الرئيسيةخاصرياضة

الأخبار في قلب مشاريع قطر لاستضافة كأس العالم 2022

ملاعب في المستوى وإنجازات باهرة والجالية المغربية تضع بصمتها في التهييء للحدث

قطر: سفيان أندجار
حلت جريدة «الأخبار» بمقر «اللجنة العليا للمشاريع والإرث»، المكلفة بإعداد قطر لاحتضان كأس العالم في كرة القدم 2022.
واطلعت «الأخبار» على أبرز المشاريع التي أنجزت بهذا الصدد وعلى الملاعب التي شيدت، وأخرى سيتم بناؤها لتكون جاهزة قبل سنة من انطلاق المونديال، كما تم الكشف للجريدة عن استراتيجية العمل والمرافق الأخرى ومجموعة من الأمور اللوجيستيكية، بالإضافة إلى دور الجالية المغربية بقطر في هذا العرس الكروي العالمي.

إرث ملاعب الكرة
ستترك ملاعب كأس العالم لكرة القدم بقطر 2022 إرثا غنيا بعد نهاية المونديال، إذ تتميز معظم الملاعب بالتصاميم المركّبة مما يتيح فك جزء من مقاعد المدرجات بعد انتهاء البطولة عام 2022، ثم التبرع بها لمشاريع كرة القدم حول العالم، الأمر الذي سيساعد على نشر ثقافة الكرة وتطويرها في كل الأرجاء. وستكون الملاعب بالطاقة الاستيعابية المخفضة ملائمة لمنافسات كرة القدم المحلية وغيرها من الأحداث، وسيحافظ حجمها الجديد على استمرارية أجواء الحماسة والإثارة.
ستصبح المناطق المحيطة بالملاعب مراكز محورية يجتمع فيها أبناء الأحياء والمناطق المجاورة، حيث ستمتاز بمرافق رياضية من مستوى عال، ومتنزهات وخطوط نقل ومواصلات، ومراكز للتسوق، بالإضافة إلى المدارس والمساجد. وستساهم هذه المنشآت والخدمات في تحقيق الأهداف التنموية التي وضعتها رؤية قطر الوطنية 2030.

ملاعب في ظل الحصار
شكل الحصار ضربة قوية تلقتها الدوحة من قبل جارتيها الإمارات والمملكة العربية السعودية، لكنها نجحت في مواجهته بشكل كبير، خصوصا أن الحصار شكل تهديدا لقدرة قطر على إنشاء الملاعب.
وقال حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، إن الحصار الذي فرض على الدوحة لا يشكل خطرا على مونديال 2022، مشيراً إلى أنه تم التغلّب على العقبات اللوجستية.
وشدد الذوادي، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، على أن «لكل مشروع خطط طوارئ، وكانت لدينا خطط طوارئ منذ البداية»، مضيفاً قوله: «عندما بدأ الحصار اتصلنا بالمتعاقدين الرئيسيين، ووضعنا سلاسل توريد بديلة، كما تمكنا من الحصول على مواد بديلة من موردين بدلاء».
وأشار الذوادي إلى أن بلاده توجهت سابقا نحو موردين وشركات من دول الخليج؛ لأن ذلك كان نابعا من التزامها باستثمار بطولة كأس العالم لتطوير اقتصاد المنطقة، وليس نتيجة لعدم وجود بدائل أخرى بالجودة والتكلفة ذاتها، وهو ما فسّره مراقبون بأن الدوحة كانت تحتاط منذ زمن لخطوة «غادرة» من الرياض وأبوظبي.
أما مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، فقال إن استضافة بلاده لكأس العالم لكرة القدم 2022 أمر غير قابل للنقاش أو التفاوض.

اتفاقية تنهي مشكل العمال

عقب توقيعها، في 25 أكتوبر 2017، اتفاقية لحماية العمال مع دول يمثل مواطنوها نسباً كبيرة من قوة العمل في الدولة الخليجية، حدت قطر بشكل كبير من القيل والقال الذي لازم الأمر.
وأغلقت منظمة العمل الدولية، في 8 نونبر 2017، «شكوى» ضد قطر؛ ك بعدما أقرت حكومتها تشريعا لحماية العمال، وتعهدت بمزيد من الإصلاحات والتعاون الفني مع المنظمة التابعة للأمم المتحدة، عبر برنامج شامل مدته ثلاث سنوات.
وفي منتصف نونبر 2017، فرضت قطر حداً أدنى للأجور، في إطار التزام الدولة الخليجية بتنفيذ وعودها أمام الأسرة الدولية، فضلا عن إقرارها، في 13 دجنبر 2016، بتطبيق القانون الخاص بـ«تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم»، بدلا من «قانون الكفالة».
فضلا عن ذلك، افتتحت قطر، في 22 فبراير 2018، مشتلا لزراعة الأشجار والأعشاب؛ لتلبية احتياجات ملاعب ومنشآت مونديال قطر 2022، والمناطق المحيطة بها من الأشجار والمساحات الخضراء.

عادات غربية في مواجهة المحلية

لم تخف اللجنة المنظمة، التي استضافت «الأخبار»، الحديث عن مجموعة من النقاط المتعلقة بمدى قدرة قطر على استيعاب الثقافات الأجنبية، وتلك المتعلقة بالجماهير وطريقة احتفالاتها وتصرفاتها.
وكشف القسم الإعلامي للجنة المشاريع والإرث، في حديثه، أن المونديال سيكون فرصة أمام القطريين والغرب من أجل تلاقح الحضارات واكتشاف كل طرف للآخر، مشيرا إلى أن عددا من السلوكيات، مثل شرب الخمر، لا يمكن أن يتم حذفها بصفة نهائية، بل هناك مفاوضات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل تخصيص أماكن محددة ووفق شروط معينة. وأشار القسم الإعلامي للجنة المنظمة، إلى أن المونديال الأخير، رغم أنه أقيم في دولة أوروبية، إلا أنه شهد منع بيع الكحول في مجموعة من المدن خوفا مما يترتب عن ذلك من شغب وطيش.
ولم تخف اللجنة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان يراعي، في جميع نسخ المونديال التي تم تنظيمها، تقاليد البلد المنظم، وبالتالي كان يلزم الوفود المشاركة باحترام خصوصية البلد وغيرها من الأمور.
وأكدت اللجنة أن المجتمع القطري مدعو، أيضا، إلى أن يتقبل الآخر وأن الطرف الثاني لا يجب أن يعتدي على خصوصيات وتقاليد الدولة المنظمة، مبدية تفاؤلها الكبير بكون قطر قادرة على إنجاح هذه المنافسة العالمية على جميع الأصعدة.

200 مليار دولار تكلفة المونديال
ترتفع تكلفة تنظيم كأس العالم بقطر 2022 بشكل كبير، حسب ما أصدرته شركة «ديلويت»، إذ سيتم إنفاق 200 مليار دولار على مشاريع بناء لاستضافة كأس العالم 2022.
وستذهب الغالبية العظمى من هذا المبلغ، حوالي 140 مليار دولار، إلى البنية التحتية للنقل، بما في ذلك إقامة مطار جديد وطرق ونظام مترو، لاستيعاب ما يقرب من نصف مليون زائر من المتوقع أن يحضروا فعاليات كأس العالم.
في المقابل كلف البناء والإعداد لكأس العالم 2018 روسيا نحو 11.8 مليار دولار، لكن يقول المنظمون إن روسيا حصلت على 15 مليار دولار من كأس العالم، ما يعني أن روسيا حصدت أرباحاً غطت حجم إنفاقها.

2019.. ذروة الإنجازات والمشاريع
كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن سنة 2019 شهدت الذروة في أعمال بناء الملاعب اللازمة لاستضافة مونديال 2022، مشيرة إلى أنها عازمة خلال الأعوام المقبلة على مواصلة التقدم، إلى حين سماع صافرة بدء أولى مباريات كأس العالم.
وأبدت اللجنة تفاؤلها بالمشروع، خلال زيارات وجولات مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم التي لا تتوقف إلى الدوحة، من أجل الاطمئنان على سير العمل والأشغال في كافة أنحاء قطر، ليس على مستوى الملاعب فقط، ولكن على مستوى البنية التحتية والأساسية أيضا في كل الاتجاهات.
وأكدت اللجنة أن الزيارات الأخيرة شهدت إشادة وتقدير من جانب مسؤولي «الفيفا»، بل والتأكيد على لسانهم من خلال العديد من التصريحات جاهزية قطر لهذا الحدث الرياضي الضخم.
وأكد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن الحصار لا يشكل خطرا على استضافة قطر لنهائيات كأس العالم في كرة القدم دورة 2022، مشيرا إلى أنه يتم التغلب على العقبات اللوجيستية، وأن أعمال البناء مستمرة بزيادة في الحدود الدنيا على التكاليف.
وأكد المسؤولون في قطر عدة مرات أن ملاعب كأس العالم ستكون جاهزة قبل سنة من انطلاق البطولة، وهو إنجاز في حد ذاته، ربما لم تصل إليه العديد من الدول الأوروبية والأمريكية المتقدمة، رغم الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها قطر منذ الخامس من يونيو 2017، تاريخ بدء الحصار على قطر بقيادة السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وبالموازاة مع إنجازات الملاعب المونديالية، تمكنت قطر خلال الحصار من تحقيق إنجازات أخرى لا تقل أهمية، وهي مرتبطة بشكل أو آخر بالسير الحسن للمونديال، على غرار بدء شركة سكك الحديد القطرية «الريل» تشغيل مترو الدوحة، قبل عام من الموعد المحدد للافتتاح الرسمي لهذا المشروع، الذي سيكون الدعامة الرئيسية والرابط المشترك لملاعب المونديال، وهو أحد أسرع القطارات من دون سائق في العالم.

الجالية المغربية في قلب الحدث
كشفت اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 عن مشروعها التنموي والإنساني، من خلال اعتبار أن إنشاء الملاعب لم يكن عشوائيا بقدر ما كان مراعيا للشعب القطري والجاليات القاطنة بقطر.
وكشفت اللجنة المنظمة أن جاليات في قطر، بما فيها الجالية المغربية، كان لها دور في تشييد هذه الملاعب، من خلال إقدام اللجنة على عقد اجتماعات مع أفراد من الجالية المغربية وغيرها من الجاليات المقيمة في قطر من أجل معرفة رأيهم في الملاعب واحتياجاتهم والمرافق التي يرغبون في تشييدها قريبا من الملعب الذي سيكون مجاورا لإقاماتهم.
وأكدت اللجنة المنظمة أن إنجاز الملاعب أخذ في الاعتبار، بالتحديد، ثقافة كل جالية ومتطلباتها، مشيرة إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة التي اعتمدت مبدأ استشاريا في تشييد الملاعب، ويتوقع أن تكون جميع الملاعب منتهية قبل انطلاق المنافسة بأزيد من سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى