سري للغاية

حسن فرج: «أختي خديجة أرسلت لي وكالة لأتفقد الفيلا وإقامتها الفاخرة في إفران بعد مشاكل زواجها»

> ألا يبدو لك خبر زواج أختك خديجة بأخ زوجتك السابقة أمرا غريبا؟

الأمر أكثر من غريب وقد شكل صدمة كبيرة لي، خصوصا أنني لم أعلم يوما من أصهاري أنهم على اتصال بأختي. لقد كنت أجهل مكانها تماما، ووالدتي لم تكن على اتصال بها أيضا.

> فقط للتوضيح.. فيلا أختك خديجة كانت في الشارع المقابل فقط. صحيح؟

صحيح لكنها لم تكن تقيم بها بشكل دائم. لدي أصدقاء مشتركون مع عائلة أصهاري ومقربون من صهري، حكوا لي أن الزوج التقى أختي خديجة بالصدفة في الخارج، في إحدى العطل، وتعرفا على بعضهما، وقررا الزواج بعد مدة على ذلك اللقاء.
كانت في باريس، وكانت متزوجة من قبل، ولأن علاقتي بها كانت مقطوعة تماما في ذلك التاريخ، فإنني لم أعلم أي شيء عن الموضوع. لكني أريد أن أوضح أن الشخص الذي تزوج خديجة للمرة الأولى يحمل اسما عائليا متطابقا مع الاسم العائلي لأحد الجنرالات. كنت أظن عندما سمعته أن الأمر يتعلق بعائلة الجنرال، لكني تحريت الأمر، وتيقنت أن لا علاقة أبدا للشخص الذي تزوجها للمرة الأولى بالجنرال. وبدا لي الأمر مريبا..
ما وقع، حسب الأصدقاء المشتركين بيني ومحيطها عندما تزوجت أخ طليقتي، أنها كانت تتجول وحدها، ربما هربا من مشاكل زواجها السابق، واختارت أن تنزل بأحد أفخم فنادق باريس، وكان صهري السابق هو الآخر في باريس، وقرر بالصدفة أن ينزل في الفندق نفسه.
أنا متأكد أنها لم تكن على اتصال به من قبل، ولم يكن يعرفها. الأصدقاء فقط حكوا لي أنهما التقيا لأول مرة في ذلك الفندق، وتعارفا وحددا موعدا للقاء آخر، وتطورت الأمور بينهما لتتكلل بالزواج، لكن سرعان ما بدأت المشاكل بينهما، ليأتي اتصال خديجة بي.
لم أعلم أي شيء عن أمر هذا الزواج كما أخبرتك، إلى درجة أنني لم أصدق عندما رأيت حركة غير عادية في الفيلا، ليخبرني الحارس، الذي لم يكن يعرفني، عندما سألتُه، أن الأمر يتعلق بزواج ابنة عبد الفتاح فرج، لكن أن يكون الزوج هو صهري، فهو آخر ما كنت أتوقعه.

> لنعد ترتيب الأحداث.. اتصلت بك خديجة هاتفيا وطلبت منك التدخل زاعمة أن علاقتها بزوجها ساءت، في الوقت الذي كنت أنت أيضا على خلاف مع أصهارك..

تماما. اتصالها كان مفاجئا ولم أصدق في البداية، لكنني تعاطفت معها رغم كل ما لحقني سابقا بسببها، وقادني فضولي إلى الرغبة في معرفة تفاصيل القضية التي لم تبد لي عادية أبدا.
ما دار بيني وخديجة بالضبط، أنها أخبرتني أنها متخفية عن الأنظار، وأن علاقتها بزوجها سيئة للغاية. سألتها أين هي بالضبط، فلم ترد، كعادتها، وحاولت تغيير الموضوع، ورجتني أن أذهب على وجه السرعة إلى إقامة إفران، وأغير الأقفال وأتأكد من أن محتويات الإقامة لم تُنهب وأن كل شيء سليم، ورجتني أيضا أن أدخل إلى الفيلا الخاصة بها في الرباط، وأتأكد من أن زوجها ليس موجودا هناك.

> وهل نفذت طلبها؟

بل ثرتُ في وجهها وقلت لها إنها لا تفكر في عواقب الأمور. كيف تريد مني أن أتدخل لصالحها وهي التي قطعت اتصالها بي سنوات طويلة؟ كما أنها تعلم أن علاقتي بأصهاري سيئة للغاية ولا تحتمل مزيدا من المواجهات بيني وبينهم. كنت على نزاع معهم، فإذا بموضوع خديجة يزيد الطين بلة.. ما زاد حنقي أنها امتنعت عن البوح لي بمكانها في تلك اللحظة.
أعادت الاتصال بي بعد مدة قصيرة فقط، وكررت الطلب نفسه، وأخبرتها، بعد أن بدأتُ أستوعب الأمور، أن تبعث لي «وكالة» حتى أمتلك الحق القانوني للدخول إلى ملكيتها وإلى إقامة إفران، وأتفقد الأمور هناك.
لقد كنت محتاطا جدا ولم أثق في طلبها، وفي الحقيقة جاء إلى ذهني في البداية أن يكون الأمر محبوكا بينها وصهري. ظننت أن الأمر تمثيلية منها حتى أدخل إلى مسكنها وأُتهم باقتحام ملك الغير.. لذلك طلبت منها يومها أن ترسل لي وكالة لأمتلك الحق القانوني للدخول إلى الفيلا في الرباط وإقامة إفران.

> وأرسلت لك وكالة؟

نعم بالتأكيد، لقد كانت متخوفة جدا من أن يتصرف زوجها في ممتلكاتها. ولم يستغرق الأمر أكثر من 24 ساعة على الاتصال بيننا حتى أرسلت لي وكالة موقعة ومختومة من السفارة المغربية في جنيف.

> أي أنها كانت في جنيف..

كانت تتحرك كثيرا، وكنت أعلم أنني لو أخذت طائرة وقتها مباشرة وذهبت إلى جنيف فلن أجد لها أثرا. كانت تسافر بكثرة وتتحرك في أوربا طولا وعرضا. المهم أنني وضعت الوكالة في جيبي، وذهبت إلى فيلا الرباط، التي توجد في الجهة الأخرى من الشارع الذي توجد به فيلا عبد الفتاح فرج التي كبرنا فيها. طرقت الباب، فخرج لي حارس الفيلا وقدمت له نفسي، فقال لي إنه لم ير أحدا بالفيلا منذ شهور وإنه لم يتقاض أجرته أيضا، وكان متذمرا جدا.
قلت له إنني أخ خديجة فرج، وإن لدي وكالة رسمية منها للدخول إلى الفيلا وتفقدها، وقمت بأداء أجرته عن الشهور التي لم يتقاض عنها أجرا، ففرح للغاية وطلب مني أن أمنحه أسبوعا واحدا فقط حتى يجمع أشياءه للرحيل.. لقد كان وضعه مزريا واعترف لي بأنه لم يجد شيئا يأكله في فترة من الفترات.

> ألم تحاول مثلا أن تجس النبض؟ اتجهت فورا إلى الفيلا وفي جيبك «الوكالة» من أختك.. ولم تكن تعرف ماذا أو من ستجد هناك.

في الحقيقة سبقني صديق العائلة، أستاذ الموسيقى الذي كنا نحترمه جميعا ونقدره. طلبت مساعدته، لأن توجهي إلى الفيلا سيؤزم المشكل، خصوصا إن وجدت أصهاري هناك. هذا الأستاذ تطوع للذهاب إليهم والسؤال عن أختي خديجة، لكنه لم يتلق أي جواب، وبعد عودته توجهت أنا إلى هناك.

> كلامك يعني أن أختك خديجة وزوجها لم يترددا على الفيلا لمدة طويلة..

ليس بالضرورة، لكن الواضح أنهما لم يكونا يقيمان بها مدة طويلة. فعدم حصول الحارس على تعويضاته لا يعني أنهما لا يأتيان إلى المكان نهائيا. وفي اتصالها بي طلبت مني خديجة أن أتدبر أمر كراء الفيلا، وهذا أمر سآتي إلى تفاصيله لاحقا، لأنه سيلعب دورا كبيرا في تحديد مستقبل علاقتي بها.

> طيب، ماذا وقع بعد أن طلب الحارس مهلة أسبوع ليرحل؟

خيرته في البداية بين أن يبقى في مكانه، بعد أن حلت مشاكله المادية ودفعت له أجرة الشهور المتأخرة، وبين أن يرحل، فاختار أن يجمع أغراضه ويتجه إلى مكان آخر.
المهم، ودعته وتحركت على الفور إلى إقامة إفران. أخذت معي المفاتيح ووصلت ليلا، لأكتشف أن الإقامة مظلمة تماما، ولا يوجد بها تيار كهربائي. أخذت هاتفي واتصلت بالسيد الذي يعمل في شركة الكهرباء في الرباط.. أخبرتك سابقا أنه كان يتولى مراقبة العدادات في حي «السفراء» في الرباط منذ أن كنتُ طفلا. اتصلت به وشرحت له المشكل وكان هو وزوجته في عطلة، فلحقا بي إلى إفران، وعمل على حل مشكل الكهرباء واتصل بالعاملين في القطاع وتدبروا الأمر.

> كيف وجدت الإقامة؟

وجدت كل شيء في مكانه كما تركته تماما. كانت هناك غرفة خاصة بوالدتي، واكتشفت من حالتها أن والدتي كانت هناك أخيرا، دون علمي بطبيعة الحال. بعد أن عاد التيار الكهربائي إلى الإقامة شكرت الرجل على العناء الذي تكبده من أجلي وطلبت منه المبيت هو وزوجته إلى الصباح. لأن مشكل التيار الكهربائي تطلب أن يعاد تزويد الإقامة من جديد بالتيار الكهربائي من الخارج.
في اليوم الموالي عدت أدراجي إلى الرباط، واتصلت بخديجة على الفور لأحيطها علما بما وقع.

> أنفهم من هذا الأمر أن علاقتك بخديجة تحسنت؟

الأمر معقد (يضحك).. لم أرها ولم ألتقها. قد يظن الذين يسمعون القصة الآن أن اتصالنا كان حميما.. بالعكس، فرغم أنها كانت في قمة حاجتها إلى أخيها، فإن اتصالنا كان باردا، ولم يكن يتجاوز معرفة الأمور الرسمية وتنتهي المكالمة. ما سيصدمني هو أنني سأتلقى خبر موتها.

> هناك من يقول إنها توفيت خارج المغرب..

هذا أمر غير صحيح، خبر وفاتها ظهر في الأيام التي كانت هي تتصل بي، وبعد أن أرسلت لي الوكالة. كنت مشرفا على أمورها وتتصل بين الفينة والأخرى دون أن تخبرني أي شيء عن وضعها المالي أو الصحي ولا النفسي، ولا حتى المكان الذي تُجري منه المكالمة. في تلك الفترة بالضبط، استيقظت على خبر وفاتها، حتى أن أصهاري نظموا لها جنازة تليق بمقامها، وكان زوجها يبكي.. لقد كان عزاء حقيقيا.

> هل كنت حاضرا فيه؟

لا ولم أصدق الخبر، لكن أصدقاءنا المشتركين فزعوا وتأثروا وذهبوا للعزاء فعلا، وحكوا لي ما وقع. خديجة لم تمت واتصلت بي بعد ذلك قبل أن تسوء علاقتنا
من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى