الرئيسيةسياسية

السلطات المحلية بتازة تواجه قضية بيئية تهدد السكان

أعلنت استنفارا لـ"إسكات" رؤساء جمعيات ولم تشكل لجانا لمعالجة الكارثة

تازة: لحسن والنيعام

عبرت فعاليات محلية بإقليم تازة عن غضبها تجاه عدم تدخل السلطات المحلية لتنسيق تدخلات ناجعة لإنقاذ “واد إناون” والذي يصب مباشرة في سد إدريس الأول من تلوث بيئي خطير بسبب كميات كبيرة من مادة مرج معاصر الزيتون التي تحول إليه. واستغربت المصادر من تدخل عامل الإقليم، مصطفى المعزة، بسرعة كبيرة لدعوة المجلس الجماعي لعقد دورة استثنائية تناقش من بين نقطها توزيع المنح على الجمعيات الرياضية والثقافية، وهو ما تمت الاستجابة له بالسرعة ذاتها من قبل رئيس المجلس الجماعي، جمال المسعودي، عن حزب العدالة والتنمية، والذي قرر أن يعقد هذه الدورة مغلقة، صباح يوم الأربعاء الماضي، بإيعاز من الأغلبية العددية التي تحولت إلى المعارضة، وتمت المصادقة على نقطة دعم الجمعيات، في هذه الجلسة المغلقة، إلى جانب نقط أخرى.
وقالت المصادر إن مادة المرجان التي تطرحها الوحدات الإنتاجية المخالفة للقانون تضر بالفرشة المائية الجوفية والسطحية وتؤثر سلبا على التربة وعلى المغروسات. ودعت إلى فتح تحقيق في ملابسات عدم تحرك السلطات المحلية بلجنها التقنية لمراقبة الوضع وإنجاز تقارير حول المخالفات واتخاذ القرارات العقابية اللازمة في حق المخالفين المهووسين بكسب المال فقط، دون اهتمام بمصالح السكان، وإجبارهم على إحداث صهاريج مخصصة لمادة المرج، كما هو معمول به في جل الوحدات الإنتاجية المهيكلة.
وتشير المصادر إلى أن السلطات المحلية في المناطق التي تعرف انتشار هذه الوحدات تعقد في كل بداية موسم إنتاجي لقاءات مع أصحاب هذه المعاصر لتوعيتهم بمخاطر عدم احترام القانون والعقوبات التي يقرها القانون، كما تعمد إلى إيفاد لجن تقنية مختلطة لزيارة المعاصر وإعداد تقارير حول مدى التزامهم بالشروط المطلوبة، وبناء عليها يتم اتخاذ القرارات التي يمكن أن تسفر عن إغلاق معاصر المخالفين أو إحالة ملفاتهم على القضاء، إذا كانت المخالفات تستوجب ذلك. وقبل ذلك، فقد سبق للسلطات المحلية أن واجهت قضية بطء في التدخلات لإنقاذ راعي الغنم الذي عثر عليه المتطوعون متوفى وسط الثلوج في قمة بويبلان، أسبوعا بعد اختفائه. وتحدثت المصادر على أن موجة البرد والثلوج تستدعي قبل بداية كل فصل شتاء إعلان حالة الاستنفار في أوساط المصالح المعنية، وتتبع متواصل لأحوال الطقس لاعتماد تدخلات استعجالية فعالة. وأقرت وزارة الداخلية برنامجا لمواجهة آثار البرد وموجات الثلوج، لكن تفعيل هذا البرنامج في بداية هذه السنة عرف تعثرا في بعض المناطق، مما ساهم في إعفاء عمال كل من تنغير وميدلت وبولمان.
ودخل المجلس الجماعي لمدينة تازة في “بلوكاج” منذ ما يقرب من ثلاث سنوات نتيجة تطاحنات ناجمة عن خلافات حول التفويضات ومناصب المسؤولية بين رئيس المجلس عن حزب العدالة والتنمية، ونوابه، الذين تحولوا إلى المعارضة وأصبحوا يشكلون أغلبية عددية في مواجهة رئيس الجماعة الذي كانوا يطالبونه بالرحيل، ويتهمونه بالفشل في التدبير، فيما ظل هو رفقة أعضاء حزبه متشبثا بمنصب الرئيس، وظل حزب “البيجيدي” يتهم معارضيه بارتكاب جريمة في حق المدينة.
وأسفرت هذه التقاطبات الحادة عن غياب مشاريع تهيئة للمدينة، وتدهور للتجهيزات الأساسية، ووصل التصدع بين الطرفين إلى درجة عدم التصويت على ميزانية المجلس، مما سيستدعي تدخل السلطات المحلية لاعتماد ميزانية للتسيير. لكن المثر أن كل هذا التصدع انتهى بتدخل لعامل الإقليم، الأسبوع الماضي، لدعوة المجلس بمختلف أقطابه، إلى عقد دورة استثنائية لدراسة نقطة صرف الدعم للجمعيات الرياضية الغاضبة من عدم مصادقة دورة اسثنائية سابقة عن هذه النقطة. وتحدث عامل الإقليم عن وعي السلطة الإقليمية بأهمية وضرورة دعم هذه الجمعيات الرياضية. لكن المصادر، في السياق ذاته، أشارت إلى أن السلطات المحلية كان عليها أن تعلن حالة الاستنفار ذاته لمواجهة قضايا ذات بعد اجتماعي واقتصادي ملح لفئات واسعة من السكان، وأن تحضر في الميدان لمعالجة الملفات الساخنة، كما هو الحال بالنسبة لوديان المرجان التي تلحق بالكارثة بالبيئة، وتفعيل أنجع لبرنامج مواجهة آثار البرد، عوض إعلان حالة الاستنفار للدفاع عن استفادة بعض رؤساء الجمعيات من منح الجماعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى