شوف تشوف

سري للغاية

حسن فرج: «مدير بنك باريس طرد أختي خديجة بعد أن أدلت بوكالة مشبوهة»

حاوره: يونس جنوحي
سنبدأ اليوم مما تقول إنك اكتشفته بعد وفاة والدتك بخصوص مشاكلها المالية..
أول مشكل هو مسألة الضرائب، في الشهور الأولى لاختفاء والدتي، كنت أظن أنها اضطرت للاختفاء بسبب الضرائب، ولو أنها لم تكن من النوع الذي يتأخر في تسديد الضرائب أو تصفية مشاكله المالية. ما اكتشفته لدى وجودي بألمانيا تلك الأيام، أن المحامي الذي كان يعمل لصالح والدتي ووالدي عبد الفتاح فرج في آخر أيامه بألمانيا، تم الاستغناء عنه، وقدمت له أختي خديجة ورقة تحمل توقيع والدتي، تقول فيها إنها تود الاستغناء عن خدماته، وقد أغضبه هذا الأمر كثيرا.
ما اكتشفته أن أختي خديجة أجبرت والدتي على توقيع الورقة، وهكذا أصبح المحامي الألماني مدينا لوالدتي بمال أتعابه، لكن أختي خديجة رحّلتها بعيدا عن «أولم». ما أغضب المحامي أنه كان يمضي جيدا بالدعوى في اتجاه تخفيض الضرائب على والدتي. كان المحامي يقول إن الدولة الألمانية بالغت في تقدير الضرائب التي فرضتها على عبد الفتاح فرج، وإن القانون يخول لغيثة أن تطالب بتقليصها.

  • بخصوص مسألة التحويل المالي الذي ذكرت لنا سابقا وقلت إنك كنت تنتظر رسالة إلكترونية من والدتك حتى يتم تحويله إلى الرباط.. هل له علاقة بهذا الأمر؟

نعم في الفترة نفسها، يومها لم أفهم سبب عدم توصلي برسالة إلكترونية تؤكد الإرسال حتى أتوصل بالمبلغ الذي كان مخصصا لأداء فواتير في ذمة والدتي.

  • بم أخبرك المحامي الألماني الذي كان يعمل لصالح الأسرة؟

فوجئت في الحقيقة عندما اتصلت به، بمجرد ما سمع اسمي العائلي، حتى تحولت نبرة صوته، وبدا أنه غاضب، وحاول إنهاء المكالمة بسرعة. بعد ذلك فهمت أنه لم يعد يعمل مع غيثة، وأن الرسالة التي توصل بها من أختي خديجة لم تعجبه.
قد تتساءل لماذا تريد خديجة الاستغناء عن خدماته؟ والجواب سهل: لتتمكن من التصرف في أموال والدتي بكل حرية.

  • لكن هذا اتهام..

لهذا السبب توجهت أمي قبل وفاتها بمدة قصيرة إلى وكيلة الملك السويسرية لتضع شكاية ضد أختي وصهرها. أنا لا أتهمها، لكن والدتي وضعت شكاية ضدها في هذا الموضوع. لم تضع شكاية ضدها لأنها أخذتها معها من «أولم» بألمانيا إلى سويسرا، بل وضعت الشكاية بسبب تصرفها في أموال أمي، واستدعتني الوكيلة إلى سويسرا لأحضر في القضية كشاهد.

  • هل كانت والدتك تملك الكثير من المال؟

كان لديها حساب بنكي وأموال ورثتها عن عبد الفتاح فرج، بالإضافة إلى أنها كانت تستفيد من حسابات بنكية أخرى، وصلت إليها خديجة أيضا.
وجدت، باتصالات مع وكالة بنكية، أن خديجة قامت بتحويلات مالية لصالحها، في الفترة نفسها التي كانت فيها والدتي مختفية. استغلت خديجة وجود أمي تحت رعايتها، وقامت بتلك العمليات. استفادت أيضا من الخبرة التي تقول إن أمي تعاني بوادر الزهايمر وأن صحتها النفسية لم تكن على ما يرام، والحقيقة أن والدتي كانت تعاني من ضغوط خديجة عليها، وأشك في أن تكون قد فقدت عقلها كما روّج البعض..
ثم لا تنسى مسألة التنازل الذي زوروه باسمي في مصلحة إدارية بباريس، علما أنني كنت وقتها في المغرب ولم أغادر التراب الوطني. لقد جاء هذا الأمر متزامنا مع الفترة التي كانت خديجة تسعى لتضع يدها على الحسابات البنكية الأخرى.
المرة الأولى التي سأكتشف فيها أن خديجة كانت تتصرف في أموال أمي، عندما وجدت بالصدفة ورقة صغيرة عبارة عن فاتورة من محل لبيع السجائر الفاخرة. اتصلت بهم وطلبت معلومات بعدما قدمت لهم نفسي بصفتي ابن غيثة فرج، وأخبروني فعلا أن غيثة فرج اشترت الكثير من السجائر الفاخرة، والحقيقة أنهم كانوا يتحدثون عن خديجة، لأن أمي لم تكن تدخن في آخر أيامها.
المسألة الثانية أنني اتصلت بشركة سيارات أجرة، وجدت أن هناك فاتورة باسم أمي غيثة، واستغربت أن تكون قد استعملت خدمات تلك الشركة، وبقيت أبحث إلى أن وجدت اسم السائق الذي كان يعمل في السيارة التي يوجد رقمها في الفاتورة، واتصلت به وسألته إن كان قد أقل والدتي، لأني وجدت أنها استعملت خدمات الشركة مرات كثيرة جدا، وكان الأداء يتم دائما باسم غيثة فرج.
عندما تحدث معي السائق، بدأ يخبرني بمواصفات أختي خديجة رغم أنه يتحدث عن غيثة فرج التي تركب معه سيارة الأجرة، وأخبرته أن غيثة توفيت أخيرا، فقال لي: «مسكينة كانت تدخن بشراهة».
والجميع يعلم أن غيثة لم تكن تدخن في آخر سنوات حياتها. لماذا يعتقد هؤلاء أن الأمر يتعلق بأمي؟ لأن خديجة كانت تستعمل دفتر والدتي في الأداء، وبالتالي تتم كل العمليات باسم غيثة فرج.

  • لكن هذه ليست أموالا «طائلة»..

الأموال الطائلة ستظهر من خلال شراء سيارة «بينتلي» فاخرة. استغربت في البداية وتساءلت لماذا قد تشتري والدتي سيارة فاخرة جدا من هذا النوع، وهي كانت تعيش حياة هادئة في «أولم»؟ عندما دققت في الأمر واتصلت بالوكالة التي باعت السيارة، أخبروني أن غيثة فرج جاءت رفقة رجل آخر، وأدت ثمن السيارة من دفتر شيكاتها، وهو يعني أن خديجة كانت تتصرف فيه، والمواصفات التي لديهم تعود لخديجة فرج وصهرها، ولهذا السبب تقدمت والدتي بشكاية ضدهم.

  • وما قصة الضرائب المرتفعة التي فُرضت على والدتك؟

الضرائب فرضت على الثروة التي راكمها عبد الفتح فرج هناك في ألمانيا تحديدا. وأمي لم تكن تنوي أبدا الاستغناء عن خدمات المحامي الذي كانت تتعامل معه هي وعبد الفتاح. المحامي كان مستاء جدا وغاضبا لأنه لم يفهم سبب رغبة والدتي في سحب الملف منه، والأكثر من هذا من عدم تسديد أتعابه، والاكتفاء بالرسالة التي توصل بها، دون أن ينجح في ربط الاتصال بوالدتي ليحصل على مستحقاته كمحام. والذين يعرفون أمي يعلمون جيدا أنه يستحيل أبدا أن تتهرب من أداء ما عليها من مال، ويستحيل أيضا أن تتخلى عن المحامي الذي تعرفه لسنوات بتلك الطريقة.
ما وقع أن الرسالة التي توصل بها المحامي مزورة، تشبه التنازل الذي وقع باسمي في باريس. خديجة حوّلت قضية ضرائب والدتي لصالح محام تعرفه هي وصهرها، يوجد مكتبه في برلين. هناك أمر آخر أكثر أهمية..

  • ما هو؟

هناك بنك في باريس «Bank BNP Paribas»، يوجد فيه حساب باسم والدتي، ويحتوي على مبالغ مهمة. جاءت أختي خديجة وصهرها إلى ذلك البنك وأدليا بوكالة تحمل توقيع والدتي، لكن مدير البنك شكك فيها ورفض أن يمكنهما من التصرف في أموال الحساب البنكي.

  • كيف؟

تسلم منهما الوكالة التي تحمل توقيع والدتي، وأحالها فورا على المصلحة القانونية في البنك، وأخبرهما أنه لن يدعهما يستفيدان من أي شيء، إلا بحضور أمي معهما حتى تؤكد على الوكالة التي شك المدير في أنها قد تكون مزورة. أمام هذا الوضع بدأت أختي خديجة تصرخ وتهدد، وهو ما جعل مدير البنك يطردهما.

  • متى علمتَ بهذا الأمر؟

عند اختفاء أمي، علمت به بالضبط خمسة أيام قبل سفري إلى ألمانيا لبداية البحث عنها، من خلال اتصالي بصديق العائلة والمحاسب مولاي عبد الله العلمي، الذي تولى توزيع إرث عبد الفتاح فرج، بحكم اتصاله بالوالدة لأغراض إدارية. ولدي جميع المكالمات التي أخبرني فيها بهذه الأمور.
عندما مثلت أمام الوكيلة السويسرية للشهادة أخبرتها بكل ما أعرف. ومن مسألة إدلاء أختي بوكالة لبنك باريس تحفظ المدير في اعتمادها، بدأت طريقي للبحث عن الأمور التي قد تكون خديجة استغلت أموال أمي في تحقيقها، فوجدت سيارة «بينتلي» الفاخرة، والفواتير التي استفادت منها خديجة بشهادة العاملين وقامت بالأداء عن طريق حساب بنكي لوالدتي مباشرة.

  • قلت إن أختك خديجة حضرت جنازة والدتك بسيارة متهالكة.. والآن تقول إنها اشترت سيارة «بينتلي» قبل وفاتها.

صحيح وهذا ما قصدته تماما بالإشارة إلى السيارة المتهالكة، لم تكن خديجة تريد أن تثير الشبهات حولها. فلو حضرت الجنازة بسيارة فاخرة فسيكون الأمر مفضوحا، لذلك اختارت أن تستعمل سيارة متهالكة للتمويه.

  • لكن الجميع يعلم أنها ورثت أموالا طائلة عن عبد الفتاح فرج.. أين الشبهة في أن تتوفر على سيارة فاخرة؟

بالعكس، كانت تعاني مشاكل كثيرة. لقد نصب عليها زوجها الأول، ثم بددت أموالا كثيرة في أوربا لتعيش حياة الترف والفنادق الفاخرة. لم تكن تفكر في الاشتغال أو استثمار مالها.. كانت تنفق فقط. وإلا كيف تفسر إدلاءها بوكالة شكك فيها البنك؟ وكيف تفسر التنازل الموقع باسمي في مقاطعة إدارية بباريس..؟ لولا مشاكلها المالية لما عمدت إلى هذه الأمور حتى تستفيد وحدها من الحسابات البنكية الكثيرة التي كانت موزعة بين باريس، ألمانيا وسويسرا.
مسألة السيارة التي جاءت بها إلى الجنازة كانت للتمويه، والدليل أنني وجدت فواتير أداء قيمة «البينتلي»، والتي يعود تاريخها إلى فترة ما بين اختفاء والدتي ورحيلها عن «أولم» وبين وفاتها.

  • بكم تقدِر ثروة والدتك غيثة؟

لا أعلم بالضبط، لكنها كانت تملك حسابات بنكية ترك فيها عبد الفتاح فرج أموالا طائلة. أختي خديجة ورثت أكثر منها، لكنها كانت تحتاج والدتي لتصل إلى حسابات بنكية أهم تخول لها الوصول إلى وديعة سويسرا التي تضم ما هو أهم من المال.. الوثائق التي رفض عبد الفتاح في آخر أيامه إعادتها للدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى