الرئيسيةسياسية

بنكيران يقر بتحقيق مستشاري الملك معه حول استغلاله لاسم الملك في خطاباته

محمد اليوبي
أفرج حزب العدالة والتنمية عن الكلمة المسجلة التي ألقاها الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة المعزول، عبد الإله بنكيران، أمام اللجنة المركزية لشبيبة الحزب، يوم السبت الماضي بمركب الشباب ببوزنيقة، حيث بدا بنكيران منكسرا ومهزوما وغير قادر على قول حقيقة ما جرى خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، وفي المقابل تحدث عن وجود «منافقين» في قيادة حزبه، مؤكدا أنه خسر المعركة.
ورفض بنكيران، في أول خروج له، بعد تعيين الملك محمد السادس لحكومة سعد الدين العثماني، الحديث عما جرى خلال المفاوضات التي قادها مع زعماء الأحزاب السياسية، وتوجت بفشله في تشكيل الحكومة، وإعفائه من المهمة، وكذلك المفاوضات التي قادها خلفه سعد الدين العثماني، وأسفرت عن تشكيل أغلبية حكومية بمشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. واكتفى بنكيران بالتأكيد على أن المطلوب تجاه هذه الحكومة التي يترأسها العدالة والتنمية في شخص سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني، هو تركها تقوم بعملها، وقال: «ضعوا الآن بين قوسين تشكيلة الحكومة وفكروا في المستقبل».
وعلى غير عادته، ظهر بنكيران أمام شبيبة حزبه، بملامح حزينة وغير قادر على قول الحقيقة، ملمحا إلى تعرضه للخيانة من طرف قادة حزبه الذين دفعوه أثناء المفاوضات إلى رفض حزب الاتحاد الاشتراكي، وبعد ذلك قدموا تنازلات بعد تعيين العثماني رئيسا للحكومة.
وأقر بنكيران بأنه ارتكب أخطاء، متحدثا عن وجود جماعة من المنافقين داخل حزبه، وقال: «حتى واحد ما عندو الكونطرا مع الله ليبقى مخلصا»، وأضاف: «الله أعلم، تقدر تكون مخلص وتقدر تولي منافق خالص»، مستحضرا، في هذا السياق، قصة عمر بن الخطاب الذي كان يذهب عند حذيفة بن اليمن ليسأله هل هو من المنافقين، كما أقحم صفة المنافقين في الجماعة الإسلامية الأولى، واعتبر ذلك «دليلا على أننا على السنة، وسيدي النبي كانوا معه المنافقين».
وقال بنكيران إن حزبه خسر المعركة خلال تشكيل الحكومة، كما توقع خسارته في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية اختار طريق الاعتدال الذي هو طريق شاق وطويل ولا تتحقق فيه الخطوة إلا بصعوبة ولكن المهم هو الاستمرار، وأضاف: «اذهبوا عند المواطن وقولوا له لا شيء خسرناه وهذه كبوة ومعركة خسرناها فقط»، وقال إنه كان في وقت من الأوقات بعد قرار إعفائه من تشكيل الحكومة فكر في أن يرتاح، غير أن ما حدث بعد ذلك في تشكيل الحكومة دفعه للتراجع عن القرار، وتحدث عن وقوع أشياء قاسية خلال تشكيل حكومة العثماني، رفض الكشف عنها.
وألمح بنكيران إلى رغبته في الاستمرار على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لولاية ثالثة، عندما قال: «لا أريد أن أتخلى وسأستمر في القيام بواجبي من الموقع الذي سأكون فيه»، مضيفا: «لا أريد أن تعولوا علي لوحدي أنا واحد منكم، قد أكون أمينا عاما، وقد أكون عضوا، أنا الموقع الذي سأكون فيه سأستمر في القيام بواجبي فيه قدر المستطاع، في إطار محبة هذه البلاد ودينها ووطنها وملكها وملكيتها ومؤسساتها، هذا هو الواقع الحقيقي الذي يزعج الكثير من الناس»، وأضاف في كلمته: «لا تنتظروا مني أن أعطيكم وصفة سحرية لكي تصمدوا ولكي تستمروا، كنت أتخيل أني سأرتاح لكن وجدت أن الظروف لا تسمح لي بالجلوس لأنني وجدت نفسي مقيدا بوعود وعهود قطعتها على نفسي وللمواطنين»، مشيرا: «أنا قطعت العهود للناس لكي أستمر معهم حتى النهاية فكيف نتخلى عنهم اليوم؟».
ولأول مرة كشف بنكيران، أمام شبيبة حزبه، قصة التحقيق معه من طرف مستشاري الملك محمد السادس، بعد المذكرة التي وجهها زعماء أربعة أحزاب سياسية من المعارضة خلال الولاية السابقة، إلى الديوان الملكي. وقال بنكيران إن مستشاري الملك  حققوا معه وطلبوا منه توضيحات بخصوص تصريحات أقحم فيها الملك، وكانت موضوع المذكرة، وأوضح أنه قدم للمستشارين أشرطة مسجلة حول كلامه، وجاء ذلك بعد توجيه مذكرة إلى الديوان الملكي تحمل توقيع الأمناء العامين لأحزاب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تضمنت شكوى من الهجمات المتكررة لرئيس الحكومة السابق عليهم واستغلاله اسم الملك في المهرجانات الخطابية التي كان يعقدها، مع مطالبة المواطنين بعدم التصويت على أحزاب المعارضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى