شوف تشوف

الرأي

إلى مرشح خاص..

اعلم، حفظ الله الجميع من شيطنتك وإفكك وبهتانك، أننا نحن المواطنين والمواطنات، قد تعبنا من الوعود المتحجرة المتجددة كل موسم انتخابي، وانتظار تحقيقها على يديك أو أيدي سلفك. تعبنا من لعبة إلقاء اللوم على من سبق عليهم القول كل مرة وتذكيرنا بخذلانهم وخذلانك المستقبلي. لذلك ندعو لك بالهداية، أن لا تسلك ولا تبتغ الفوز على جراحنا الغائرة، وأن لا تستدعي آلامنا لتكون جسرا آمنا لمرورك لمبتغاك الخاص، فقد سئمنا، سئمنا العبث بأحلامنا وتطلعاتنا. سئمنا كلماتك الخادعة وابتسامتك المصطنعة أيام الحملة الانتخابية، وأنيابك في ما عداها. فنحن لا نحتاج لأي منها. لذلك كن رحيما بها وبنفسك، واذخرها لأيام أخر، ولوجوه أخرى غيرنا، تلك الوجوه التي تشبهك.
واعلم، حفظنا الله من حبك للمال العام، ورعانا ونجانا من أطماعك في الاستفادة والسطو على كل الخيرات، أن شوارعنا مسكونة بالعنف بسببك، لا أتحدث عن الأشخاص، أتحدث عن الجدران وبقايا الإسفلت وغدر أسلاك الكهرباء الناتئة من الأرض أو المتدلية من الأعمدة، تصيب من تصيب من الناس، من أطيب الناس كما حصل مع الطبيب الشاب بالمضيق. أتحدث كذلك عن الإنارة المنعدمة أو الضعيفة في بعض الأماكن، والتي تحرض على العنف، كيف إذن لا نشحن بالأسى ونسأم من كل شيء. فوفر كلماتك في هذه الحملة الانتخابية إن كنت من أولئك الذين خذلوا المواطنين في ما سبق، أو لك نوايا الخذلان حين تنعم بتقبيل مقعدك في جلوسك.
واعلم، حفظنا الله من غدرك ومكرك وغيابك المستمر وتقاعسك عن أداء واجبك، أنَّا ما عدنا نطيق الاستماع أكثر لتشخيص احتياجاتنا في الجماعة، فنحن نحفظها عن ظهر قلب، ونتجرع مرارتها بصمت أو دمع، فلا تأت الآن لكي تخبرنا بحصيلة الخيبات في السنوات، فنحن نذكرها ونعيشها في كل لحظة، في الوقت الذي تستغل في حملتك ما سمعت من أصداء آلامنا هنا وهناك وكلها مما اقترفته يداك. فلا تستغل صورة نساء يبحثن عن موارد المياه، فأنت لا تتعب معهن يوميا مهما كان وضعك، ولا تستغل وجوه أطفال أبرياء، فأنت لا تعرف معاناتهم، فمنهم من تخلى عن مقاعد الدارسة لكي يساعد عائلته في جلب المياه، حتى وإن تطلب ذلك قضاء ليلة باردة ويوم حار في الصف الطويل.. لا تستغل صور الأقدام الحافية والأسمال البالية، لتتركها على ما هي عليه، صورا جامدة يعاد استغلالها في الانتحابات القادمة. لا تستغل أملنا في العيش بكرامة كما ينبغي لنا العيش، فنحن أهل لهذه الحياة مادمنا نحن الوطن.
وفي الختام، اعلم، وفقنا الله لكل ما فيه خير لنا، أيها المرشح المخصوص بالقول السابق، القادم للوائح الانتخابية فقط لتحسين مظهرك ووضعك المادي، أن أحلامنا غير قابلة للخذلان وأن التاريخ لا يرحم، وذاكرتنا لا تشيخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى