الرئيسية

خمس صلوات

نورا أفرياض
قال رب العزة في الحديث القدسي:
عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « أتاني جبريل عليه السلام من عند الله تبارك وتعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقول لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات، من وفاهن على وضوئهن ومواقيتهن وسجودهن، فإن له عندي بهن عدلا أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد أنقص من ذلك شيئا فليس له عندك عهد، إن شئت عذبته، وإن شئت رحمته». الصلاة هي إدامة ولاء العبودية للحق تبارك وتعالى، فهو رزق عبودي يحررك من كل خوف، وفضلها لا حدود له، لأن فارضها هو الخالق المربي، فكيف يبخل الإنسان على نفسه أن يكون موصولا بربه. فالصلاة هي استحضار العبد وقفته بين يدي ربه، وحينما يقف العبد بين يدي الله لا بد أن يزول كل ما في نفسه من كبرياء، ويدخل بدلا منه الخشوع والخضوع والذلة لله، فالمتكبر غافل عن رؤية ربه الذي يقف أمامه. والخشوع يجعل الإنسان يستحضر عظمة الحق سبحانه وتعالى، ويعرف ضآلة قيمته أمام الحق سبحانه وتعالى ومدى عجزه أمام خالق هذا الكون، ويعلم أن كل ما عنده يمكن أن يذهب به الله تعالى في لحظة، ذلك أننا نعيش في عالم الأغيار. ولذلك فلنخضع للذي لا يتغير، لأن كل ما يحصل عليه الإنسان هو من الله وليس من ذاته. والتكاليف التي جاء بها الإسلام منها تكليفات لا تتطلب إلا وقتا من الزمن وقليلا من الفعل كشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. إن شهادة لا إله إلا الله تقال مرة في العمر، ولكن هنالك من العبادات ما يتكرر كل يوم ليعطي المؤمن شحنة اليقين والإيمان، ويأخذه من دنياه بالله أكبر خمس مرات في اليوم. وهذه هي العبادة التي لا تسقط أبدا، سواء كان الإنسان سليما، أو مريضا، فالمؤمن يستطيع أن يصلي واقفا، وأن يصلي جالسا، وأن يصلي راقدا. لذلك كانت هذه أول عبادة تذكر في قوله تعالى: « وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة..) (البقرة:110)
*مقتطفة من موسوعة الأحاديث القدسية 1 لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى