شوف تشوف

الرأي

شوف باش تغسل آ السي عبد الإله

نجح عبد الإله بنكيران وهو في آخر أيام ولايته الحكومية، في أن يبعث الروح من جديد في شعار قديم كان الطلبة في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يرفعونه أيام إدريس البصري، بقولهم «هز قدم وحط قدم الشوارع عامرة بالدم»، في زمن كانت العساكر وقوات «الأواكس» ترابط بالعصي والسلاسل أمام أحرام الجامعات المغربية.. واليوم، وبعد أن طوى المغرب عبر هيئة الإنصاف والمصالحة أزمنة سنوات الرصاص، استطاع رئيس الحكومة أن يعيدنا إلى الوراء ويذكرنا بأن القمع في عهده «حي يرزق».
إن المكان الذي يليق اليوم برئيس الحكومة ووزراء حزبه وبرلمانييه، هو برنامج «كي كونتي وكي وليتي» الذي تبثه القناة الثانية، ليتذكروا، وهم في قمم السلطة، دعاء «اللهم أحسن عاقبتنا»، مع أن التاريخ سيحفظ لرئيس الحكومة أن يديه ملطختان بدماء الأساتذة الأبرياء، الذين لم يكونوا يحملون لا سيوفا ولا قنابل «مولوتوف»، وسلاحهم الوحيد هو بذلة سلمية بيضاء شاءت الحكومة أن تطبع عليها بالدم، حتى يحمل أساتذة الغد وشما على أجسادهم يذكرهم بالسي عبد الإله.
لقد أعطت الحكومة الإشارة الدموية القوية عن أن إصلاحاتها المملاة من قبل صندوق النقد الدولي ستمر ولو على أجساد أبناء الشعب. وكشف بنكيران وإخوانه أن شعبيتهم ومصداقيتهم لا تهم أمام تمرير مخطط «المغرب الأحمر»، وأن كل معارضة سلمية لسياستهم وكل انتقاد لمواقفهم سيردون عليه بالدم، ولا يهم بعدها لو خرج علينا الفقيه الريسوني ووزير العدل والناطق الرسمي باسم الحكومة، ليقصوا علينا حكاية «بيع القرد والضحك على من اشراه».
وحين يتعلق الأمر بمحاربة الفساد يكتفي بنكيران بإخراج الملايير من المال العام زاعما إسقاطه، أما في ما يخص فصل التكوين عن التوظيف فلا تتردد الحكومة في إخراج «الزرواطة» لإيصال كلمتها للشعب، بعدما استطاعوا، بحكم مناصبهم، تدبر تعليم عال ووظائف سامية لأبنائهم وعشيرتهم، أما ما تبقى من أبناء المغاربة فقد نالوا حصتهم من القمع، في تنفيذ صريح لما قاله بنكيران قبل أسبوع في ملتقى شباب العالم القروي في أوريكا، حين أكد أن «السياسة ليست هي أن تفعل الأشياء التي ترضي الناس وتفرحهم».
لقد أثبت القمع المفرط ضد الأساتذة المتدربين أن الحكومة الحالية لم تعد مسنودة بأية قوة شعبية من جانب المغاربة، وأكثر من ذلك فقد خرج عدد كبير من أعضاء حزب العدالة والتنمية ومنتخبوه في المدن والقرى، يتبرؤون من زعيمهم عبد الإله بنكيران، بعد مجزرة «الخميس الأسود»، وحتى «فرسان العدالة والتنمية» على مواقع التواصل الاجتماعي فقد أصابهم الخرس جراء هول ما وقع، وأصبح شعار «مع بنكيران لولاية ثانية» شعارا يثير سخرية وحنق المغاربة، بعدما تبين الآن وبالملموس أن السي عبد الإله لم يعد سوى ذكرى سياسية سيئة وبأن احتماءه وراء «الزرواطة» ليس سوى ترجمة لضعف هذه الحكومة وجبنها، وفشلها في أن تحقق لأبناء الشعب المغربي الكرامة والصحة والشغل والتعليم.
ما وقع للأساتذة المتدربين سيكون له ما بعده في الأيام القادمة وإلى الانتخابات التشريعية المقبلة، أما حزب اسمه العدالة والتنمية وزعيمه عبد الإله بنكيران، فقد أصبحا يقدمان خدمة سد الخصاص في القمع، وخرجا من الباب الخلفي للتاريخ، ولن تكفيهما كل مياه زمزم للتطهر والاغتسال من دماء الشعب،.. «شوف باش تغسل آالسي عبد الإله»!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى