الرئيسيةسياسية

رئيسة مجلس جهة طنجة تدخل في أول صدام مع الداخلية

خصصت 3 ملايير لفك العزلة عن منتجع سياحي في ملكية قيادي بـ«البيجيدي»

محمد اليوبي

دخلت فاطمة الحساني، رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في أول صدام مباشر مع وزارة الداخلية، بعد انتخابها على رأس الجهة خلفا للرئيس السابق، إلياس العماري، وذلك بسبب خضوعها لضغوطات نوابها المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، الذين يريدون تحقيق مكاسب حزبية مقابل تحالفهم مع حزب الأصالة والمعاصرة لتشكيل مكتب المجلس، ما أدى إلى صراعات وتصفية للحسابات دفعت مديرة الوكالة الجهوية للمشاريع إلى تقديم استقالتها لوالي الجهة.
واستسلمت الحساني لضغوطات حزب العدالة والتنمية من أجل تخصيص ميزانية تقدر بـ3 ملايير سنتيم، لإصلاح مسلك طرقي لفك العزلة عن منتجع سياحي يتواجد بإقليم شفشاون في ملكية قيادي بارز بالحزب معروف بالاستثمار في القطاع السياحي، ما جعل عامل الإقليم يوجه رسالة إلى رئيسة مجلس الجهة ووالي الجهة، محمد امهيدية، يطلب من خلالها إعادة برمجة هذه الميزانية، وتخصيصها لإصلاح مسلك طرقي لفك العزلة عن ثلاث جماعات تضم 21 دوارا، عوض فك العزلة عن مشروع استثماري شخصي.
وحسب الرسالة التي (تتوفر «الأخبار» على نسخة منها)، فقد طلب عامل الإقليم بإعادة برمجة الاعتمادات المخصصة لتهيئة الطريق الرابطة بين «باب تازة» على مستوى الطريق الجهوية رقم 412 في اتجاه منطقة «ماكو»، و«الزاوية»، و«تيسوكة» و«مشكرالة»، على مسافة 20 كيلومترا.
وأوضح العامل، في رسالته، أن هذه الطريق تستهدف جماعة وحيدة، ولن يستفيد منها سوى سكان أربعة دواوير، تعرف كثافة سكانية ضعيفة، وبالتالي سيكون وقع هذه الطريق عديم الجدوى على الساكنة.
واقترح العامل إعادة برمجة الميزانية المخصصة لهذا المسلك الطرقي لتهيئة طريق مبرمج في إطار مخطط تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي، يمتد على مسافة 28 كيلومترا، ويربط بين «العلوي» عبر «أملاوك» في اتجاه «أميادي».
وأشار العامل إلى أن هذا الطريق ستستفيد منه ثلاث جماعات قروية تضم 21 دوارا، وهي جماعة «بني رزين»، وجماعة «بني سميح» وجماعة «إيونان». لكن الحساني رفضت مقترح العامل، وردت عليه برسالة مضادة، أكدت من خلالها على تشبثها بالمشروع المقترح من طرف مجلس الجهة، وأشارت إلى أن دراسة الجدوى التي أنجزتها وكالة تنفيذ المشاريع حول أهمية هذا الطريق، تؤكد فك العزلة عن حوالي 12 ألف نسمة من ساكنة 10 دواوير على الأقل تنتمي إلى أربع جماعات قروية، كما أنها ستوفر الربط الطرقي بالمنتزه السياحي «تلاسمطان»، وهو عبارة عن محمية طبيعية توجد بجماعة «باب تازة»، وهي المنطقة التي يتواجد بها منتجع سياحي في ملكية قيادي بحزب العدالة والتنمية ويترأس مجلسا له علاقة بالقطاع السياحي.
ومن جهة أخرى، يمارس النائب الأول للرئيسة، سعيد خيرون، عن حزب العدالة والتنمية، ضغوطات على الرئيسة لتمكينه من ملف برنامج التنمية الجهوية واتفاقيات الشراكة ذات الطابع الاقتصادي، ما جعل باقي المكونات السياسية لمكتب الجهة تدخل في صراعات مع الرئيسة، ومديرة وكالة تنفيذ المشاريع الجهوية، التي قررت تقديم استقالتها إلى والي الجهة، وأفادت المصادر بأن مكتب المجلس أصبح مهددا بـ«البلوكاج» من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى