شوف تشوف

الرأي

تشبث غريق بفريق

كم أنتم تافهون أيها المنخرطون الرجاويون حين ابتلعتم ريقكم وأنتم تستمعون إلى التقرير المفحم حول مالية النادي. كم أنتم ساذجون وأنتم تنخرطون في نوبة بكاء بعد أن كشف رئيس الفريق عن رقم المديونية المقلق.. أي دمعة حزن لا لا لا.
كشف سعيد حسبان الرئيس الجديد للرجاء عن ورم مالي صادم وهو يقرأ «سكانير» الفحص بالصدى، الذي خضع له التقرير المالي للفريق بعد مرور أسابيع على تسلمه مقاليد الحكم، ودعا الرجاويين في هذا الشهر الفضيل إلى تغيير عاداتهم الاستهلاكية حتى يستأنسوا بالأزمة، واعتبر الرجاء من الآن فنازلا فريقا منكوبا.
قال حسبان في مرافعة لا تختلف كثيرا عن مرافعات محاكم جرائم الأموال، إن الرجاء يغرق يغرق يغرق، وكتب رسالة من تحت الماء للحكومة كي تتدخل لانتشال الفريق من وضعية وصفها بالكارثية، بينما اقترح ما تبقى من منخرطين تشكيل خلية أزمة.
من يسمع كلام حسبان ستتراقص أمامه صورة بالأبيض والأسود للسلطان مولاي عبد العزيز، حين قاد البلاد نحو الإفلاس في بداية القرن الماضي، وظل يمارس لعبة الركوب على الدراجات غير عابئ بحبل الأزمة الذي كان يلف عنق البلاد والعباد، لتنتهي الحكاية بتوقيع عقد الحماية مع الفرنسيين، مع فرق بسيط في طبيعة ونوعية اللعب.
قبل أن ينسحب شهر رمضان حذر الرئيس الجديد معشر الرجاويين بغد لا تشرق فيه الشمس من الوازيس، حذرهم من ثقل المديونية وقال إنها تتجاوز 16 مليار سنتيم، فشد الحاضرون على قلوبهم ورددوا بكورال جماعي «يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء».
بدا سعيد حسبان تعيسا في تلك الأمسية الرمضانية وهو يفك طلاسيم تقرير مالي مثقل بالأورام، ويعدد مظاهر الأزمة مؤكدا أن الحصار يشتد والرجاء تتآكل أطرافها فردد الحاضرون الحوقلة حتى خلت الفريق عجلا مذبوحا على الطريقة الإسلامية.
قال منخرط محسوب على تيار الرئيس السابق محمد بودريقة، بلغة الواثق إن الرجاويين لن يتخلوا عن فريقهم في الضراء بعد أن دعمهم في السراء، ودعا إلى اكتتاب عالمي يخفف من مضاعفات المديونية التي بلغت أعلى درجاتها، معلنا استعداده لدخول مرحلة التقشف وترشيد الإنفاق، وحين انتهى اللقاء الخطابي شوهد وهو يملأ صحن المأكولات مقدما لمن يهمه الأمر درسا تطبيقيا في الترشيد.
أضحت المواطنة والمصداقية تقاسان بطول اللحية وحجم «الدولار» على الجباه، لذا كان الملتحون من المنخرطين يدعون للجوء إلى الأبناك الإسلامية والاقتداء بسيرة الأسلاف وقطع الأيادي التي امتدت إلى بيت المال، ومحاسبة السماسرة الذين عاثوا في أرض الرجاء فسادا، والقطع مع مستوردي الفتاوى المنتهية الصلاحية.
قدم حسبان رقما فلكيا لمديونية الرجاء، وقال إن الفريق يسير نحو إفلاس آت لا ريب فيه، وهدد بالكشف عن المنتفعين من ريع الرجاء، الذين أكلوا النعمة ولعنوا الملة، وحين كانوا يملكون التفويض بالكلام تحولوا من رؤساء تحرير إلى رؤساء تحريض على الفتنة.
كان محمد بودريقة على غرار رئيس الوداد سعيد الناصري يؤمن بمبدأ «جوع كلبك يتبعك»، لكنهما لم يتأكدا من السلامة العقلية للكلب قبل تجويعه، لذا تحول النباح إلى سعار، وأصبحت الجموع العامة فرصة سنوية للحصول على شهادة مصادق عليها من منخرطين، غالبيتهم مؤدى عنهم من طرف الرئيس من أجل أداء دور بطولي في عمل مسرحي يتكرر كل سنة مرة حرام.
سمع بودريقة وهو يؤدي مناسك العمرة تصريحات خلفه حسبان، فوقف في شرفة الغرفة ليرد على خطاب الإفلاس، وينفي وجود أزمة مصرا على أن مبلغ العجز المالي أقل من ملياري سنتيم، متهما خلفه حسبان بالنفخ في الأرقام ورسم لوحة سوداء عن رجاء خضراء، دافع الحاج عن موقفه وعبر عن استعداده للمواجهة التلفزيونية، وكاد لولا لطف الله أن يلجأ لرمي الجمرات.
أيها الرجاويون لا أحد يحمل جثة الميت سوى أهله، لا تطلبوا قرضا من البنك الدولي، ولا تمدوا أيديكم للأيادي العفنة، فقط تمهلوا في سيركم ولا تنسوا أن حسبان الرئيس الذي انتخبتموه بالتصفيق هو ابن أقدم مدرس سياقة في الدار البيضاء. فقط ضعوا حزام السلامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى