الرئيسية

عبد الغني مثقال (مدير المصحة الملكية السابق) وصفه الحسن الثاني بالموسوعة الطبية ورقاه محمد السادس إلى درجة «جنرال دوبريغاد»

حسن البصري

 

 

 

 

ظل عبد الغني مثقال حاضرا ضمن الطاقم الطبي الملكي، وعاش فترة طويلة مع الملك الراحل الحسن الثاني، كما قضى فترة من حياته مع عاهل البلاد محمد السادس، بل إن العارفين بشخصية هذا الرجل العسكري يجمعون على إعجاب الحسن الثاني بأدائه ومهنيته، فقد كان قاموسا ومجلدا طبيا مخضرما يستحيل تعويضه.

ويروى أن الحسن الثاني كان يستدعيه لاستشارته حول طبيعة وتفاصيل مرض حتى ولو كان نادرا، وهو يراهن على قدرة عبد الغني على تقديم التوضيحات اللازمة دون الحاجة للاستعانة بكتاب أو موسوعة علمية، بل إن الحسن الثاني ظل يحث مرافقيه على الاستعانة بمثقال حين يتعلق الأمر بقلق طبي، كما ظل يثني على مهنيته وجديته.

عاش عبد الغني حالة من الاستنفار في الساعات الأخيرة من حياة الحسن الثاني، وظل مرابطا في المستشفى متابعا لنبضات الملك، بل إنه أعلن حالة استنفار قصوى في المصحة الملكية وقيل إنه كان يشتغل وهو يصادر دموعا متحجرة في عينيه.

مات الحسن الثاني فضم محمد السادس عبد الغني مثقال إلى طاقمه الطبي، لإيمانه بجديته أولا كعسكري، ولأنه كان عصاميا وباحثا وموسوعة طبية متحركة، بل إن العاهل المغربي عزز مكانته في الجيش بترقيته إلى درجة «جنرال دوبريغاد».

غاب الطبيب عن العيادة بسبب مرض طارئ، وفي صبيحة يوم الأربعاء 14 أكتوبر 2015، لفظ آخر أنفاسه عن عمر 77 سنة، وفي اليوم نفسه، وتحديدا بعد صلاة العصر، تم تشييع جثمان «الجنرال دوبريغاد» عبد الغني مثقال، مدير المصحة الملكية سابقا، في موكب جنائزي مهيب، تقدمه ولي العهد الأمير مولاي الحسن.

ووري جثمان الفقيد الثرى بمقبرة «الشهداء» بالرباط، بحضور أفراد أسرته، وعدد من مستشاري الملك، وعدد من أعضاء الحكومة، وضباط سامين وشخصيات سامية مدنية وعسكرية.

وجاءت وفاة مثقال بعد مرض أبعده عن الأنظار، لكنه ظل يتواصل حتى في آخر أيامه مع محيط العيادة الطبية، بل إن أفراد عائلته ظلوا يحثونه، وهو على فراش المرض، على التركيز أكثر على تناول الأدوية واتباع تعليمات الأطباء، لكن الرجل تمرد على المرض وكان يشعر وكأن الداء يباعد بينه ومهامه الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى