الرئيسية

جوائز «الأوسكار» تحتفي بفيلم تعقب فضيحة هزت الكنيسة وتكرس هيمنة المخرج «إينياريتو»

عزيز الحور

مقالات ذات صلة

أعلن، ليلة الأحد الماضي، عن جوائز مسابقة «الأوسكار» الأمريكية في دورتها 88. قائمة التتويجات لم تتضمن مفاجآت كثيرة بالنظر إلى المستوى المتقارب للأفلام المرشحة، بدليل أن الجوائز وزعت بين عدد من الأفلام المتبارية تقريبا عكس الدورة السابقة التي حصد فيها فيم «Birdman» على عدة جوائز رئيسية، وبذلك تقاسم فيلما «الضوء الكاشف» (Spotlight) و»العائد» (The revenant) أهم الجوائز، إذ حصل الفيلم الأول على جائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي، في حين ضمن الثاني لمخرجه المكسيكي «أليخاندرو غونزاليس إينياريتو» جائزة أحسن إخراج وللممثل «ليناردو ديكابريو» جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي، كما حاز أيضا جائزة أفضل تصوير.

«Spotlight».. فيلم عن فضيحة الكنيسة
تدور أحداث فيلم Spotlight الحائز على جائزة أفضل فيلم حول قصة حقيقية انطلقت من داخل قسم تحقيقات تابع لجريدة مرموقة في مدينة «بوسطن» الأمريكية. ففي ظل التغيير الذي شهدته الجريدة لضخ دماء أخرى تقاوم زحف الصحافة الرقمية التي بدأت تنافس نظيرتها الورقية منذ بداية الألفية الحالية، تولدت فكرة إنجاز تحقيق يتعقب واقعة اعتداء قس في الكنيسة الكاثوليكية بالمدينة على أطفال. دائرة التحريات توسعت لتشمل 13 قسا، ثم تفجرت لتسع 87 قسا ببوسطن لوحدها. في النهاية، كان التحقيق الصحافي الذي أنجزه الفريق المكون من أربعة صحافيين من تفجير فضائح «بيدوفيليا» رجال كنسييين بالعالم كله بما في ذلك الفاتيكان.
على هذا النحو تدحرجت أحداث الفيلم مثل كرة ثلج ظلت تتعاظم بتعاظم الحقائق التي كان يصل إليها الصحافيون، وتبعا لهذا التسلسل المسترسل في الزمن كان السرد الحكائي في الفيلم بدوره مسترسلا على نحو تقليدي، وباستثناء مقطع أول يعود إلى سنة 1976 حيث ضبطت أول واقعة اعتداء جنسي لقس على أطفال، انطلقت الأحداث في سنة 2001 وفق الإيقاع ذاته الذي كان يسير عليه التحقيق الصحافي.
ولعل هذا الاسترسال في الحكي جعل الفيلم فاقدا لأي أفق انتظار لدى المشاهد الذي كان يمكنه التنبؤ بالأحداث بشكل سهل، كما أن نهاية الفيلم كان متوقعة منذ بدايته، وهي إثارة التحقيق الذي سينشر للرأي العام على نحو غير مسبوق. رغم ذلك، استطاع المخرج تبديد هذه الرتابة القصصية عبر التلاعب الفني بالتقطيع المشهدي الذي نقلنا بالفعل إلى إيقاع التحقيق الصحافي الذي كان يقودها الصحافيون الأربعة بشكل متواز. Spotlight فيلم جيد لكن لا يمكن اعتباره تحفة سينمائية، فهو من الأفلام التي لن تطبع الذاكرة السينمائية كثيرا.

« The revenant».. الفيلم الذي فك عقدة «ديكابريو»
تحدثنا عن هذا الفيلم في مقال سابق وقلنا، كما قال الجميع، إنه الفيلم الذي سيمكن ديكابريو من جائزة الأوسكار لأول مرة في تاريخه الفني، وقد كان ذلك، كما كان موقعا فوز إنياريتو بجائزة أفضل فيلم وهو الذي صار الآن صياد جوائز كما هو حال ديكابريو الذي جسد دور صياد دببة للحصول على فروها الذي يولد الصراع عليها حبكة الفيلم كله.
فاز هذا الفيلم أيضا بجائزة أفضل تصوير، وهي المرة الثانية على التوالي التي يحصل فيها المخرج المكسيكي على الجائزة، ما يؤكد تفرده بحس تصويري غير مألوف يمكنه من تحويل قصة مونوطونية إلى تحفة فنية أخاذة.
باقي جوائز الأوسكار والتي تخص أساسا التوضيب والصوت والمؤثرات البصرية والملابس والديكور سيطر عليها الفيلم التجاري «ماد ماكس»، وكما كان متوقعا أيضا حصل فيلم «ابن شاؤول» الهنغاري على جائزة أفضل فيلم أجنبي، في حين حصل فيلم «فيس فيرسا» على جائزة أحسن فيلم رسوم متحركة، نظرا لتميز فكرة ونمط إخراجه الذي لم يعد يختلف عن جميع أفلام «والت ديزني» خصوصا بعد ضم شركتي «بيكسار» و»مارفيل»، في الوقت الذي تبارى ضمن هذه الفئة فيلم جميل حاول أن يعيد بريق أفلام «أستوديو غيبلي» الياباني الذي فقد بعد اعتزال الرائد «هياو ميازاكي»، عبر استحضار نفسه العجائبي في هذا الفيلم
جائزة أفضل فيلم وثائقي حصل عليها فيلم يتتبع حياة المغنية البريطانية الشهيرة «إيمي وينهاوس»، وهو فيلم جميل دوره تمكن من خلاله المخرج من استثمار مشاهد نادرة وحميمية للمغنية قبل شهرتها وحتى انتحاره عن سن 27 عاما، لتلتحق بما يسمى «نادي 27» الذي يضم مشاهير توفوا في هذه السن. فيلم «إيمي» أيضا جدير بالمشاهدة، إذ تجاوز مستوى التوثيق الجاف إلى مرتبة الجمال بإدخالها في عالم المغنية الخاص جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى