الرئيسيةسياسية

احتجاجات عارمة تعري ضعف الخدمات الصحية بمستشفى الإدريسي بفاس

فاس: محمد الزوهري

خيمت أجواء من الاضطراب والغليان على مستشفى عمر الإدريسي المتخصص في أمراض الرأس والعينين والأنف والحنجرة، والتابع للمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، أمس (الخميس)، بعدما انتفض العشرات من المواطنين ضد حالة الركود شبه التام التي يعرفها المستشفى، بسبب إلغاء العمليات الجراحية التي كان من المنتظر أن يخضع لها عشرات مرضى منذ بداية الاسبوع الجاري، فضلا عن تأجيل عدد من الفحوصات الطبية التي كانت مبرمجة منذ عدة أشهر. وزاد من احتقان الوضع أكثر استمرار الإضراب الذي يشنه أغلب الأطر الطبية بالمستشفى ضد القرارات الأخيرة لوزير الصحة.

وانطلقت شرارة الاحتجاج بشكل عفوي، بعد أن صُدم أزيد من خمسين مواطنا بإشعارات عن تأجيل مواعد إجراء عملياتهم الجراحية وكشوفاتهم الطبية، رغم أن العديد منهم ظل ينتظر هذه المواعد منذ أشهر عديدة، ومنهم من قطع عشرات الكيلومترات من أقاليم الجهة وخارجها، من أجل الحضور في الوقت المناسب، قبل أن يُصابوا بإحباط تام، أعقبه غضب عارم، ترجموه على شكل «انتفاضة» حاشدة أمام مبنى المستشفى، وامتدت إلى الشارع المجاور المؤدي إلى حي البطحاء والمدينة العتيقة، ما أدى إلى شل حركة المرور.

وردد المحتجون شعارات غاضبة تعبر عن معاناتهم، منها «هذا عار هذا عار، المواطن في خطر» و«الصبيطار ها هو، والأطباء فين هما»، كما أشهر أغلب المحتجين وثائقهم وكشوفاتهم الطبية للتأكيد على تضررهم من التأجيل المتواصل لمواعد إجراء عملياتهم الجراحية، وعلى لامبالاة مسؤولي وزارة الصحة حيال معاناتهم.

وقال أحد المرضى المسنين إنه يتوفر على موعد لإجراء عملية جراحية على عينه منذ 30 شهرا، وفي كل مرة يتم تأجيل الموعد «دون أن يرحموه»، داعيا جلالة الملك إلى النظر له ولأمثاله من أبناء شعبه بعين الرأفة والرحمة. في حين صرخ شاب مريض أنه ملّ من التردد على هذا المستشفى، واستُنزف ماديا وصحيا من أجل السراب، محملا الحسين الوردي، وزير الصحة، كامل المسؤولية وراء هذا الوضع البئيس، أما إحدى السيدات فاكتفت برفع أكفها إلى السماء باكية متوسلة، وهي تناجي الله من أجل أن «يأخذ حقها».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى