الرئيسيةمجتمعمدن

اختلالات وخروقات توقف مشروع «تغازوت باي»

السلطات المحلية لأكادير قررت هدم بنايات في المشروع بعد تقرير أسود من لجنة عليا

النعمان اليعلاوي

قررت السلطات المحلية لمنطقة تغازوت بمدينة أكادير هدم المشروع السياحي الضخم «تغاوت باي»، وفق ما كشفه القرار الذي أرجع سبب هدم المشروع السياحي والسكني بمنطقة تغازوت بمدينة أكادير إلى الكشف عن اختلالات وأخطاء، وذلك بعدما كانت لجنة عن وزارة الداخلية سبق أن حطت بالمنطقة لمتابعة والتحقيق في المشاريع المشيدة بها، قبل أن تخلص إلى وجود عدد من الاختلالات والتجاوزات في التعمير. وأمر قائد قيادة تغازوت، محمد وكاف، أول أمس (السبت)، بهدم الأبنية والأشغال المخالفة للقانون بفندق «حياة ريجنسي» بالمشروع السياحي «تغازوت باي»، إثر رصد عدد من الخروقات «الخطيرة» التي تشكل إخلالا بضوابط التعمير.
وحسب وثيقة قرار الهدم، التي توصلت «الأخبار» بنسخة منها، فإن القائد وجه أمر الهدم إلى الممثلة القانونية لشركة MADEF التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، المساهم الرئيسي بمشروع «تغازوت باي» بـ 45 في المائة، وذلك نظرا لمخالفة الأشغال للقوانين وضوابط البناء، حيث يتعلق الأمر ببناء غير مرخص لـ 4 فيلات فوق مساحة تقريبية «160 مترا مربعا» لكل منها، وكذا إضافة غرفتين غير مرخصتين بالواجهة الجنوبية للطابق الثاني. وجاء قرار الهدم استنادا لمحضر معاينة المخالفة واستنادا لقرار الأمر بالإيقاف الفوري للأشغال، ووفق الوثيقة ذاتها، فقد منحت مهلة 48 ساعة كأجل أقصى لهدم كل الأبنية التي تخالف قوانين التعمير بالمشروع المذكور بـ «تغازوت باي».
خروقات بالمشروع
قالت مصادر مطلعة إن قرار الهدم يأتي بعد جولة الملك التفقدية بالمشروع، والتي كشفت عن وجود عدة اختلالات، حيث أثار انتباهه شكل الطريق المؤدية للمنتجع السياحي، وتصاميم بنائه، حيث طالب بفتح تحقيق معمق حول ما شاب المشروع السياحي من خروقات، فيما ينتظر أن تقوم لجنة مركزية مختلطة رفيعة المستوى بزيارة المنتجع السياحي الضخم للتحقيق في أشغال بنائه المشكوك فيها، كما ينتظر أن تستمع إلى أصحاب الأراضي التي بنيت عليها هذه المحطة السياحية، والذين لم يستفيدوا من القيمة الحقيقية للأراضي، وهو ما سيسفر عن مفاجآت من العيار الثقيل قد تورط عددا من المسؤولين البارزين في قادم الأيام، وذلك منذ أن أعطيت انطلاقة المحطة سنة 2002. وأعلن وزير السياحة الأسبق انطلاقة الأشغال رسمياً في المحطة السياحية سنة 2011.
وكانت لجنة رفيعة المستوى قد رفعت تقريرا أسود عن المشروع، يضم اختلالات في التعمير وتغييرا في التصاميم (توغل البنايات في المساحات الخضراء – إزالة بعض المعابر)، وكذا الحالة الكارثية للطريق الرئيسية وسط المشروع، وهو التقرير الأسود الذي جعل السلطات الولائية تعقد اجتماعا طارئا بولاية أكادير، تمخض عنه قرار توقيف المشاريع الثلاثة التي تهم منتجعا سياحيا وإقامة سياحية وفندقا راقيا، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة من متابعات وتحقيقات، قد تطيح برؤوس كبيرة في عالم المال والأعمال، وكذا مسؤولين كبار بالمدينة، على اعتبار أن التحقيقات همت فقط 50 في المائة من المشروع، فيما لازالت اللجنة مستمرة في عملها حتى تغطية المشروع بأكمله.
استقالة المدير
كان أحمد أولهنا، المدير العام لشركة تهيئة تغازوت قد قدم استقالته بعد 9 سنوات على رأس الشركة في منصبه كرئيس تنفيذي، وبعدما تم تعيينه رئيسًا للشركة في عام 2011، وتأتي هذه الاستقالة بعد ثلاثة أشهر من انعقاد مجلس إدارة شركة تهيئة تغازوت، بحضور مساهمي الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في الرباط وتضم 4 مساهمين، بمن فيهم صندوق الإيداع والتدبير، الذي يمتلك 45 في المائة من رأس مال الصندوق المغربي للتنمية السياحية (FMDT) ومجموعة «أكوا جروب» التي تمتلك كل منها حصة 25 في المائة بالإضافة إلى 5 في المائة من الشركة المغربية لهندسة السياحة (SMIT)، في حين أشارت المصادر إلى أن مجلس إدارة الشركة قرر تعيين محمد الشرقاوي الدقاقي مديرا عاما للشركة وليلى بنسودة مديرة عامة منتدبة للشركة.
ويشار إلى أن هدم بنايات مخالفة للقانون في المشروع السياحي تاغزوت، تزامنا مع الزيارة الملكية إلى المنطقة، يكشف من جهة أن الجميع سواسية أمام القانون مهما كانت مناصبهم ومراتبهم، لكن يكشف، من جهة أخرى، عن حجم الخلل في تدبير ملفات الاستثمار والتعمير، أين كانت السلطات والجماعة التي يوجد المشروع داخل نفوذها، أثناء البناء، ولم يتم اكتشاف الخروقات إلا بعد زيارة لجنة مركزية بتعليمات عليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى