شوف تشوف

الرئيسية

هكذا همش رئيس بلدية الفنيدق عن «البيجيدي» أحد أحيائها لحسابات سياسية ضيقة

الفنيدق : حسن الخضراوي
لم يكن أحد من سكان حي حيضرة بجماعة الفنيدق التي يترأسها حزب العدالة والتنمية، في شخص محمد قرورق، يتخيل أن الرئيس الذي يدعي حزبه الشفافية والنزاهة وخدمة المواطنين جميعا دون تمييز، يمكن أن يسمح لنفسه بتصفية حسابات سياسية ضيقة مع السكان الذين لم تصوت غالبيتهم على التحالف الهش الذي يعرف هزات متتالية قد تعصف به في كل وقت، والمتكون من حزب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، فضلا عن التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية.
تفرغ رئيس جماعة الفنيدق، بعد تقلده للمسؤولية، لمتابعة كل الأعمال الجمعوية التي تقوم بها جمعية الأحجار الثلاث النشيطة بحي حيضرة ومحاولة عرقلتها بالتدخل في شؤونها الداخلية، بغية إفشال بعض المشاريع التي تسهر عليها ومنها مشروع النقل المدرسي الذي يستفيد منه عدد كبير من التلاميذ ويهدف إلى محاربة الهدر المدرسي، فضلا عما وصفه عدد من السكان بتعمد الإقصاء الممنهج الذي تمارسه مصالح البلدية بأمر من الرئيس في مجال الإنارة العمومية، حيث استفادت الشوارع الثانوية غير المعبدة التي يسكنها مقربون من الرئيس من عدد كبير من المصابيح العمومية، في حين تم تهميش الشارع الرئيسي بالحي والأزقة التي لم تصوت على التحالف لشهور في ظروف غامضة تطرح أكثر من سؤال، ما دفع السكان إلى التقدم بشكايات متعددة إلى الجهات المسؤولة في انتظار استدعاء المجلس الجهوي للحسابات من أجل التحقيق في الموضوع لتصحيح الوضع ورفع الإقصاء الذي يمارسه الرئيس في حق سكان الحي وفق القوانين الجاري بها العمل.

تهميش ممنهج
عبر العديد من سكان حي حيضرة بجماعة الفنيدق لـ«الأخبار» عن استنكارهم واستيائهم الشديد، مما وصفوه بتصفية الحسابات السياسية الواضحة التي يقودها الرئيس رفقة مستشار سابق يعتبر المهندس الأول للتحالف المسير للبلدية، ولعب دورا مهما في تسلم العدالة والتنمية لرئاسة المجلس بعد ظهور نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية الماضية.
شاب يقطن بالحي يقول إن الرئيس يزور حي حيضرة بشكل يومي تقريبا رفقة زميله المستشار السابق ومهندس التحالف، دون أن تحركه المشاكل المتعددة التي يعانيها الحي من هشاشة البنية التحتية وانعدام الإنارة العمومية بالشارع الرئيسي، فضلا عن انتشار الأزبال وعدم وصول شاحنة النظافة المكلفة ما يهدد بكارثة بيئية، مضيفا أن السكان عقدوا آمالا كبيرة على التحالف المسير بقيادة حزب العدالة والتنمية لرفع التهميش والاقصاء الذي طالهم قبل أن يفاجؤوا وبشكل صادم بأن الرئيس انصاع لبعض الضغوط السياسية الممارسة عليه وتفرغ لخدمة أجندة واضحة همها الأول الاستفادة من صوت لصالح التحالف وإقصاء غالبية السكان، في ضرب تام بعرض الحائط لما وعد به خلال انتخابه وصرح بأنه سيكون رئيسا للجميع.
واستدعى رئيس جمعية الأحجار الثلاثة بحي حيضرة مفوضا قضائيا لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، من أجل إنجاز محضر معاينة للإقصاء الممنهج الذي يمارسه المجلس داخل الحي، تتوفر الجريدة على نسخة منه، وفيه يشهد المفوض المحلف أنه انتقل إلى الحي بتاريخ 27 يناير 2016 وعاين الطريق الرئيسية تتخللها العديد من الكسور والحفر والاعوجاج، فضلا عن معاينته لوجود الإنارة العمومية بجزء من الحي، وانعدامها بالطريق الرئيسي والتجمعات المحاذية له رغم وجود أعمدة الإنارة العمومية والمصابيح.
وذكر المفوض القضائي في محضره أيضا أنه عاين وجود الإنارة ببعض المنازل المعزولة والبعيدة عن الطريق، وهي المنازل التي قال فاعل جمعوي بالحي إن ساكنيها هم من دعموا التحالف ويعتبرون من المقربين من رئيس بلدية الفنيدق عن العدالة والتنمية.

كارثة بيئية
تتهدد حي حيضرة كارثة بيئية بسبب انتشار الأزبال بكل مكان، وقد عاينت «الأخبار» وجود مزبلة إلى جانب المدرسة الابتدائية ما يهدد صحة وسلامة الأطفال التلاميذ ويتطلب تدخلا عاجلا من المسؤولين لمعالجة الوضع تجنبا للكارثة.
وقال الفاعل الجمعوي نور الدين العشيري إنه سبق أن تم تنبيه مصالح البلدية إلى مشكل انتشار الأزبال، فضلا عن توجيه شكايات متعددة في الموضوع تطالب باستفادة الحي من النظافة ووصول شاحنات الشركة المكلفة في إطار التدبير المفوض لجمع الأزبال دون جدوى، ما يطرح تساؤلات عميقة حول مدى استفادة حي حيضرة كجزء مهم ومكون أساسي لجماعة الفنيدق من مشاريع المجلس والظروف المحيطة بإقصائه وتهميشه.
وأضاف المتحدث نفسه، أن السكان راسلوا العمالة في الموضوع وتلقت وعود من رئيس البلدية بالنظر في هذا الموضوع لمعالجته دون أن يتحقق أي شيء على أرض الواقع، سوى استمرار المماطلة والتسويف والإقصاء الممنهج.
وتحدث رجل في الخمسينات من عمره عن أن السكان يلقون بالأزبال على حافة الطريق، وأمام المدرسة بشكل عشوائي، وعند تجمعها تكون مزابل حقيقية تنشر روائح عطنة وكريهة بالمكان خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاع درجة الحرارة، ما يدفع السكان إلى إحراقها بطريقة بدائية للتخلص منها مع ما يشكل ذلك من تلوث إضافي للبيئة، مشددا على أن عملية إلقاء الأزبال وإحراقها بعد ذلك يقوم بها السكان مكرهين، في غياب الحلول البديلة وتهميش المسؤولين للمطالب المتعلقة بالاستفادة من خدمات قطاع النظافة الذي تصرف عليه البلدية ميزانية باهظة من المال العام.
وطالب السكان عامل عمالة المضيق الفنيدق المعين حديثا، ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة بالتدخل من أجل إنهاء معاناة سكان حي حيضرة وفتح تحقيق في التهميش والإقصاء الممنهج الذي يطالهم، فضلا عن وقف تصفية الحسابات السياسية التي يتعرضون لها وما تسببه لهم من معاناة مرتبطة بقطاعات حساسة لا يمكن الاستغناء عنها من مثل الكهرباء والنقل المدرسي للتلاميذ.

إفشال المشاريع
من المشاريع التي عبر فاعلون جمعويون بحيضرة عن استيائهم وتذمرهم من تدخل الرئيس الغير قانوني فيها، واصفين ذلك بمحاولة إفشالها ووضع عراقيل مجانية في طريقها إرضاء للتحالف الهش الذي يقوده حزبه رغم عملها لسنوات من قبل والاشادة بها من طرف مصالح العمالة والسلطات المحلية لما تقدمه من خدمات هامة، مشروع النقل المدرسي الذي تشرف عليه إحدى الجمعيات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
هذا المشروع تستفيد منه فئة عريضة من التلاميذ القاطنين بحيضرة، وقد تم إحداثه في إطار سياسة محاربة الهدر المدرسي، حيث تم توقيع اتفاق «تتوفر الأخبار على نسخة منه» يضم الجمعية التي تشرف على التسيير والقسم المسؤول بنيابة التعليم المضيق الفنيدق، بالاضافة إلى مصالح العمالة، ويتحدث الاتفاق المذكور على أن تدفع كل أسرة مبلغ 50 درهما كمساهمة رمزية من أجل التعاون على المصاريف الضرورية بالنظر لضعف وهزالة الدعم المقدم، وذلك ضمانا لاستمرار استفادة عدد كبير من التلاميذ ومواصلتهم للدراسة دون انقطاع. قبل أن يتفاجأ الجميع بتدخل الرئيس في العديد من المرات للتحكم في الحافلات والسائقين والشطط في استعمال السلطة من خلال دعم التلاميذ الذين يرفضون تأدية المبلغ الرمزي وحديثه إلى الآخرين أن النقل يجب أن يتم بشكل مجاني في ظروف غامضة، ما خلق إكراهات متعددة للجمعية المسيرة وأصبح يهدد المشروع بالفشل التام، وقد تم إشعار السلطات المحلية بذلك من طرف الفاعلين الجمعويين، وتنبيههم الباشا إلى أن الرئيس يصفي حسابات سياسية ضيقة مع الحي بتضييقه على العمل الجمعوي إرضاء لجهات سياسية وضمانا لاستمرار التحالف الهش بقيادة العدالة والتنمية على حساب مصالح المواطنين.
وقال أحد المهتمين مستغربا كيف يسوق مرشحو حزب العدالة والتنمية أنهم يقفون إلى جانب الصالح العام دون تمييز بين المواطنين، حسب الانتماءات السياسية أو الجمعوية، بينما تكشف مؤشرات يتعامل بها الرئيس مع حي حيضرة المهمش عن العكس من ذلك تماما، منبها المتحدث ذاته، إلى أن المجلس ورئيسه كان عليهما دعم المشاريع الجمعوية التي يستفيد منها المواطن وتشجيعها عوض وضع العراقيل لافشالها، فضلا عن عدم تقديم أي مشاريع أخرى موازية للتنمية.
وصرح عضو من الجمعية التي تشرف على تسيير النقل المدرسي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحي حيضرة المهمش، أن أعضاء الجمعية يضطرون إلى دفع أموال من جيوبهم لتغطية بعض المصاريف وأن هذا في علم السلطات المحلية، مبديا المتحدث نفسه، امتعاضه من انقلاب الرئيس على الوعود التي أطلقها عند تسلمه للتسيير والتدبير وتركيزه على أنه سيكون رئيسا للجميع، قبل أن يتفاجأ الجميع بمؤشرات واضحة عن خدمته لأجندة سياسية واضحة وتصفية المجلس لحسابات ضيقة مع من ثبت أنهم لم يصوتوا لصالحه.

تهديد بالاحتجاج
هدد سكان حي حيضرة بالاحتجاج والاعتصام أمام مكتب رئيس بلدية الفنيدق، في حال استمر في إقصاء وتهميش الحي، فضلا عن وضع عراقيل ومطبات أمام بعض المشاريع الجمعوية التي تم إطلاقها منذ سنين خلت خدمة لأجندات سياسية وإرضاء لأهواء بعض مهندسي التحالف الهش والمعطوب الذي يستغرق إلى الآن في تصفية الحسابات السياسية وتدبير الأمر الواقع دون أي استراتيجية لمعالجة المشاكل التي تعيشها أحياء المدينة.
وطالب السكان بإنهاء معاناتهم مع غياب الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، وتشجيع بعض من أعضاء المجلس البلدي المواطنين على توقيع اتفاق مع شركة «أمانديس» في ظروف غامضة، على الرغم من أن الاتفاق المذكور يحفظ حقوق الشركة دون حديثه على حقوق الزبون المشترك وضرورة صيانتها.
وتحدث فاعل جمعوي أن استفادة السكان من الربط بشبكة الماء يجب أن يتم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأن على الشركة الالتزام بوضع حلول للواد الحار الذي يفتقده الحي وعدم إلزامها الزبون بالتوقيع على التزام يحمله مسؤولية الحفرة التي توضع كبديل وجميع ما يمكن أن يترتب عن ذلك من أثار، منبها المتحدث ذاته، إلى أن كل التزام من الشركة يجب أن يوقع على إثره محضر اتفاق حماية لحقوق المواطنين، وأن المجلس وأعضائه يجب أن يدفعوا في هذا الاتجاه كممثلين للسكان.
وقال سكان الحي إنهم يحتفظون بكل الأشكال النضالية السلمية والحضارية من أجل أن تصل رسالتهم الجميع، ويتم الاهتمام بالمعاناة التي يكابدونها نتيجة تصفية الحسابات السياسية الضيقة من طرف أشخاص كان المأمول فيهم أن يكونوا المثال في تدبير الشأن العام المحلي بالمدينة، مشددين على ضرورة حضور المجلس الجهوي للحسابات من أجل تفقد الملفات التي تهم حيهم وحرمانهم من الكهرباء العمومية وشاحنات الأزبال والماء الصالح للشرب، فضلا عن هشاشة البنية التحتية في ظروف
غامضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى