الذي يقطن فيه، لكن ليس من حقه أن يخفي عنهم كل هذه الممتلكات التي سجلها باسم زوجته وأبنائه، خصوصا وأنه في حدود علمنا لم يرث شباط ثروة عن والديه، كما أن زوجته لم تكن تملك سوى شقة، فكيف يا ترى أصبحوا بين عشية وضحاها يملكون كل هذه الضيعات والفيلات والشقق ؟
لقد وصف بنكيران شباط عندما كان خصما له بـ”هبيل فاس”، وبعد كشفنا عن لائحة أولية لممتلكاته التي سجلها باسم زوجته وأبنائه يمكن أن نصحح لبنكيران هذه التسمية لكي تتحول من “هبيل فاس” إلى “هبيل وحاضي حوايجو”.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى