الرئيسية

مأساة في حياة كريم زوج نجاة امجيد رئيسة جمعية «بيتي»

تستمد نجاة امجيد اسمها من أسرة الفاعل الرياضي والجمعوي محمد امجيد، وتحديدا من زوجها الراحل كريم امجيد، الذي اقترنت به لأقل من عقد من الزمن ورزقت منه بابنتين هما «هند» و«صفية»، قبل أن يصاب الزوج باضطراب نفسي انتهى باتخاذ قرار أنهى به حياته على نحو غريب.
تقول الروايات التي دونتها محاضر الشرطة، إن الهالك وجد منتحرا في غرفة نومه، وإن أسباب الانتحار ترجع لخلافات أسرية كان من الممكن تجاوزها بقليل من الحكمة والتريث. لكن الخلاف مع عائلة امجيد لم ينته بنهاية حياة زوج نجاة والانفصال النهائي بين الزوجين، بل امتد لسنوات، خاصة بعد أن ظلت رئيسة جمعية «بيتي» ترث الاسم عن العائلة المكلومة. عاشت نجاة أرملة منذ منتصف التسعينات، دون أن تتمرد على صفة «أرملة» وفاء لروح الفقيد وبناء على رغبة هند وصفية.
كان كريم يشتغل مديرا لأحد أكبر الفضاءات التجارية للدار البيضاء، ويعمل على إسعاد أسرته الصغيرة، وملء الفراغ الذي كانت تتركه نجاة المنشغلة بعملها طبيبة أطفال في العيادة من جهة، وجمعوية مهتمة بقضايا أطفال في وضعية الشارع، وهو ما جعل الخلافات تطفو على السطح وتتحول إلى سجال يومي ساهم في وصول العلاقة الزوجية إلى الباب المسدود. لازال لغز وفاة كريم زوج نجاة محيرا، خاصة بعد أن عثر عليه ميتا في بيته، ما أشعل فتيل الغضب في الوسط الطبي، سيما أن الراحل هو ابن الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية للتنس، وأحد الفعاليات الجمعوية التي غادرت بدورها إلى دار البقاء.. لذا ظل النزاع قائما بين امجيد الأب ونجاة، بل إن الوفاة المثيرة ساهمت في انقطاع حبل الود بين الطرفين، رغم وجود نقط التقاء تكمن في ابنتي الراحل اللتين كانتا تحت عهدة نجاة، قبل أن تختارا طريق العلم في سكة التواصل.
وعلى الرغم من الخلاف الذي عمر طويلا، فإن وفاة الفاعل الجمعوي محمد امجيد أعادت الدفء إلى العلاقة بين نجاة وأصهارها بعد طول جفاء، حيث قدمت التعازي وتلقتها في صهرها الذي عاشت معه محنة عصيبة منذ رحيل ابنه.
يعتقد الكثير من الفاعلين الاجتماعيين المشتغلين في مجال الطفولة المحرومة، أن نجاة، التي ولدت سنة 1959 في الدار البيضاء، تستمد هذا الاسم «مدام امجيد» من لقب عائلتها، والحال أن اسمها الحقيقي هو نجاة معلا، الذي ضمنته في كتاب نشرته حول ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع. لكنها تفضل الاسم الحركي الذي ارتبط بها منذ أن دخلت عالم الطفولة المشردة، بعد أن بدأت مسارها في مؤسسة «ساعة الفرح» برفقة عدد من سيدات المجتمع المخملي، لتقرر الانفصال عنهن وتأسيس جمعية «بيتي» بحي البرنوصي، وتصبح رئيسة لها منذ التأسيس سنة 1996.. وحسب البيانات المحددة في سيرتها، والصفة التي تحملها في لجنة حقوق الطفل، التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب.
بعد تخرجها من كلية الطب في بوردو تخصص «طب أطفال»، فتحت نجاة عيادة خصوصية واشتغلت فترة قصيرة في القطاع العام، وراكمت تجربة طويلة في ميدان الطفولة المهمشة بالخصوص، لكنها سرعان ما صرفت النظر عن المهنة الحرة التي كانت تمارسها وتقرر الانخراط كليا في العمل التطوعي، إذ إن زياراتها الأولى لمؤسسة «ساعة الفرح» دفعتها للبحث عن موقع قدم في المجتمع المدني، ما قلص من تفرغها المهني وجعل وقتها موزعا في مرحلة أولى بين مهنة التطبيب وأطفال الشوارع، قبل أن تعلن انخراطها التام في العمل الاجتماعي وتصبح رئيسة لجمعية «بيتي»، قبل أن توسع اهتماماتها لتختص في مجال «البيدوفيليا».
تعيش نجاة حياتها أرملة بدون مركب نقص، وتعمل على الاهتمام أكثر بقضايا الطفولة في وضعية صعبة، وحين تعود إلى بيتها بشارع مولاي يوسف، تعيش حياة الزهد وتنخرط في البحث عن حلول للآخرين، دون أن تعير اهتماما لحياتها الخاصة، بعد أن أصرت على أن تحمل صفة «أرملة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى