الدوليةالرئيسيةسياسية

الملك محمد السادس يدعو الرئيس الروسي بوتين إلى زيارة المغرب

محمد اليوبي
استقبل الملك محمد السادس، مساء يوم الجمعة الماضي، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن بفيدرالية روسيا، الذي قام بزيارة عمل إلى المغرب على رأس وفد هام.
ويأتي هذا الاستقبال، بعد التصريحات «الهدامة» التي أدلى بها رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، واتهامه لروسيا بارتكاب مجازر في سوريا، وهي التصريحات التي كادت أن تتسبب في أزمة دبلوماسية بين المغرب وروسيا، بعد الاحتجاج الرسمي الذي تقدم به السفير الروسي لدى وزارة الخارجية والتعاون المغربية.
وأفاد بلاغ صادر عن الديوان الملكي، أن هذا الاستقبال الملكي يندرج في إطار الشراكة الاستراتيجية القوية، التي تم إطلاقها في موسكو، خلال اللقاء الذي جمع جلالة الملك بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، وبهذه المناسبة، جدد الملك التأكيد على حرصه على العمل، يدا في يد، مع الرئيس الروسي من أجل تعزيز وتعميق التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات.
وذكر البلاغ ذاته أن زيارة أمين مجلس الأمن بفيدرالية روسيا إلى المغرب، تأتي لتعزز عمق التعاون الأمني بين البلدين. وخلال هذا الاستقبال، وجه الملك الدعوة للرئيس فلاديمير بوتين للقيام بزيارة دولة إلى المملكة.
وحضر هذا الاستقبال، عن الجانب المغربي، المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، ومحمد حصاد، وزير الداخلية، وعن الجانب الروسي، فاليري فوروبييف، سفير فيدرالية روسيا بالمغرب.
وأفادت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، أن سكرتير مجلس الأمن الروسي «نيكولاي باتروشيف»، الذي زار المغرب في الفترة ما بين 15 و16 دجنبر الجاري، قد أجرى مشاورات مع كل من عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، ومحمد حصاد، وزير الداخلية، «تناولت سبل تعزيز التعاون في شتى القطاعات الخاصة بإنفاذ القانون، وذلك للمساعدة على تدبير السبل الملائمة لمحاربة الإرهاب والتطرف الديني، وشتى الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود والتي على رأسها تهريب المخدرات، وكذا مواجهة التهديدات في الفضاء الإلكتروني، فضلاً عن مواضيع أخرى متعلقة بقضايا الأمن الإقليمي على وجه الخصوص، وتلك المتعلقة بمناطق جنوب الصحراء والشرق الأوسط على العموم».
ومن جهة أخرى، أكد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي والممثل الخاص لرئيس فيدرالية روسيا في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن روسيا تثمن عاليا موقف الملك محمد السادس بشأن تنسيق المواقف بين الرباط وموسكو. وأوضح بوغدانوف، في تصريح للصحافة عقب المباحثات التي أجراها مع صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن البلدين لهما مواقف متقاربة ومتشابهة بشأن العديد من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار والأمن.
وأضاف بوغدانوف، أن المملكة المغربية وفيدرالية روسيا تتقاسمان نفس الانشغالات ذات الصلة بتعزيز أواصر الصداقة والتفاهم، مشيدا بموقف المملكة التي تتبنى مقاربة سياسية سلمية في حل المشاكل التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. كما أشار الدبلوماسي الروسي إلى أنه إلى جانب النهوض بالعلاقات الثنائية، شكلت هذه المباحثات مناسبة لبحث آخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط وإفريقيا، وشمال إفريقيا، وليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن والقضية الفلسطينية.
وجدير بالذكر، أن الزيارة الملكية الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا، أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات تدخل في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وخلقت الزيارة الملكية نفسا جديدا في العلاقات بين البلدين، حيث انتقلت العلاقة من شراكة استراتيجية إلى شراكة استراتيجية معمقة، بعد التوقيع على 16 اتفاقية تهم جميع القطاعات والمجالات، أهمها قطاعات الطاقة والصيد البحري والبيئة والفلاحة، وكذلك تسهيل دخول السلع إلى البلدين بعد توقيع اتفاقية «الممر الأخضر» في المجال الجمركي.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى