مدن

إصابة 11 عنصرا من القوات العمومية واعتقال 17 محتجا بضواحي الفقيه بن صالح

الفقيه بن صالح: مصطفى عفيف

مقالات ذات صلة

 

أصيب، صباح أول أمس (الأربعاء)، 10 من أفراد القوات المساعدة وعضو بفرقة الدرك الملكي وجرى اعتقال 17 محتجا، بعد مواجهة مع القوات العمومية خلال عملية تدخل حوالي 160 عنصرا من القوات العمومية، التي كانت تسهر على تنفيذ حكم قضائي نهائي يقضي بتوقيف عملية منع الولوج إلى إحدى وحدات إنتاج الديك الرومي، وفض الاعتصام الذي دخله أكثر من 140 من النساء والرجال منذ أكثر من سنة على مستوى دوار أولاد السي بلغيث التابع للجماعة القروية أولاد بورحمون بإقليم الفقيه بن صالح، للمطالبة بإغلاق الوحدة الإنتاجية، وهو الاعتصام الذي تسبب، بحسب الحكم القضائي، في توقيف الوحدة الإنتاجية عن العمل لمدة سنة.

وجاء اندلاع شرارة هذه المواجهة، بحسب مصادر «الأخبار»، صباح أول أمس (الأربعاء)، بعد ما حل حوالي 160 عنصرا من القوات العمومية معززين بفرق من الوقاية المدنية وسيارات الإسعاف، بدوار أولاد السي بلغيث التابع للجماعة القروية أولاد بورحمون بإقليم الفقيه بن صالح، من أجل تنفيذ حكم قضائي نهائي صادر لفائدة وحدة إنتاج الديك الرومي، وهو الحكم الذي يقضي بفض الاعتصام، وتوقيف عملية منع الولوج إلى الوحدة الإنتاجية. وفور وصول قوات التدخل التي عملت على إغلاق جميع المحاور الطرقية ودخول المسؤول عن تنفيذ منطوق الحكم القضائي في مفاوضات مع عدد من المعتصمين من أجل إقناعهم بالعدول عن عرقلة عملية الولوج للوحدة الإنتاجية وفض الاعتصام، لم يتقبل المحتجون تلك المفاوضات واعتبروا أنفسهم أصحاب حق ومتضررين من الوحدة الإنتاجية، ليفاجأ رجال القوات العمومية المشاركون في هذا التدخل بإقدام بعض المحتجين على رشقهم بالحجارة، ما تسبب في إصابة عناصر منهم بجروح متفاوتة، تطلبت نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى القرب بسوق السبت حيث قدمت لهم الإسعافات الضرورية، قبل أن يقرر الطاقم الطبي توجيه أحد عناصر القوات المساعدة إلى المركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال لخطورة إصابته.

هذا وقام رجال القوات العمومية بمحاصرة المعتصمين ومطاردة المعتدين، مستعينين بعناصر من الوقاية المدنية التي اضطرت إلى استعمال خراطيم المياه للتصدي للمعتصمين، ما مكن من توقيف 17 شخصا من سكان قرية أولاد السي بلغيث، ضمنهم سيدة متزوجة وأم لخمسة أطفال، وحجز أدوات حديدية عبارة عن «منجل» وكمية من الحجارة استعملها المعتصمون في رشق القوات العمومية، وهي المحجوزات التي تم توثيقها من طرف عناصر المركز القضائي للدرك بسرية الفقيه بنصالح بواسطة صور فوتوغرافية مع توثيق الاعتداء على القوات العمومية بالصورة والصوت من خلال تصوير بـ«الفيديو».

وبعد اقتياد الموقوفين إلى مقر سرية الدرك، تم إخضاعهم للتحقيق، وبعد إشعار النيابة العامة أمرت بوضع خمسة من الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، والإفراج عن 12 آخرين بعد الاستماع إليهم، على أن يتم اليوم (الجمعة) تقديمهم في حالة سراح أمام النيابة العامة، في حين وجهت للموقوفين تهم تتعلق بعرقلة تنفيذ حكم قضائي، والمس بحرية العمل، والاعتصام في الشارع العام بدون ترخيص، والضرب والجرح عن طريق الرشق بالحجارة في حق أفراد القوة العمومية، وحمل السلاح الأبيض دون سند شرعي، والمشاركة، كل حسب المنسوب إليه.

وكان سكان دوار أولاد سي بلغيث، الذين يتعدى عددهم 4500 نسمة، والتابعة للجماعة الترابية أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح، دخلوا منذ 20 من مارس من السنة الماضية، في اعتصام مفتوح داخل خيام بلاستيكية نصبوها بجانب الطريق، احتجاجا على إنشاء وحدة صناعية متخصصة في تربية وإنتاج الديك الرومي، وطالبوا السلطات المحلية بالتدخل لسحب الترخيص الممنوح لصاحب المشروع الذي يبعد عن السكان بحوالي 800 متر، ورفع الضرر عنهم والمتمثل في الروائح الكريهة المنبعثة من المشروع.

وعجل اعتصام السكان ضدا على إقامة مشروع إنتاج الديك الرومي بتوقيف صاحب المشروع الإنتاج واللجوء إلى القضاء، حيث استطاع إصدار حكم قضائي يقضي بفض الاعتصام. واعتبر صاحب المشروع أن إقامته وحدة لتربية وإنتاج الديك الرومي تطلبت سلك جميع المصادر القانونية المعمول بها في مجال السلامة الصحة والبيئية وأن المشروع لا يشكل، بحسبه، أدنى خطر بيئي.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى