خاص

الملك يخاطب العالم بحضور البابا بأربع لغات

أمير المؤمنين وبابا الفاتيكان يوقعان إعلان القدس للمطالبة بالحفاظ على الطابع المتعدد للقدس

إعداد: النعمان اليعلاوي

ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، بباحة مسجد حسان بالرباط، حفل استقبال رسمي على شرف البابا فرانسيس. ولدى وصول موكبيهما إلى باحة مسجد حسان، تقدم الملك محمد السادس والبابا فرانسيس لتحية العلم على نغمات النشيدين الوطنيين للبلدين، بينما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بمقدم رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
إثر ذلك، استعرض الملك محمد السادس وضيفه تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على البابا فرانسيس كل من رئيس الحكومة، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، ومستشارو الملك، ووزير الداخلية، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.

كما تقدم للسلام على رئيس الكنيسة الكاثوليكية، الرئيس الأول لمحكمة النقض، والوكيل العام للملك لدى هذه المحكمة، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ومدير الكتابة الخاصة للملك، والحاجب الملكي، والناطق الرسمي باسم القصر الملكي مؤرخ المملكة، وعمداء السلك الديبلوماسي المعتمد بالرباط، ورؤساء الكنائس والبيع.

وتقدم للسلام على البابا، أيضا، الجنرال دو كور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كور دارمي قائد الدرك الملكي، والجنرال دو ديفيزيون مفتش القوات الملكية الجوية، والجنرال دو بريكاد مفتش البحرية الملكية، والجنرال دو بريكاد رئيس المكتب الثالث بالقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، والمدير العام للدراسات والمستندات.

إثر ذلك، تقدم للسلام على الملك محمد السادس أعضاء الوفد الرسمي المرافق لقداسة البابا، ثم توجه الملك وضيفه إلى المنصة الملكية بباحة مسجد حسان، بعد ذلك، حيث ألقيا خطابين أمام عشرات الآلاف من الأشخاص من مختلف الديانات، بمناسبة هذا اللقاء الأول الذي يجمع أمير المؤمنين وقداسة البابا فرانسيس.


خطاب ملكي.. دعوة للتسامح والتعارف

أكد الملك محمد السادس أن الديانات السماوية الثلاث وجدت «للانفتاح على بعضها البعض» بهدف مواجهة التطرف من خلال التعارف، وهو ما يمكن من التصدي لتحديات الحاضر عن طريق التربية. وشدد الملك بباحة مسجد حسان بمناسبة الزيارة الرسمية للبابا فرانسيس للمغرب، على أهمية التربية، باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة التطرف، الذي مصدره «انعدام التعارف المتبادل، والجهل بالآخر، بل الجهل، وكفى»، مؤكدا، في هذا الصدد، أنه «لمواجهة التطرف بكل أشكاله، فإن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا؛ بل الحل يكمن في شيء واحد، هو التربية»، مشيرا جلالته إلى أن «الحوار بين الديانات السماوية، يبقى غير كاف في واقعنا اليوم»، وقال: «فدفاعي عن قضية التربية، إنما هو إدانة للجهل. ذلك أن ما يهدد حضاراتنا هي المقاربات الثنائية، وانعدام التعارف المتبادل، ولم يكن يوما الدين».

وفي السياق ذاته، دعا الملك، بهذه المناسبة، إلى إيلاء الدين مجددا المكانة التي يستحقها في مجال التربية، مضيفا أنه «ليس الدين هو ما يجمع بين الإرهابيين، بل يجمعهم الجهل بالدين»، مشيرا إلى أن «الدين نور ومعرفة وحكمة، وأن الدين يدعو بطبيعته إلى السلام»، وأكد أنه «حان الوقت لرفض استغلال الدين كمطية للجهلة، وللجهل وعدم التسامح، لتبرير حماقاتهم»، مبينا أن زيارة البابا فرانسيس للمغرب تأتي في سياق يواجه المجتمع الدولي، كما جميع المؤمنين، تحديات كثيرة، وهي تحديات من نوع جديد، تستمد خطورتها من خيانة الرسالة الإلهية وتحريفها واستغلالها، وذلك من خلال الانسياق وراء سياسة رفض الآخر، فضلا عن أطروحات دنيئة أخرى.

وأبرز الملك أنه «في عالم يبحث عن مرجعياته وثوابته، حرصت المملكة المغربية على الجهر والتشبث الدائم بروابط الأخوة، التي تجمع أبناء إبراهيم عليه السلام، كركيزة أساسية للحضارة المغربية، الغنية بتعدد وتنوع مكوناتها»، مضيفا أن «التلاحم الذي يجمع بين المغاربة، يشكل بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم، نموذجا ساطعا في هذا المجال»، وتابع أن هذا التلاحم هو واقع يومي في المغرب، وهو ما يتجلى في المساجد والكنائس والبيع، التي ما فتئت تجاور بعضها البعض في مدن المملكة، مؤكدا «وبصفتي ملك المغرب، وأمير المؤمنين، فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين، على اختلاف دياناتهم».

أرض السلام وحرية الأديان
أشار الملك، في خطابه بساحة مسجد حسان، إلى أنه «بصفتي أمير المؤمنين، لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام، وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين. فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية. وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى، الذين يعيشون في المغرب»، مذكرا بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء ومعهد محمد السادس لـتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي يحتضن شبابا من العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية، وقال: «ولأن المحبة من صفاته، عز وجل، أيضا، فقد بادرنا طوال سنوات حكمنا، بالعمل على القرب من الفئات الأكثر فقرا وهشاشة»، مذكرا في هذا السياق بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ 14 عاما، بهدف تحسين ظروف عيش الأشخاص الذين يعانون من الفقر والهشاشة، وإدماج من يعانون من الإقصاء، وتوفير سكن للمشردين، وإعطائهم الأمل في مستقبل يضمن لهم الكرامة.

وأكد الملك أن هذه القيم توجد في صلب الفلسفة التي ترتكز عليها سياسة الهجرة واللجوء، التي اعتمدها المغرب الذي يتطلع إلى أن تكون سياسة «تضامنية» بالأساس، مبرزا أن لقاءه بالبابا فرانسيس بالمغرب «يرسخ قناعة مشتركة، مفادها أن القيم التي ترتكز عليها الديانات التوحيدية، تساهم في ترشيد النظام العالمي وتحسينه، وفي تحقيق المصالحة والتقارب بين مكوناته»، وأنه «بصفتي أمير المؤمنين، فإني أرفض مثل قداستكم، سلوك اللامبالاة بجميع أشكالها. كما أحيي شجاعة القادة الذين لا يتهربون من مسؤولياتهم، إزاء قضايا العصر الكبرى»، مضيفا «إننا نتابع باهتمام وتقدير كبيرين، الجهود التي تبذلونها خدمة للسلم عبر العالم، وكذا دعواتكم المستمرة إلى تعزيز دور التربية والحوار، ووقف كل أشكال العنف، ومحاربة الفقر والفساد، والتصدي للتغيرات المناخية، وغيرها من الآفات التي تنخر مجتمعاتنا».

رسائل البابا من قلب مسجد حسان

من جانبه، أكد البابا فرانسيس، أن زيارته للمغرب تشكل مدعاة فرح وامتنان، وفرصة هامة لتعزيز الحوار بين الأديان والتعارف المتبادل بين مؤمني الديانتين. وقال البابا، في الخطاب الذي ألقاه خلال مراسم الاستقبال الرسمي الذي خصه به الملك محمد السادس بباحة مسجد حسان بالرباط، إن «هذه الزيارة بالنسبة لي مدعاة فرح وامتنان لأنها تسمح لي، قبل كل شيء، أن أكتشف غنى أرضكم وشعبكم وتقاليدكم»، مشيرا إلى أن هذا «الامتنان يتحول إلى فرصة هامة لتعزيز الحوار بين الأديان والتعارف المتبادل بين مؤمني ديانتينا، فيما نحيي ذكرى اللقاء التاريخي -في مأويته الثامنة- بين القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان الملك الكامل».

وأكد البابا أن «هذا الحدث النبوي يظهر أن شجاعة اللقاء واليد الممدودة هما سبيل للسلام والتناغم للبشرية، حيث يشكل التطرف والحقد عاملين للانقسام والدمار»، معربا عن أمله في «أن يساهم التقدير والاحترام والتعاون بيننا في توطيد روابط الصداقة الحقيقية، كي تتاح الفرصة أمام جماعاتنا لإعداد مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة». كما اغتنم البابا مناسبة زيارته للمغرب «الذي يشكل جسرا طبيعيا بين قارتي إفريقيا وأوروبا»، للتأكيد على «ضرورة توحيد الجهود من أجل إعطاء دفع جديد لعملية بناء عالم أكثر تضامنا، وأكثر التزاما في الجهد النزيه والشجاع والضروري لحوار يحترم غنى وخصوصيات كل شعب وكل شخص».

وقال البابا في هذا السياق: «وهذا تحد علينا أن نواجهه جميعا، خصوصا في هذا الزمن الذي قد تتحول فيه الاختلافات وسوء الفهم المتبادل، إلى أسباب للسجال والتشرذم»، مؤكدا أنه، ومن أجل المشاركة في بناء مجتمع منفتح وتعددي ومتضامن، «يتعين تطوير ثقافة الحوار وتبنيها باستمرار وبدون تراجع، كدرب ينبغي اتباعها، وتبني التعاون المشترك كسلوك، والتعارف المتبادل كنهج ومعيار»، وأكد أن هذا «هو الدرب الذي نحن مدعوون لاتخاذه دون كلل، كي نساعد بعضنا البعض على تخطي التوترات وسوء الفهم، والأقنعة والصور النمطية التي تقود دوما إلى الخوف والتصادم، وهكذا نفتح الطريق أمام روح من التعاون المثمر والمتسم بالاحترام»، معتبرا أنه «من الضروري مجابهة التعصب والأصولية عبر تضامن جميع المؤمنين».

وأبرز البابا، في هذا الصدد، الدور الذي يضطلع به معهد محمد السادس للأئمة المرشدين والمرشدات في التنشئة الملائمة والسليمة ضد كل شكل من أشكال التطرف الذي غالبا ما يقود إلى العنف والإرهاب، ويمثل، في جميع الحالات، إساءة إلى الدين وإلى الله نفسه، كما ذكر البابا، من جهة أخرى، بكون المؤتمر الدولي حول حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية، الذي عقد بمراكش في يناير 2016، سمح بشجب كل استخدام لأي دين بهدف تبرير التمييز أو التهجم على باقي الأديان. وتطرق البابا، أيضا، لإنشاء معهد الموافقة المسكوني لعلم اللاهوت في الرباط، في العام 2012، وهي المبادرة الجديرة بالثناء التي تعبر عن رغبة المسيحيين المقيمين بالمغرب في بناء جسور للتعبير عن الأخوة البشرية وخدمتها.

وأشار البابا، من جهة أخرى، إلى أن المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية، كوب 22 COP، الذي عقد في المغرب، أظهر مرة أخرى وعي العديد من الدول بضرورة حماية الكوكب، مؤكدا أنه «سويا، وفي حوار صبور ورشيد وصريح وصادق، باستطاعتنا أن نأمل في إيجاد أجوبة ملائمة، من أجل تغيير مسار الاحتباس الحراري والنجاح في استئصال الفقر».

الهجرة الآمنة مطمح كل الشعوب
وشدد البابا فرانسيس، في خطاب حسان، على ضرورة إطلاق دعوة ملحة إلى البحث عن الوسائل الملموسة من أجل استئصال الأسباب التي تجبر أشخاصا كثيرين على هجر بلادهم وعائلاتهم، وغالبا ما يجدون أنفسهم مهمشين ومنبوذين، مذكرا بانعقاد المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، في دجنبر الماضي بالمغرب، والذي تبنى وثيقة تبتغي أن تكون نقطة مرجعية للمجتمع الدولي بأسره.

ودعا البابا، في هذا الصدد، إلى اتخاذ خطوات ملموسة، وتغيير الموقف، بنوع خاص، حيال المهاجرين كي يعاملوا كأشخاص، لا كأرقام، ويتم الإقرار بحقوقهم وكرامتهم، من خلال الأفعال الملموسة والقرارات السياسية، معربا عن أمله في أن يبقى المغرب، الذي استضاف هذا المؤتمر بجهوزية كبيرة وحسن ضيافة، نموذجا للإنسانية -وسط الجماعة الدولية- بالنسبة للمهاجرين واللاجئين كي ينالوا، هنا كما في أماكن أخرى، الضيافة الإنسانية والحماية، وكي تحسن أوضاعهم ويتم دمجهم بكرامة.

وقال البابا إن الأمر يتعلق بظاهرة لن تحل على الإطلاق من خلال بناء الحواجز، ونشر الخوف من الآخر أو رفض مساعدة من يطمحون بطريقة مشروعة إلى تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم، وأضاف أن إرساء أسس سلام حقيقي يمر عبر البحث عن العدالة الاجتماعية، التي لا مفر منها من أجل تصحيح الخلل الاقتصادي والسياسي الذي كان وما يزال عنصرا أساسيا للتوتر وعامل تهديد بالنسبة للبشرية بأسرها، وخلص إلى القول إن المسيحيين فرحون بالمكانة التي خصصت لهم داخل المجتمع المغربي. إنهم يريدون أن يقوموا بدورهم في عملية بناء أمة متضامنة ومزدهرة، وهم حريصون على الخير العام للشعب.

نداء القدس

وفي خضم الزيارة الرسمية التي يقوم بها البابا فرانسيس للمغرب، وقع الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، والبابا فرانسيس، بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط، على «نداء القدس»، الذي يروم المحافظة والنهوض بالطابع الخاص للقدس كمدينة متعددة الأديان، وبالبعد الروحي والهوية الفريدة للمدينة المقدسة. وجاء في النداء 
أنه، «بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس للمملكة المغربية، فإن البابا والملك محمد السادس، إقرارا منهما بوحدة القدس الشريف وحرمتها، وحفاظا على بعدها الروحي ومكانتها المتميزة كمدينة للسلام، قد اتفقا على إصدار النداء التالي :إننا نؤكد أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، وبوصفها، قبل كل شيء، أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار».

وأشار النداء إلى أنه، «ولهذه الغاية، ينبغي صيانة وتعزيز الطابع الخاص للقدس الشريف كمدينة متعددة الأديان، إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة، لذا، فإننا نأمل أن تكفل داخل المدينة المقدسة حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة، لفائدة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، مع ضمان حقهم في أداء شعائرهم الخاصة فيها، بما يجعل القدس الشريف تصدح بدعاء جميع المؤمنين إلى الله تعالى، خالق كل شيء، من أجل مستقبل يعم فيه السلام والأخوة كل أرجاء المعمور». وحضر هذه المراسيم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ومستشارو الملك، عمر عزيمان وفؤاد عالي الهمة وأندري أزولاي، ووزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وأعضاء الوفد المرافق لقداسة البابا فرانسيس.

تغطية إعلامية دولية.. المغرب يشد أنظار العالم

احتلت مدينة الرباط صدارة المشهد الدولي كعاصمة عالمية للحوار بين الأديان بمناسبة زيارة البابا فرانسيس للمغرب، مما جعلها وجهة لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، التي قدمت لتغطية هذا الحدث التاريخي. واستقطب هذا الحدث اهتمام وسائل الإعلام، سواء القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء والصحافة المكتوبة والإلكترونية، التي خصصت له حيزا مهما في برامجها. ويعكس هذا الزخم الإعلامي ليس فقط الأهمية الرمزية والدينية لزيارة قداسة البابا، بل أيضا الالتزام الراسخ للمغرب بتعزيز قيم السلام والتسامح والتعايش.

ويقوم حوالي 370 ممثلا لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية بتغطية زيارة البابا فرانسيس للمغرب، بحماس غير مسبوق، نظرا للمكانة المرموقة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس، كقائدين جعلا من تعزيز الحوار بين الأديان والقبول بالآخر ضمن أولوياتهما، وقد بلغ الحضور المتميز لوسائل الإعلام الأجنبية، نحو 300 صحفي، بما فيها الصحافة الدولية المعتمدة في المغرب، كما يرافق وفد إعلامي مهم، يتألف من حوالي 80 ممثلا لمختلف وسائل الإعلام، البابا في هذه الزيارة التي تأتي بعد 34 عاما من تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني، وقامت السلطات المغربية بتجهيز مركز للصحافة بأحد الفنادق بالعاصمة.

مأدبة عشاء ملكي لوفد البابا
أقام أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء السبت، بقصر الضيافة بالرباط، مأدبة عشاء رسمية على شرف الوفد المرافق لقداسة البابا فرانسيس، ترأسها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.

حضر هذه المأدبة رئيسا غرفتي البرلمان، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، ومستشارو صاحب الجلالة، ووزير الداخلية، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب.

أنشطة مكثفة للبابا في الرباط
مباحثات الملك مع البابا فرانسيس
أجرى الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بالرباط، مباحثات على انفراد مع البابا فرانسيس، وفي ختام هذه المباحثات، تبادل الملك وضيفه هدايا رمزية. ولدى وصول البابا فرانسيس للقصر الملكي، استعرض أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وقداسة البابا فرانسيس تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يقدم لضيف الملك التمر والحليب جريا على التقاليد المغربية.

لقاء المهاجرين الأجانب في المغرب
التقى البابا فرانسيس مهاجرين نظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء بمقر الجمعية الخيرية «كاريتاس». وفي كلمة، خلال هذا الحفل، ركز قداسة البابا فرانسيس على أهمية توفير الضيافة والحماية والتعزيز والإدماج لفائدة المهاجرين، لتمكين كل من يرغب في تقديم المساعدة، من جعل هذا الالتزام ملموسا وحقيقيا، معتبرا أن تقدم المجتمعات لا يمكن أن يقاس فقط من خلال التطور التكنولوجي أو الاقتصادي، بل يتوقف على القدرة على التأثر والتعاطف، وأبرز أنه لا يمكن التفكير في استراتيجيات واسعة النطاق، قادرة على منح الكرامة بمجرد الاقتصار على أعمال رعاية اجتماعية تجاه المهاجر، مؤكدا ضرورة انخراط المهاجرين في هذا الإطار.

زيارة البابا لمعهد تكوين الأئمة

قام الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، والبابا فرانسيس، بزيارة لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وبعد عرض شريط وثائقي حول أهداف المعهد ومهامه ومختلف إنجازاته، ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق كلمة بين يدي أمير المؤمنين ورئيس الكنيسة الكاثوليكية، أكد فيها أن تكوين الأئمة والمرشدات، وهي المهمة التي من أجلها أنشأ أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذا المعهد، يقع في صميم ما هو منوط به من حماية الدين.


زيارة البابا لضريح محمد الخامس
قام البابا فرانسيس بزيارة ضريح محمد الخامس بالرباط، حيث ترحم على روحي الملكين محمد الخامس والحسن الثاني. وبهذه المناسبة، وضع رئيس الكنيسة الكاثوليكية إكليلين من الزهور على قبري المغفور لهما. وإثر ذلك، وقع البابا فرانسيس في الدفتر الذهبي للضريح، قبل أن يتسلم من محافظ الضريح كتابا عن تاريخ الضريح ودرع ضريح محمد الخامس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى