شوف تشوف

ولاد عائلة 2.2

يوسف لحليمي ابن الاتحادي أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط، والقبطان في الدرك، لم يشفع له منصب واسم والده في منع دخوله السجن بسبب ملف مخدرات وقضائه سنة كاملة في زنزانة انفرادية وحراسة خاصة قبل أن يحصل على البراءة، فيما غرق في غياهب السجون الدركيون الذين اعتقلوا معه، وعاد هو إلى جهاز الدرك وتمت ترقيته إلى رائد ثم عقيد أيام الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، والذي كان كلما “زبلها” يتدخل الجنرال ويقول لهم لازمة صارت معروفة “يوسف غي قيلوه عليكم راه باقي كايتعلم”، قبل أن يتم تجريده من كل مسؤولياته على عهد الجنرال حرمو ويتم تكليفه بقراءة الصحف.
وليوسف لحليمي أخ آخر اسمه مامون لحليمي يوجد على رأس مديرية “افتراضية” في صندوق الإيداع والتدبير لا تظهر في التقرير السنوي للمؤسسة، يتقاضى عنها أجرا يفوق خمسة ملايين شهريا زائد سيارة A6 والتعويضات.
وقليلون يعرفون مثلا أن طارق والعلو ابن وزير المالية السابق الاتحادي فتح الله والعلو هو أحد المهندسين المعماريين المرموقين وأن مكتبه O+C الذي يملكه بشراكة مع المهندسة العالمية “لينا شوا”، التي تعتبر المادة الرمادية الحقيقية للمكتب، لديه عدة مشاريع معمارية في المغرب، كمتحف فوليبيليس وترميم أسوار مراكش والمكتبة العتيقة والتي حصل عليها أثناء تولي الاتحادي محمد الأشعري لحقيبة الثقافة، ورواق مؤتمر COP 22 بمراكش، ورواق إكسبو ميلانو الذي غرق في الأسبوع الأول من المعرض، ورغم ذلك حصل على جائزة أحسن تصميم، إضافة إلى فوز المكتب بصفقة تصميم المركز الثقافي المغربي بباريس، ودار القارات الخمس بريمس، وصفقة المدينة الجديدة بمازاغان جنوب الدار البيضاء، وصفقة تصميم مقر المحافظة العقارية الذي كلّف مديره السابق الشرقاوي 100 مليار، ومعها منصبه على رأس المحافظة.
وطبعا فبالإضافة إلى موهبة المهندس المعماري طارق والعلو فلولا اسم والده وعلاقاته ومسؤولياته داخل الحزب لما استطاع أن يحصل على الصفقات التي حصل عليها بمجرد ما سجل مكتب هندسته في الرباط إضافة إلى باريس، مثلما كان اسم الأب ضروريا لقبول ابنة والعلو في libération الفرنسية كمحررة قبل توظيفها كمراسلة للقناة الفرنسية الثانية في أمريكا اللاتينية.
وهنا نتذكر ما فعله “الفعفاع” صلاح الدين مزوار، الذي يكسر كل ما يلمسه، عندما كان وزيرا في الخارجية، مع ابنته عندما راسل فابيوس وزير الخارجية الفرنسي يطلب منه تسهيل دخول ابنته لمؤسسة ماكينزي بباريس، المؤسسة نفسها التي اشتغلت بفرعها في الرباط خولة لشكر ابنة الاتحادي إدريس لشكر قبل أن تلتحق بابن اليازغي بصندوق الإيداع والتدبير كمديرة، ومن عجيب الصدف أن مكتبها كان مقابل مكتب المدير عمر اليازغي.
وهناك تعيين لم يكد ينتبه إليه أحد يتعلق بأحد أبناء الزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد “المحامي” ابراهيم بوعبيد (لعدم الخلط مع ابراهيم بوعبيد المحامي بمدينة الخميسات) كعضو في المجلس الوطني لحماية المعطيات الشخصية، والذي كل سوابقه المهنية لا تتعدى منصب سكرتير في ديوان وزير العدل الراحل الاتحادي بوزبع، قبل أن يتبناه الراضي عندما كان رئيسا للبرلمان، الراضي الذي يملك ابنه طارق الراضي مطعم بار “غوت 2.0” بعدما حصل على “استقلاله” عن مقر المركز الثقافي الألماني واستقر في أكدال بعد قرار العثماني رئيس الحكومة فصل البارات عن المراكز الثقافية الأجنبية.
وعلى ذكر اسم عائلة الرمز الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد، فمن سخريات القدر أن اثنين من أبنائه وجدا مستقبلهما و”خلاصهما” المهني في بنك رأسمالي وليس في الأممية الاشتراكية، بحيث يشغل الأول منصب مدير في البنك المغربي للتجارة الخارجية كابتال، ويشغل الثاني منصب مدير في الفرع الأفريقي لنفس البنك، في التفاتة إنسانية من عثمان بنجلون لابني عبد الرحيم بوعبيد مؤسس البنك المغربي للتجارة الخارجية في بدايات الاستقلال إلى جانب صندوق الإيداع والتدبير، والعطف نفسه يسري على مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد التي تتوصل بدعم سنوي سخي والتي أصبح يترأسها محمد الأشعري وزير الثقافة والاتصال لعشر سنوات في حكومتي اليوسفي وجطو.
وهناك طبعا اتحاديون آخرون حصل أبناؤهم على مناصب مهمة في الحكومة والدولة، كمولاي المهدي العلوي رفيق المهدي بنبركة الذي كان بجانب هذا الأخير في السيارة التي انقلبت في قنطرة واد شراط، والذي كان بمثابة السفير المتجول للاتحاد الاشتراكي في الخارج، والذي يشغل ابنه منصب الرجل الثاني في سفارة المغرب بمدريد.
وإلى جانب الاتحاديين الذين تم “تبليص” أبنائهم، عن جدارة واستحقاق أو بفضل الوساطات، في مناصب إدارية مهمة، هناك اتحاديون تغربوا في المنافي وطواهم النسيان في مدن المغرب السفلى، وتفرق أبناؤهم في الأرض، فمنهم من استطاع أن يحقق لنفسه مركزا مهما بفضل مؤهلاته وهناك من فشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى