الرئيسية

هكذا تتسبب المشروبات الغازية في أمراض خطيرة

كوثر كمار
المشروبات الغازية عنصر أساسي، على مائدة الطعام، لدى العديد من الأسر. غير أن معظم هؤلاء لا يعلمون الأضرار الخطيرة التي تنجم عن استهلاك هذه المشروبات على صحة الإنسان. عدد من المستهلكين يعتقدون أن تلك المشروبات تساعدهم على هضم الطعام، في حين أنها تعرقل عملية الهضم، إلى درجة أن الجسم لا يستفيد من الطعام الذي تم تناوله. العديد من الدراسات تؤكد أن المشروبات الغازية تتكون من مواد كيميائية خطيرة تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان وهشاشة العظام، فضلا عن أمراض أخرى خطيرة.”الأخبار” تسلط الضوء على بعض المشروبات الغازية وتكشف مدى خطورتها على صحة المستهلكين.
كثر الحديث هذه الأيام عن أضرار المشروبات الغازية، خاصة بعد انتشار منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يحذر من تناول أحد المشروبات الغازية المعروفة. المعلومات التي كشف عنها المنشور أثارت تساؤلات العديد من رواد هذه المواقع عن حقيقة هذه الأضرار ومدى صحة ما يروج حول المكونات الخطيرة لتلك المنتوجات التي يقبل عليها المستهلك بكثرة.
أحد نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” نشر صورة مشروب معروف محذرا من تناوله، مشيرا إلى أنه قام رفقة طلبة بكلية العلوم بجامعة القنيطرة مع أستاذهم بتحليل المشروب وتركه لمدة أسبوع، بعد فصل المواد المكونة له بطرق مختلفة وقياس تراكيزها داخل نفس القنينة، ليكتشفوا أن المشروب الغازي يتكون من 14 مادة غير طبيعية، أي أنها مكونة من مواد كيميائية قاتلة بنسبة مائة بالمائة. وأكد الطالب ذاته على أن تلك المواد قد تسبب السرطان للشخص بعد تجاوزه سن الخمسين.

سم على شكل مشروب
أجريت العديد من الأبحاث والدراسات حول مكونات بعض المشروبات الغازية، إذ تبين أنها خطيرة على صحة الإنسان.
وأشارت دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية
PLOS ONE، أن المادة الكيميائيةcaramel coloring التي تدخل في صناعة بعض المشروبات الغازية تنتج موادا مسرطنة، وترفع بدورها خطر الإصابة بالسرطان، لتصيب شخصا إضافيا ضمن كل 100 ألف شخص ممن يتناولون هذه المشروبات.
واكتشف الباحثون أن شرب علبة صغيرة من المشروبات الغازية يوميا قد تكون كافية لرفع خطر الإصابة بالسرطان، وذلك بسبب المادة التي تدعى 4-MEI، حيث تتكون هذه المادة خلال عملية تصنيع الـcaramel coloring.
وأجرى الباحثون القائمون على الدراسة منJohns Hopkins Center for a Livable Future، بدراسة تخص 110 عينة من الصودا وتحليلها، كما قاموا بتصنيف هذه المشروبات إلى مجموعات مختلفة. واستهدف الباحثون 28,710 مشتركا في دراستهم تراوحت أعمارهم ما بين 3 سنوات و70 سنة.
ووجدوا أن هذه المشروبات احتوت على مستويات مختلفة من المادة 4-MEI، تراوحت من 9.5 ميكروغرام في اللتر إلى 9.63 ميكروغرام في اللتر، حيث يختلف تركيز هذه المادة من مشروب إلى آخر تبعا للشركة المصنعة.
وأشار الباحثون إلى أن الاستهلاك الروتيني والمستمر لبعض المشروبات الغازية قد يسبب في زيادة التعرض للمادة 4-MEI إلى أكثر من 29 ميكروغرام (mcg). ويعتبر هذا المستوى خطيرا، قد يسبب في السرطان. ومن هذا المنطلق، اعتبرت ولاية كاليفورنيا الأمريكية في عام 2011، هذه المادة مسرطنة، ووضعت قوانين تلزم الشركات المصنعة بإدراج ملصقات تحذيرية على المنتجات التي تحتوي مادة 4-MEI.
ممنوع على المرضى
ينصح الأطباء عددا من المرضى بالابتعاد عن بعض المشروبات الغازية بسبب مكوناتها التي تزيد من تأزم وضعهم الصحي. مليكة واحدة من المرضى الذين منعوا من تناول المشروبات بسبب وضعها الصحي.
تحكي مليكة في حديثها مع “الأخبار”، أنها محرومة من تناول المشروبات الغازية بسبب إصابتها بمرض القولون العصبي منذ طفولتها، إذ تشعر بمضاعفات وألام مباشرة بعد تناولها.
وتضيف أن الطبيب المعالج نصحها بالابتعاد عنها لأنها تعمل على زيادة الغازات والحموضة في المعدة مما يتسبب في الشعور بالتعب وعدم الراحة في المعدة مع ازدياد أعراض الكولون العصبي.
تقول مليكة: “بالرغم من أن الطبيب حذرني من شرب هذه المشروبات إلى أنني أعشقها بسبب لذتها التي لا تقاوم، لكن بعد ذلك أشعر بحالة من القلق والتوتر بسبب حدوث آلام في البطن ومغص قوي يزول بعد الذهاب إلى الحمام أو خروج الغازات”.
بالإضافة إلى حدوث مضاعفات لدى مرضى القولون العصبي والسكري فالمشروبات الغازية تتسبب في أمراض أخرى، وحسب العديد من الأبحاث فالعلبة الواحدة للمشروب قد تحتوي على ما يعادل 10 ملاعق كافية لتدمير فيتامين “ب”، والذي يؤدي نقصه إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والكآبة والتشنجات العضلية.
وتحتوي بعض المشروبات على غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم وذلك عند تناولها مع الطعام أو بعده.
وتشير الأبحاث العلمية أن هذه المكونات تؤدي إلى إلغاء دور الإنزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة وبالتالي إلى عرقلة عملية الهضم وعدم الاستفادة من الطعام. وتؤدي مادة الكافين إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدنية وزيادة الهرمونات في الدم مما قد يسبب التهاب وتقرحات للمعدة، كما يعمل على إضعاف ضغط صمام المريء السفلي والذي بدوره يتسبب في ارتداد الطعام والأحماض من داخل المعدة إلى المرئ مسبب الألم والالتهاب.
وتحتوي المشروبات الغازية على أحماض فسفورية والماليك والكاربونيك تؤدي إلى هشاشة وضعف العظام وخاصة في سن المراهقة مما يجعلها أكثر عرضة للكسر، وتآكل طبقة المينا الحامية للأسنان.  أما الخاصة بالدايت فتتكون من المحليات الصناعية والتي تهدد المخ وتؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف.

المشروبات الطاقية والإدمان
يعشق العديد من المستهلكين المشروبات الطاقية لأنها تشعر بالحيوية والنشاط، إلا أن البعض منها يشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان. فمشروبات الطاقة لها ضرر على أجهزة الجسم المختلفة، من الجهاز العصبي فالهضمي فالدورة الدموية … فقد أثبتت الدراسات مدى تأثيرها السلبي والخطير، وبأنها قد تودي إلى الإدمان إذا ما زادت عن حدها، بالإضافة إلى كونها مشروبات منبهة أكثر من أنها مشروبات تمد الجسم بالطاقة والسعرات، نتيجة احتوائها على نسب عالية من الكافيين والمنبهات، ويختلف تأثر الاشخاص بالمنبهات من شخص لآخر.
محمد شاب مدمن على مشروب للطاقة، فالبرغم من محاولته الابتعاد عنه إلا أنه لم يستطع ذلك، إذ يشعر باستمرار برغبة شديدة في تناوله.
يقول محمد لـ “الأخبار”: “اعتدت على تناول مشروب للطاقة بشكل يومي، فعندما كنت أحاول الابتعاد عنه أشعر بصداع شديد ، وبالتوتر والعصبي”، ويضيف أنه يشعر بالنشاط والحيوية خاصة عندما يذهب برفقة أصداقئه إلى الملاهي الليلية، إذ يفضل تناول المشروبات المنشطة بدل الخمر.
ويرى محمد أن البعض لا يستطيعون شرب بعض المشروبات الطاقية بسبب إصابتهم بحساسية من بعض مكونات هذه الأخيرة مما قد يؤدي إلى حكة بسيطة أو انقباض الشعب الهوائية وتضييقها وبالتالي صعوبة التنفس أو اللجوء إلى القيء.
وأكدت مجموعة من الأبحاث أن نسبة الكافيين العالية تتسبب في حدوث خلل في هرمونات الجهاز الهضمي، وزيادة الإفرازات الحمضية في المعدة، مما قد يؤدي إلى تقرحات والتهابات في جدار المعدة والمريء. فبسبب احتواء مشروبات الطاقة على كمية سكر عالية، وخاصة السكريات الصناعية، قد يؤدي إلى تدمير بعض الفيتامينات، وخاصة فيتامين (B) مما قد يؤدي إلى عسر الهضم. كما أن كثرة المحليات الصناعية تؤدي إلى الإسهال، بالإضافة إلى السمنة، مما قد يجعلها أحد المسببات للأمراض المزمنة، من سكري وكولسترول وأمراض القلب والضغط .
مشروبات الطاقة قد تؤدي للإصابة بمرض السكري، حيث أثبتت بعض الأبحاث دورها في خفض استجابة الأنسجة لمادة الأنسولين .
كما أكدت دراسات حديثة أن بعض مشروبات الطاقة تسبب تقلصات قوية في عضلة القلب، والتي يمكن أن تفاقم الخطر وخاصة عند المصابين بأمراض القلب، وقد تودي بهم للإصابة بالسكتة القلبية.

فوائد مبهرة للمشروبات الغازية
رغم الأضرار الصحية الكثيرة التي تنتج عن تناول المشروبات الغازية إلا أن هناك دراسات أثبتت وجود بعض الاستخدامات المفيدة في حياتنا تتركز غالبيتها في مجالات التنظيف، وتفيد المشروبات الغازبة في إزالة البقع العنيدة عن الملابس من دهون أو زيوت أو شحوم صعبة، وذلك بنقع هذه الملابس المتضررة في مناطق البقع لفترةٍ من الزمن، ثم غسلها كالمعتاد حتى تزول تماما، كما يمكن استخدامها لإزالة البقع العنيدة في المراحيض والصدأ المتراكم عليها، وذلك بوضعها عليه لدقائق، ثم سحب السيفون؛ فإنها تعيد المرحاض للمعانه ونظافته. إضافة إلى ذلك يمكن تنظيف أواني الطبخ التي تستخدم دائماً وتعاني من اصفرارٍ أو إطارات ملونة في داخلها، وذلك عن طريق نقعها بالقليل من المشروبات الغازية على نار هادئة، ثم تجلى بالطريقة التقليدية، كذلك يمكن تنظيف شبابيك وإطارات السيارات بسكب القليل من المشروب عليها بواسطة قطعة ناعمة من القماش، ثم إزالتها، فإنها تعطي لمعانا ونظافة واضحة، كما تستخدم المشروبات الغازية في بعض الدول لتنظيف آثار الدماء عن الشوارع والأرصفة بشكل كامل. ويمكن أيضا تنظيف البطارية بالمشروب، إذ تساعد على على تفتيت التآكل وإزالته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى