الرئيسيةسياسية

هكذا أطاحت فتاة بسعد الدين العثماني

النعمان اليعلاوي

إلى وقت غير يسير ظلت خبايا المطبخ الداخلي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، خفية على العموم، خصوصا خبايا المؤتمرات الوطنية للحزب التي كان يسوق لها منتسبو «المصباح» على أنها تجسيد للديمقراطية الداخلية، خصوصا تغيير المواقع بين الأمين العام السابق للحزب، سعد الدين العثماني وخلفه الحالي عبد الإله بنكيران، والذي اعتبره مؤيدو الحزب تداولا عادلا للمسؤولية.

الصورة التي حملها الحزب والمرتبطة لدى الأغلبية المتابعة بخلوه من الدسائس طلبا لمواقع القيادة، يكسرها كتاب أصدره صحفي اسمه نواف القديمي، وهو سعودي زار المغرب بدعوة من منتدى الكرامة لحقوق الإنسان سنة 2010، حين كان يرأسه مصطفى الرميد، وأصدر بعد رحلته كتابا بعنوان «أوراق مغربية – يوميات صحفي في الأمكنة القديمة»، كشف فيه نواف القديمي عن «الخديعة» التي تعرض لها سعد الدين العثماني حينما كان يعتقد سنة 2008 في فوز سهل لولاية ثانية على رأس حزب «المصباح».

وكشف القديمي أن بنكيران صرح له قائلا: «هل تعلم أن الذي قلب كل التوقعات والاستطلاعات في هذا المؤتمر كانت فتاة شابة تنتمي للحزب! حيث كانت هذه الفتاة النبيهة من الفريق الذي يعمل بقرب سعد الدين العثماني.. وقبل بدء عملية الانتخاب، أخذت هذه الفتاة دورها في الحديث، وتحدثت عن مجموعة أخطاء وإشكالات اعتبرتها مفصلية في طريقة إدارة سعد الدين العثماني للحزب.. وكان نقدها دقيقا ومفصليا.. فاستطاعت أن تغير المزاج الانتخابي للناخبين، ما نتج عنه فوزي في الانتخابات»، على حد قول بنكيران لصاحب الكتاب.

خلاصة ما ورد في كتاب الصحفي السعودي أن العثماني تعرض «لكيد النسا» في صيغته «البيجيدية»، فرغم أن العثماني سبق أن فاز على عبد الإله بنكيران سنة 2004 بعدما حصل على أغلبية الأصوات المعبر عنها لاختيار أمين عام لحزب العدالة والتنمية خلفا للدكتور الخطيب حيث صوت لصالحه 1268 من أصل 1595، فيما لم يحز بنكيران سوى على 255 صوتا، واجه من جديد بنكيران في 2008 وأمام اندهاش الكتلة الناخبة لحزب «المصباح» ومعها الرأي العام الوطني والصحافة المغربية التي تابعت المؤتمر، فاز عبد الإله بنكيران بمنصب الأمين العام أمام سعد الدين العثماني الذي فاجأته أيضا الهزيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى