شوف تشوف

مدن

سجين سابق يحتج عاريا بخنيفرة لعرض إعاقته بعد تعرضه للحرق بالسجن المحلي

خنيفرة: محمد الزوهري

أقدم نزيل سابق بالسجن المدني بخنيفرة، عشية يوم الاثنين الماضي، على السير عاريا وسط شوارع المدينة صحبة أفراد أسرته وعدد من المتعاطفين معه، للتعبير عن احتجاجه على ما وصفه بـ«التعذيب الذي تعرض له عن طريق الحرق أثناء فترة اعتقاله بالسجن»، متهما من خلال إحدى اللافتات التي رفعها، «رئيس المعقل ونائبه بإحراقه».
وأثارت هذه المسيرة المثيرة مشاعر الكثير من المارة، ما جعل بعضهم يتابعها من بدايتها إلى نهايتها. وفي المقابل عمدت مصالح الأمن والسلطات إلى ضرب حصار حول المسيرة للحيلولة دون حدوث انفلات أمني، في حين لم يتم تسجيل أي تدخل أو احتكاك بين السلطة والمحتجين.
هذا ولم تمنع برودة أحوال الطقس ومحاولات المنع الصادرة عن السلطة المحلية، المواطن «عبد الحكيم أجنين»، من نزع جميع ملابسه إلا من ثبان قصير، قبل أن يجوب بعض الشوارع لأجل عرض آثار الحروق الخطيرة على جسده، وإبراز إعاقته الجسدية.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من حي «أمالو» الذي يقيم به المحتج رفقة أسرته، فيما حمل مرافقون لافتات تطالب برد الاعتبار إلى المعني بالأمر، ومحاكمة من كانوا مسؤولين عن إحراقه.
وجابت المسيرة عددا من الشوارع والساحات، ومرت بالقرب من مقر العمالة، قبل أن تنتهي بشارع محمد الخامس وسط المدينة، ورفع المحتجون خلالها شعارات تطالب السلطات المختصة بفتح تحقيق في هذه القضية وإنصاف الضحية، ومحاسبة المتورطين في تعذيبه.
إلى ذلك، علمت «الأخبار»، بحسب مصدر حقوقي، أن تصريحات المحتج تشير إلى تعرضه للحرق داخل السجن المحلي بخينفرة أواخر شهر أكتوبر 2014، حيث كان يقضي عقوبة حبسية بعد إدانته من أجل جنحة الضرب والجرح، إذ ذكر أنه بسبب قيامه بالاحتجاج داخل السجن نتيجة انتشار حبوب الهلوسة بين السجناء، سارع موظفان بالسجن إلى الانتقام منه، على حد قوله، عن طريق تعنيفه وتكبيله، قبل أن يتم إضرام النار في جسده، عن طريق استعمال «ولاعة»، ما كاد أن يودي بحياته، بسبب أنه كان يرتدي قميصا من «النيلون» القابل للاشتعال بسرعة، وأصيب بحروق خطيرة مست أغلب جسمه، استدعت نقله حينها على وجه الاستعجال إلى المستشفى الإقليمي، قبل أن يحال على المستشفى المتخصص في الحروق بمكناس.
واللافت- يقول المتضرر ذاته، أنه عقب هذا الحادث لم تتم معاقبة المتهمين ولا تقديمهم للعدالة، في حين عبرت فعاليات حقوقية محلية عن مساندتها له عقب خروجه من السجن، مطالبة السلطات القضائية بإعادة فتح تحقيق في هذه القضية، وجبر الضرر الذي تعرض له المواطن «عبد الحكيم أجنين»، بحكم إصابته بإعاقة جسدية رهنت مصيره وأثرت على حياته العائلية والخاصة، معتبرة أن ما تعرض له الأخير يعد «انتهاكا صريحا للحق في السلامة الجسدية للسجناء، ويتعارض مع تعهدات المغرب والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان وضمان الكرامة للسجناء».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى