مدن

تسرب «الفيول» يلوث شاطئ آسفي ويهدد الطيور والأسماك والحيوانات

 

 

المَهْدي الكرَّاوي

 

بعد أزيد من عشرين يوما على كارثة تسرب آلاف الأطنان من وقود «الفيول» الصناعي المستخرج من البترول إلى السواحل الجنوبية لآسفي، فشلت المحطة الحرارية إلى حدود اليوم في احتواء الآثار السلبية لهذه الكارثة البيئية، حيث لا تزال عمليات امتصاص الوقود مستمرة للبقع العائمة الملوثة، والتي تمكنت بفعل التيارات البحرية القوية من التمدد على مساحة كبيرة، كما تفاقم الوضع بعد تسجيل إصابات عالية الدرجة من التلوث في صفوف طيور وأحياء بحرية وأسماك وحيوانات برية.

ولا تزال شركة «سافييك» الفرنسية- اليابانية المشرفة على تسيير المحطة الحرارية وشركة «دايو» الكورية المشرفة على أشغال البناء، تتكتمان على تفاصيل هذه الكارثة البيئية التي ضربت سواحل مدينة آسفي، حيث لم يصدر إلى اليوم أي بلاغ توضيحي بشأن حجم الكارثة كما يمنع على وسائل الإعلام الولوج إلى مكان تسرب الوقود.

وكشفت معطيات ذات صلة أن عامل آسفي حمل المشرفين على المحطة الحرارية مسؤولية التقصير في اتخاذ جميع الاحتياطات التقنية وإجراءات السلامة الوقائية لسواحل آسفي، بجانب تسترهم على كارثة بيئية ضربت المدينة بما لها من انعكاسات خطيرة على الأحياء البحرية والمخزون السمكي، في وقت فضحت هذه الكارثة افتقار المحطة الحرارية لآسفي لآليات التدخل والإنقاذ لمواجهة مثل هذه التسربات والأخطار البيئية.

هذا وامتدت إجراءات تنقية الساحل ومحاصرة البقع العائمة لوقود «الفيول» الصناعي من سواحل آسفي منذ ثلاثة أسابيع بدون نتيجة، في وقت كشفت هذه الكارثة البيئية استعمال شركتي «دايو» و«سافييك» لآلاف الأطنان من «الفيول» الصناعي كوقود احتياطي بجانب الفحم الحجري لتشغيل أفران المحطة الحرارية، دون توفرهما على مخازن خاصة بتخزين الوقود المستخرج من البترول والقابل للاشتعال، ودون توفر المحطة الحرارية على آليات خاصة في السلامة لمنع تسرب «الفيول» الصناعي أو اشتعال النيران فيه، حيث يتم تخزينه بشكل عشوائي في الهواء الطلق مع آلاف الأطنان من الفحم الحجري، وهو ما تسبب في تسربه إلى مياه البحر.

وحملت التيارات البحرية بقعا ضخمة من «الفيول» الصناعي الذي تسرب من الرصيف البحري للمحطة الحرارية لآسفي إلى الشواطئ المجاورة، كما تم تسجيل تلوث بيئي عالي الدرجة بالنسبة لجودة المياه البحرية، وأيضا وصول بقع «الفيول» الصناعي إلى اليابسة بفعل عملية المد البحري وارتفاع علو الأمواج خلال الأيام الماضية، وهو ما نتجت عنه إصابة عدد كبير من الأحياء البحرية وطيور النورس وحيوانات برية تغطت بالكامل بالوقود الصناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى