الرئيسيةسياسية

التلاعب بمشروع ملكي يجر عمدة آسفي للمتابعة بالتزوير في محرر رسمي وتبديد أموال عامة

المهدي الكراوي

قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في مراكش متابعة عبد الجليل لبداوي، عمدة آسفي عن حزب العدالة والتنمية، من خلال توجيه تهم جنائية ثقيلة له ولمسؤولين اثنين من مجلس مدينة آسفي، تتعلق بالتزوير في محرر رسمي وتبديد أموال عامة على علاقة بالتلاعبات التي شهدها المشروع الملكي «برج الناظور» وصرف عمدة آسفي لتعويضات غير قانونية فاقت 900 مليون سنتيم.
وأحال الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في مراكش ملف العمدة لبداوي ومن معه على قاضي التحقيق في الغرفة الثالثة، تحت عدد 9/2019، حيث وجه لعبد الجليل لبداوي تهمة جناية التزوير في محرر رسمي واستعماله وتبديد أموال عامة موضوعة تحت تصرفه بمقتضى وظيفته، في حين توبع كل من عبد الحق الفلاحي، رئيس القسم التقني بمجلس مدينة آسفي، وعبد الجليل بازيزي، الرئيس السابق لقسم التعمير، بجناية التزوير في محرر رسمي والمشاركة في محاولة تبديد أموال عامة، طبقا للأفعال المنصوص عليها في الفصول 356، و353، و351، و114، و129، و241 من القانون الجنائي.
والتمس الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في مراكش من قاضي التحقيق أن يجري بحثا قانونيا مع العمدة لبداوي ومن معه، ويتخذ أمرا بإخضاعهم لتدابير المراقبة القضائية بسحب جوازات سفرهم وإغلاق الحدود في حقهم.
وتأتي إحالة العمدة لبداوي واثنين من مسؤولي جماعة آسفي على قاضي التحقيق، بعد انتهاء جميع مراحل البحث القضائي الذي قاده ضباط الفرقة الجهوية للشرطة القضائية على علاقة بملف التلاعب بالمشروع الملكي «برج الناظور»، وتوقيع عمدة آسفي عبد الجليل لبداوي على شهادة تسليم المشروع لشركة «العمران»، رغم عدم اكتماله، واختفاء منتزه أخضر يمتد على مساحة 10 هكتارات كان الملك محمد السادس قد دشنه سنة 2008، بجانب صرف العمدة لبداوي لقرابة 900 مليون سنتيم من التعويضات الوهمية والمخالفة للقانون ولمذكرة وزير الداخلية التي تنظم شروط الاستفادة من التعويضات المالية عن الأشغال الشاقة.
وكانت تحقيقات ضباط الفرقة الجهوية للشرطة القضائية قد انصبت حول ملابسات إشارة شهادة التسليم بتاريخ 15 دجنبر 2016 تحت عدد 10/2016، إلى كون «رئيس جماعة آسفي يشهد أن أشغال التجهيزات الأساسية لتجزئة برج الناظور قد تم إنجازها، وفقا ومطابقة مع المستندات القانونية والتقنية والفنية للمشروع تبعا لمحضر اللجنة التقنية التي قامت بدراسة التسليم المؤقت للعملية بتاريخ 19 يوليوز 2016»، في حين أن وثيقة رسمية ثانية تشير إلى العكس تماما، وهي الصادرة عن محمد لمخودم، النائب الخامس للعمدة لبداوي، وتحمل توقيع «عن الرئيس وبتفويض منه» بتاريخ 14 أكتوبر 2016، وتشير إلى أنه «تبعا لاجتماع اللجنة التقنية المكلفة بالتسليم المؤقت لأشغال تجزئة برج الناظور بتاريخ 19 يوليوز 2016، فإن اللجنة المذكورة لم توافق على التسليم المؤقت لتجهيزات التجزئة».
معلوم أن عبد الجليل لبداوي كان قد سلم شهادة التسليم لشركة «العمران» بتاريخ 15 دجنبر 2016 تحت عدد 10/2016، وتضمنت في ديباجتها أن «رئيس جماعة آسفي يشهد أن أشغال التجهيزات الأساسية لتجزئة برج الناظور قد تم إنجازها، وفقا ومطابقة مع المستندات القانونية والتقنية والفنية للمشروع»، في حين أن المشروع لم يكتمل إلى اليوم واختفى منه منتزه حضري كبير قدم للملك في التصميم الأصلي ويمتد على مساحة 10 هكتارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى