بانوراما

حبوب «دردك».. جنت على كثيرات يرغبن في الحصول على أرداف كيم كاردشيان

الهام العبوبي
هن فتيات مهووسات بزيادة الوزن، من أجل الحصول على أرداف مثيرة مثل تلك التي تملكها العارضة الأمريكية الشهيرة كيم كاردشيان والتباهي بها في الشوارع، فيكون السبيل اللجوء إلى حبوب يجهل مصدرها تسمى «دردك» تباع لدى «مول الماكياج» أو «العشاب» بأثمنة تختلف من مدينة إلى أخرى، ومن زبون إلى آخر.
هذه الحبوب تحتوي على مادة تسمى «التيكساميتازون» من فئة mg 0.05 للقرص الواحد التي تصنف من عائلات مادة «كورتيكويد» المستخدمة في علاج مضادات الالتهاب والحساسية المفرطة.
يتراوح ثمن هذا المنتوج بين أربعين درهما ومئة درهم لكل علبة تحتوي على مئة قرص. تأتي إلى المغرب عن طريق التهريب من الهند وإسبانيا عن طريق موريتانيا، وحسب الأخصائيين فهذه الحبوب التي تستعملها مجموعة من النساء في زيادة الوزن هي مخصصة للأبقار والمواشي بغرض بيعها بعدما يزيد وزنها في مدة قصيرة.
وفي جولة لـ «الأخبار» بمدينة فاس وبالضبط بالمدينة القديمة حيث تتراكم محلات الأعشاب، قصدنا أحد هذه المحلات دون أن نكشف عن صفتنا، وطلبنا منه مدنا بمنتوج يفتح الشهية ويزيد الوزن فكان رده «عليك بحبوب «دردك»».
أخبرناه بأننا سمعنا أن هذه الحبوب مضرة للصحة، فرد بأن ما يروج مجرد إشاعة وأن هذه الحبوب، بحسبه ممتازة للجسم وتقبل عليها مجموعة من السيدات وحتى الرجال. استغربنا لكنه أقنعنا أن الرجال يتعاطون لهذه الحبوب بالموازاة مع رياضة كمال الأجسام من أجل الحصول على عضلات مفتولة.
وعند استفسارنا عن الوجهة التي يأتي منها هذا المنتوج قال إن مصدره الهند ومدنا بقارورة «دردك» كتب عليها «made in india» ثمنها أربعون درهما اقترح علينا مزجها بـ «Sirop» لفتح الشهية حتى نحصل على وزن زائد، لكننا فور استكمال حديثنا معه أعدنا إليه القارورة ليستشيط غضبا بعدما علم أننا لن نقتني منه الحبوب التي عرضها لنا.

من زيادة الوزن إلى إشاعة الحمل
في فاس دائما كنا على موعد مع شابة في العشرينات من عمرها أدمنت على حبوب «دردك» لعدة أشهر، حتى حول حياتها إلى فضيحة لم تستطع نسيانها إلى اليوم.
تحكي نورة لـ «الأخبار» أنها كانت مهووسة بزيادة الوزن والحصول على جسم ذي مواصفات خاصة، مما جعلها تدمن على مجموعة من العقاقير، لكن ذلك لم يجد أي فائدة فاختارت تعاطى «دردك»، بحسب قولها.
هذه الشابة تقول إنها كانت تستهلك عشر حبات في اليوم حتى تحصل على وزن زائد بسرعة، مضيفة أن حلمها تحقق في أسبوع، إذ زاد حجم ثدييها وبرزت أردافها بشكل رهيب وأصبح وجهها دائري الشكل وتحول وزنها من خمسين كيلوغراما إلى ثمانية وستين كيلوغراما.
أما في ما يخص الأعراض الجانبية الناتجة عن هذا الدواء فتقول نورة إن بشرتها أصيبت بحب الشباب وأصبح لديها مشكل في التنفس، هذا فضلا عن اختلال في مواعد النوم، إذ كانت تقضي الليل في الأكل والنهار في النوم والأسوأ، حسب هذه الشابة، هو أن بطنها انتفخ بشكل غير طبيعي مما جعل سكان الحي يطلقون إشاعة بأنها حامل بطريقة غير شرعية.
وتردف أنها كانت تتعرض للشتم من طرف بعض الذكور، الذين اكتشفوا أنها تتعاطى لحبوب «دردك» مما جعل الانتقادات تنهال عليها ذهابا وإيابا خصوصا أن الوزن الذي تمنحه هذه الحبوب، يكون واضحا ويمكن لأي شخص أن يميز إن كانت الفتاة تتعاطى لهذه العقاقير أم لا.
كل هذه الانتقادات جعلت نورة تتوقف عن التعاطي لهذه الحبوب، لتكتشف في ما بعد معاناة من نوع آخر تقول إنه بعد عزوفها عن هذا السم فقدت بسرعة الوزن الذي حصلت عليه وأصبح جسدها مليئا بتشققات رهيبة، كما أن البثور التي سببها لها هذا الدواء لم تختفي، إذ تكاثرت في وجهها، وأصبحت متعفنة حتى أصبح الناس يتفادون السلام عليها، ولازلت لحد الآن لم تسلم من هذه البثور رغم اتباعها لعدة أدوية ومراهم من الصيدلية، كما أنها لم تتخلص من الاشاعة التي لاحقتها، إذ بعد رجوع بطنها إلى حجمه الطبيعي برزت إشاعة من نوع آخر مفادها أنها كانت حامل وقامت بالإجهاض، بحسب ما تحكيه للجريدة باستغراب.

ضحية كيم كاردشيان
حنان (18 سنة) طالبة بإحدى معاهد التكوين المهني بفاس. شغفها بقوام النجمة العالمية كيم كاردشيان جعلها تخاطر بحياتها وتتعاطى لمنتوج كاد يودي بحياتها.
تقول حنان في حديث لـ «الأخبار» إنها اكتشفت الحبوب عن طريق صديقتها مما جعلها تبتاع علبة من عند العشاب مقابل تسعين درهما، هذا الأخير نصحها بمزج الحبوب مع شراب فاتح للشهية، بالإضافة إلى تحاميل أو ما يعرف بـ «القوالب» من أجل أرداف كبيرة الحجم.
تقول وهي تبتسم ساخرة إنها كانت تشرب ست حبات دفعة واحدة، بالإضافة إلى شراب لفتح الشهية وتختم العملية بوضع تحميلة في كل مرة. مما جعل شكلها يصبح في مدة وجيزة كشكل «البالون» وفق وصفها خصوصا أنها قصيرة القامة.
حصلت حنان على أرداف كاردشيان وأحبت شكلها وأضحت شهيتها تدفعها إلى أن تطحن الأخضر واليابس. لكن المضاعفات ظهرت في الشهر الثاني، إذ أخبرتنا أنها أصبحت عاجزة عن المشي وحتى إن حاولت فهي تشعر بألم رهيب كما أنها عجزت عن الكلام بسبب انتفاخ رقبتها وبعدها ظهرت علامات وصفتها بأسوأ الأعراض التي ظهرت عليها، إذ أصبحت تعاني من نزيف دموي على مستوى الشرج يتكرر معها أكثر من مرة في اليوم، بالإضافة إلى الآلام في البطن والأرداف مما جعلها تتوقف عن تناول هذه الحبوب بأمر من والدتها التي اكتشفت الأمر صدفة. بعد ذلك خضعت إلى علاج دام ثلاثة أشهر خلصها من الألم، لكنه ترك لها ذكرى تشققات أو ما يعرف بـ «السيلوليت» قالت عنها «كأني تعرضت للضرب بالسلاح الأبيض».
حسنية( 39 سنة) ربة بيت حكت بدورها لـ «الأخبار» أنها اكتشفت «دردك» صدفة عند بائع «الماكياج» الذي يبيعه للزبائن بطريقة سرية، مما جعلها تستفسر عنه ليخبرها بأنه مخصص لزيادة الوزن، فاشترته منه بمبلغ مئة درهم.
تقول حسنية إنها كانت تستهلك حبتين في اليوم وحبة لزوجها الذي وصفته بالنحيف والفاقد للشهية، مما جعل شهيتهما مفتوحة أكثر من اللازم، إذ كانت تأكل بشراهة ولا يتحقق لها الشبع، أما زوجها، فكان لا يكمل عمله اليومي بحكم أن «دردك» كان يصيبه بالإعياء والنعاس، لكن حدثا سيقع خلال رمضان المنصرم سيجعلهما يتخليان عن خدمات «دردك». كشفت حسنية أن ابنة جارتها لقيت حتفها بسبب «دردك» الذي كانت تسرف في استهلاكها، إذ بعد تناولها وجبة السحور، تقول إن الضحية ابتلعت كمية كبيرة من حبات «دردك» وفي الصباح لما ذهبت أمها لإيقاظها وجدتها قد لفظت أنفاسها الأخيرة.
وحسب قول نفس المتحدثة فإنه بعد التشريح الطبي تبين أنها تناولت جرعات زائدة سببت لها تسمما وأضرارا على مستوى الرئة التي انحبس عنها الأوكسجين.
ويرى الأخصائيون أن حبوب «دردك» التي تدمن عليها بالخصوص الفتيات المراهقات، تشكل خطرا على حياتهن نظرا لأنها مصنوعة من مادة «الكورتيزون»، وهي مادة مخصصة لعلاج مجموعة من الأمراض المستعصية كالأمراض السرطانية والروماتيزم، الربو، والحساسية… واستعمالها يكون مقننا تحت إشراف طبي، تحترم فيه قواعد العلاج تفاديا لمضاعفات هذه المادة.
وباعتبارها حبوبا تدخل المغرب عبر التهريب، يقول الأخصائيون إن هذه الحبوب مخصصة في الأصل لتسمين الماشية وليس للأدميين، وأضرارها كثيرة تتمثل في اضطرابات هرمونية ينتج عنها تكون الماء على مستوى الخلايا، بما في ذلك القلب والرئة، وكذا نقص في خزان الكالسيوم الموجود ، مما يسبب في هشاشة العظام المبكرة، واحتمال الإصابة بمرض السكري وارتفاع الضغط وغالبا تكون النهاية الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى