شوف تشوف

الرئيسية

المحكمة الأوربية تدخل على خط البحث عن مصير أقدم مفقود بالصحراء

العيون: محمد سليماني

 

دخلت قضية «سيدي محمد بصيري»، مفجر أول انتفاضة بالصحراء المغربية ضد الاستعمار الإسباني، منعطفا جديدا وحاسما، وذلك بدخول المحكمة الأوربية على خط البحث عن مصير زعيم الانتفاضة، الذي يجهل إلى حدود اللحظة مكانه أو مكان قبره أو كيفية وفاته، وذلك بعد 48 سنة على اختطافه من قبل السلطات الاستعمارية الإسبانية من وسط مدينة العيون، يوم تنظيمه انتفاضة حاشدة وسط المدينة من أجل المطالبة بخروج إسبانيا من الصحراء المغربية يوم 17 يونيو 1970.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن عائلة سيدي محمد بصيري فتحت موضوع الاختفاء على مستوى المحكمة الأوربية، غير أن هذه الأخيرة، بمجرد تلقيها شكاية العائلة، طلبت منها وضع شكاية في الموضوع عبر توكيل محام للترافع في هذه القضية. وطرقت عائلة المختطف باب القضاء الأوربي من أجل الإنصاف وكشف الحقيقة التي ما تزال السلطات الإسبانية تحيطها بسياج من الكتمان والسرية.

وكانت العائلة قد وضعت ملف هذا الاختفاء المبهم لدى مجموعة العمل الأممية للاختفاءات القسرية بجنيف. وبعد تلقي هذه المؤسسة لشكاية العائلة، قامت بدورها بمراسلة الدولة الإسبانية بشأن مصير المختطف، غير أنها لم تتلق أي جواب يذكر، لتلجأ بعدها العائلة إلى المحكمة الأوربية أخيرا، واستجابت العائلة لطلب المحكمة، حيث قامت بتوكيل مكتب محاماة بجنيف.

من جهة أخرى، فبعد هذه المدة الطويلة على اختفاء أحد أبطال المقاومة المغربية بالصحراء ضد إسبانيا، لا يزال مصيره مجهولا وملغوما، إذ يبقى أقدم مفقود في الصحراء. وفي خضم ذلك، تتضارب المعلومات بخصوصه، إذ إن هناك من يقول إن الاستعمار الإسباني قام بقتله آنذاك على الحدود الاستعمارية سنة 1970، وبين من يرى أنه تم اختطافه وسجنه إلى أن جرى قتله، وبين هذا النبأ وذاك ما تزال عائلته تتشبث بضرورة الكشف الرسمي من قبل السلطات الإسبانية عن مصيره، أو الطريقة التي قتل بها، ومكان وجود قبره.

وينتمي سيدي محمد بصيري إلى قبيلة الركيبات، وعمل على تعبئة الجماهير الصحراوية لطرد المستعمر، حيث أسس «الحركة الطليعية لتحرير الصحراء». وفي يوم 17 يونيو 1970 نظم الاستعمار  تجمعا شعبيا من أجل الوحدة الصحراوية – الإسبانية، بينما ثار شباب الصحراء ضد ذلك التجمع المشبوه، ونظموا تجمعا بأحد أحياء العيون مطالبين برحيل المستعمر، الأمر الذي أغاظ إسبانيا التي قام جيشها بمجزرة ضد الشباب المحتجين، حيث قتل ما يقارب 37 شخصا، وجرح حوالي 83 آخرين، بينما جرى اعتقال المئات من الشبان. وتم القبض على سيدي محمد بصيري واعتقاله قبل اختفائه دون الكشف عن مصيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى