سياسية

«المصباح» يتحالف مع «الجرار» ضد الاستقلالي أبدوح بمقاطعة النخيل بمراكش

مراكش: عزيز باطراح

رغم الصراع وتبادل الاتهامات والشتائم أحيانا بين أقطاب حزبي العدالة والتنمية و الأصالة والمعاصرة بالمدينة الحمراء، على امتداد الثلاث سنوات الأخيرة، والتي وصلت ذروتها خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، فإن المصلحة «السياسية» لحزب العدالة والتنمية جعلته يدخل في تحالف غريب مع حزب الأصالة والمعاصرة بمقاطعة النخيل من أجل منح رئاسة المقاطعة لمرشح «المصباح» يوسف رياض.
وكان المستشار البرلماني الاستقلالي عبد اللطيف أبدوح، الفائز بسبعة مقاعد من أصل 31 بهذه المقاطعة قاب قوسين من الوصول إلى رئاستها بعد تحالفه مع حزب الأصالة والمعاصرة الحائز على ثمانية مقاعد وحزب التجمع الوطني للأحرار الحاصل على أربعة مقاعد، ما يعني أن عبد اللطيف أبدوح ضمن 19 صوتا وهي الأغلبية المطلوبة لرئاسته للمقاطعة، قبل أن يدخل حزب العدالة والتنمية على الخط، الفائز بثمانية مقاعد، ويقلب الموازين بعد تحالفه مع الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية، ويتم إقصاء أربعة منتخبين باسم التجمع الوطني للأحرار، عقابا لهم على تحالفهم مع الاستقلالي عبد اللطيف أبدوح، الذي تم قطع الطريق عليه بدعوى أنه: «مدان بخمس سنوات سجنا من قبل محكمة جرائم الأموال بعد تورطه في ملفات فساد»، يقول مصدر من حزب العدالة والتنمية في تصريحه للجريدة.
الأعذار التي قدمها المصدر من حزب العدالة والتنمية لتبرير تحالفه مع غريمه حزب الأصالة والمعاصرة بمقاطعة النخيل، تتناقض كليا مع واقع الحال على صعيد المجلس الجماعي حيث يشكل حزب التجمع الوطني للأحرار حليفه «الاستراتيجي»، حسب التصريحات الصحفية التي ظل يوزعها أقطاب العدالة والتنمية ذات اليمين وذات الشمال مباشرة بعد فوزهم بالمرتبة الأولى، إذ أن المستشار البرلماني عبد العزيز البنين المنسق الجهوي لحزب الحمامة، متورط بدوره في ملف فساد، حيث تابعته النيابة العامة بمحكمة جرائم الأموال بتهمة تبديد أموال عامة والتزوير واستعماله في القضية المعروفة بشركة «سيتي وان»، إضافة إلى أن وصيف لائحة « البنين» بمقاطعة «جليز» الفائزة بستة مقاعد، والذي سبق وأن تمت إدانته رفقة الاستقلالي أبدوح في الملف المعروف بـ«كازينو» فندق السعدي بثلاث سنوات حبسا نافذا. ما يعني أن الدفوعات التي قدمها حزب العدالة والتنمية لتبرير تحالفه مع الأصالة والمعاصرة، التي تفيد قطع الطريق على الفاسدين ليست قاعدة عامة، وأن المنطق الذي يحكم تحالفاته هو: « أن ليس هناك عدو دائم وإنما مصالح دائمة».
وبنفس المنطق أيضا، رشح حزب العدالة والتنمية ببلدية سيدي بوعثمان بضواحي مراكش رئيس الجماعة المنتهية ولايته باسم «المصباح»، بعدما تم طرده من حزب الأصالة والمعاصرة، علما أن هذا الرئيس ظل طيلة فترة انتدابه موضوع شكايات من طرف حزب العدالة والتنمية، وهي الشكايات التي ظلت تصفه بالفاسد والمبدد للمال العام، قبل أن يصبح «مناضلا» في صفوف العدالة والتنمية ويفوز في الانتخابات الأخيرة بمقعد في الجماعة باسم «المصباح».
ولم يقف حزب العدالة والتنمية عند هذا الحد فقط، بل منح هذا الرئيس المنتهية ولايته التزكية للمنافسة على رئاسة البلدية، بعدما فشل عضو آخر من الحزب ذاته في جمع الأغلبية، إلا أن السلطة المحلية رفضت تسلم طلب ترشيح الثاني للرئاسة بدعوى أن القانون لا يسمح سوى بتقديم مرشح واحد للرئاسة عن كل هيئة سياسية ما أضاع على إخوان بنكيران فرصة رئاسة الجماعة.
هذا، وانتقاما من «أخيه» في الحزب، عمد الرئيس المنتهية ولايته على تقديم الأغلبية التي «أقنعها» هدية لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي لم يكن يحلم إطلاقا برئاسة البلدية، خاصة بعد السقوط المدوي لأقوى منتخب بالمنطقة البرلماني «حميد العكرود» عضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار.
وشكك أكثر من مصدر في التزكية الممنوحة للرئيس السابق لبلدية سدي بوعثمان من طرف الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية، إذ يتردد في الأوساط السياسية أن «صفقة مشبوهة» دخل فيها الطرفان سواء عند تزكية السالف ذكره للانتخابات باسم المصباح أو تزكية ترشيحه للمنافسة على الرئاسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى