الرئيسية

الأخبار تقتحم «الغرف السوداء» وتقدم لكم تحقيقا مثيرا

حمزة سعود
«الغرف السوداء» على الأنترنيت تجذب العديد من المستخدمين، نظرا لأهميتها في التواصل ضمن مجموعات حول مواضيع متعددة، حسب طبيعة المجالات، إلا أن بعض الغرف باتت تحظى بمتابعة مهمة، نظرا لاعتمادها على تداول صور وأشرطة إباحية، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية مثيرة.
خبراء، أكدوا في حديث مع «الأخبار» أن هذا النوع من «الغرف السوداء» يُمَكن العديد من النشطاء الإرهابيين من التواصل بشكل سري، بعيدا عن المراقبة، في وقت تنامت فيه وتيرة اختراق بعض الغرف من طرف جهات «مجهولة» موالية لـ «داعش»، حسب ردود المشرفين على هذه الغرف.
«الأخبار» عاينت خلال إنجاز هذا التحقيق مجموعة من الغرف المغربية، التي صارت «فضاء» للمحادثات الجنسية المثيرة، في وقت يَعْبَثُ فيه المشرفون على هذه الصفحات بالأرقام الهاتفية للمواطنين، مع تداول معلوماتهم ومعطياتهم الشخصية. مزيدا من التفاصيل في التحقيق التالي..
حسب ما وقفت عنده «الأخبار» خلال إنجاز هذا التحقيق، فالعديد من «الغرف السوداء»، يتم من خلالها تداول أرقام هاتفية للطلبة والمواطنين، يتم الاتصال بهم هاتفيا، بعد دقائق من طرح أرقامهم داخل بعض الصفحات والمجموعات الفيسبوكية التابعة لهذه «الغرف السوداء».
المعلومات المتوفرة تشير إلى أن بعضها المتوفرة والمتاحة على برنامج «Paltalk»، يتم من خلالها عرض تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية جرى حِفظها في وقت سابق، بالإضافة إلى غرف أخرى تعرض بثا مباشرا لمكالمات هاتفية يجري خلالها استفزاز المواطنين والتلاعب بهم هاتفيا.
ويَعْمَد العديد من المشرفين على «الغرف السوداء» إلى استفزاز المواطنين هاتفيا بعد التوصل بأرقامهم الهاتفية، وتداول عبارات وأوصاف مخلة بالحياء، بالإضافة إلى تمرير خطابات لا أخلاقية إلى قاعدة وشريحة واسعة من مستخدمي هذا النوع من البرامج، من خلال طبيعة الردود.
وتشمل الاتصالات الهاتفية الاستفزازية شرائح متعددة من أساتذة وأطباء ورجال أمن، بالإضافة إلى مسؤولين إداريين وتربويين، يتلقون مكالمات هاتفية من جهات «مجهولة»، في حين يتم تسجيل المكالمات الهاتفية ورفعها على الأنترنت.
وعاينت «الأخبار» إحدى الغرف المتخصصة في الاتصال والعبث بالمواطنين، بحيث يتم ربط الاتصال بأرقام هاتفية تخص شرائح وفئات متعددة من المجتمع المغربي، قبل أن يتم استدراجهم من طرف بعض المشرفين على «الغرف السوداء»، إلى محادثات قصد استفزازهم.

شعوذة وطقوس روحانية
تحقق بعض الغرف متابعة جيدة من طرف زوار ومستخدمي برنامج «Paltalk»، بحيث يشير متخصصون إلى أن العديد من الغرف غير المجانية تقدم خدمات لفائدة المستخدمين مرتبطة بالسحر والشعوذة.
رواد هذا المجال يجتمعون داخل الغرف المخصصة لحجز مواعيد «حسب الحاجة»، وترتيب لقاءات في أماكن يتم الاتفاق بشأنها بعد عملية تعارف تستغرق بضع دقائق فقط، فيما يتم استحضار بعض الطقوس الروحانية خلال مداخلة المستخدمين.
وتوفر هذه «الغرف السوداء» خدمات مرتبطة بالسحر والشعوذة من خلال استحضار مجموعة من الطقوس الروحانية، اعتمادا على اسم وعُمر ونبرات المتدخلين، على أنه يجب دفع مقابل مادي للإنخراط في هذا النوع من الغرف.
ويعمد العديد من الشباب إلى إنشاء غرف سوداء في برنامج «Paltalk»، تجمع العديد من المستخدمين، يعملون من خلالها على تداول صور وأشرطة فيديو عن فضائح جنسية تخص بعض المشاهير ومستخدمي الأنترنت.

مقاطع جنسية لإثارة الزوار
من خلال معاينة، أجرتها «الأخبار»، شملت عشرات «الغرف السوداء» على برنامج «بالتولك»، فالعديد من الغرف تساهم في تسريب صور وأشرطة فيديو مخلة بالحياء على الأنترنت بعد بثها من طرف شباب، خلال إجراء بعض المحادثات المباشرة.
وحسب ما وقفت عنده جريدة «الأخبار»، فبعض المشرفين يعمدون إلى تنظيم مواعيد لجلسات خمرية بين مستخدمي وزوار «الغرف السوداء»، بالإضافة إلى إمكانية حجز وترتيب مواعيد لفائدة الشباب الراغب في ممارسة الجنس.
خلال المحادثات التي تجري داخل هذه الغرف يمكن تسجيل الأشرطة الإباحية التي تُظهر عددا من الشباب في أوضاع جنسية شاذة، الهدف من ورائها إثارة باقي مستخدمي البرنامج، كما تفيد بعض المعطيات بأن العديد من مستخدمي هذه الغرف يتبادلون صورا ومقاطع فيديو إباحية، مع إمكانية بثها على صفحات ومجموعات فيسبوكية.
وتبقى «الغرف السوداء» من بين أهم المصادر التي تُزَوِدُ الصفحات والمجموعات الإباحية على مواقع التواصل الاجتماعي، بأشرطة الفيديو والصور بالإضافة إلى بعض التسجيلات الصوتية المثيرة.
ويتم استدراج مجموعة من مستخدمي «الغرف السوداء» على الأنترنت، إلى إثارة الزوار الجدد بواسطة الصور والفيديوهات الإباحية.. هذه الفيديوهات يتم رفعها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال ثوان معدودة.
وتسقط العديد من الفتيات ضحايا عمليات تشهير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المجموعات الفيسبوكية المغلقة التي تروج للمقاطع الإباحية الخاصة بمستخدمي الأنترنت من المغاربة، الأمر الذي يمكن بعض الجهات من ابتزاز الضحايا باستمرار.
ويستعين عدد من المشرفين على الغرف في برنامج «Paltalk»، بخدمات شباب متخصصين في الإغراء الجنسي من خلال حركات وتعابير مثيرة تستمر من دقائق إلى ساعات، مقابل مبالغ مالية شهرية يتم الاتفاق بشأنها.

اختراق أنظمة «الغرف السوداء»
داخل إحدى الغرف المتخصصة في التواصل مع الجالية المغربية المقيمة في الخارج، يجري تداول مجموعة من المعطيات الهامة والتي تخص تفاصيل الهجرة إلى كندا وبعض الدول الأوربية، بالإضافة إلى غرف أخرى تهتم بجميع المستجدات التكنولوجية.
وتنتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك العديد من الصفحات والمجموعات، التي تشارك صورا وأشرطة فيديو تهتم من خلالها بأوضاع العديد من المهاجرين المغاربة في الخارج، إلا أن هذا النوع من «الغرف السوداء» يعرف من حين لآخر ولوج مستخدمين يعمدون إلى طرح ومناقشة مواضيع مخلة بالحياء، تدفع مستخدمين آخرين إلى الانسحاب من هذه الغرف، في حين يُبدي مجموعة من المشرفين استياءهم من بعض مستخدمي هذه الغرف، نظرا لاستقطابها فئات واسعة من المستخدمين، في وقت يشتكي فيه هؤلاء المشرفون من قراصنة يعملون على اختراق «الغرف السوداء» والتحكم في أنظمتها بشكل كامل.
ومن خلال هذه الصفحات يتم تداول عبارات نابية تخدش الحياء العام مع تسجيل بعض المشاركات لمستخدمين يعمدون من خلالها إلى تسويق صورة سلبية عن هذا النوع من الغرف وحسب ما وقفت عنده «الأخبار»، فالعديد من الصفحات الفيسبوكية، تساهم في تطوير قاعدة مستخدمي «الغرف السوداء» في برنامج «Paltalk»، نظرا لإمكانية نشر محتوياتها على نطاق واسع.
وتفيد المعطيات المتوفرة، بأن العديد من هذه الغرف، تشكل مصدرا مهما لمجموعة من الصفحات والمجموعات الفيسبوكية، من حيث المواضيع وبعض الأشرطة الصوتية والمرئية، في وقت تعمل فيه هذه الصفحات على نشر محتوياتها، باستغلال قاعدة مهمة من بيانات المستخدمين.

أنشطة غير قانونية
ينشط العديد من المغاربة داخل «الغرف السوداء» أو «المغلقة» على الأنترنت، حيث تعتبر بمثابة تجمعات للعديد من المهتمين بالتواصل داخل مجموعات، كل حسب المجالات والتخصصات التي يفضل الخوض في مناقشتها.
الولوج إلى «الغرف السوداء» على الأنترنت، يتم بالاعتماد على بعض البرامج المعلوماتية، المتوفرة في العديد من المنتديات والمواقع الإلكترونية، والتي تتيح لمئات المستخدمين إمكانية التواصل ضمن مجموعات حول مواضيع تخص مجالات محددة.
«الغرف السوداء» ما زالت تستحوذ على نسب هامة من مستعملي الأنترنت، بحيث يبلغ عدد الغرف المنتشرة على برنامج «Paltalk» أزيد من 2170 غرفة، بعدد مستخدمين يفوق 129 ألف مستخدم يوميا.
ومن بين آلاف الغرف المنتشرة عبر الأنترنت، هناك عشرات الغرف المغربية التي تجمع آلاف المستخدمين، «يلجها» يوميا عدد من المغاربة من مستخدمي الأنترنت، فيما تشمل هذه الغرف مجالات متعددة؛ دينية ورياضية وفنية، بالإضافة إلى مجالات أخرى.
ويتميز البرنامج بخصائصه ومميزاته التي تتيح لمستعملي الأنترنت إمكانية التواصل بشكل أفضل ضمن مجموعات، بحيث يمكن اللجوء إليها في عقد اجتماعات وندوات ولقاءات «افتراضية» على الأنترنت بمشاركة مئات المستخدمين.
وباتت «الغرف السوداء» أقل استخداما خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثات الفورية المجانية، التي توفر خدمات بديلة لفائدة مستخدمي الأنترنت، ومستعملي الهواتف الذكية.
ويربط خبراء في تكنولوجيا الاتصال، بين تراجع استخدام برنامج «Paltalk» وانتشار تطبيقات المحادثات الفورية، التي تتيح خدمات الدردشة والمحادثات الصوتية المجانية، بالإضافة إلى انسيابية استخدامها وإمكانية التواصل ضمن مجموعات تشمل مئات المستخدمين.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن «الغرف السوداء» باتت من بين الفضاءات «الوهمية» الأكثر استخداما على الأنترنيت من طرف الراغبين في البحث عن إنشاء علاقات جنسية، فيما يشير خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى أنها تبقى من أهم وسائل الاتصال سريةً، في وقت يتم اعتمادها في التخطيط لأعمال إرهابية.

حرماش : «الغرف السوداء» تشكل تهديدا للأجهزة الأمنية والإرهاب يتصدر قائمة المخاطر
كشف مروان حرماش، الخبير في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، أن «الغرف السوداء» على الأنترنت تشكل تهديدات حقيقية للأجهزة الأمنية، بحكم الأنشطة الإرهابية التي يمكن التخطيط لتنفيذها من طرف فئة من النشطاء داخل هذه الغرف.
وأفاد الخبير في تكنولوجيا المعلومات، بأن «الغرف السوداء»، لا تخضع للرقابة الكافية، مبرزا أنه ليست هناك أية مسؤولية في حرية تصرفات المستخدمين داخل هذه الغرف.
وسَجل حرماش، بأن استخدام البرامج التي توفر هذا النوع من الخدمات، المرتبطة بها بات ضعيفا خلال السنوات القليلة الماضية، بحكم الإقبال على استخدام برامج التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة والمحادثات عبر الهواتف الذكية.
وأٌقر حرماش بأن هذه «الغرف السوداء» تستقطب العديد من الأنشطة غير القانونية، من قبيل الاتجار في البشر و»البيدوفيليا»، بالإضافة إلى التهريب، مبرزا بأن هذه الغرف لا تخضع للمراقبة.
وأوضح المتحدث نفسه، بأن تطور التقنيات التكنولوجية لم يصاحبه تطور على المستوى التشريعي، مشيرا إلى أن هذه «الغرف السوداء» تساهم في تسريب مقاطع فيديو شخصية لبعض المستخدمين يلحقهم ضرر معنوي جراء التسريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى