الرئيسية

عصابة في مراكش استولت على عقار للأحباس بالملايير وباعت جزءا منه للجزولي

العمدة السابق يتهم أحد أفرادها بالنصب والاستيلاء على 500 مليون سنتيم

مراكش: عزيز باطراح

من المقرر أن تمثل عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، صباح اليوم الأربعاء، متهمين بالاستيلاء على عقار في ملكية الأحباس تقدر قيمته بالملايير، بعقود ووثائق مزورة.
وكان قاضي التحقيق قد أحال اثنين من أفراد العصابة المذكورة على المحاكمة في حالة اعتقال، ويتعلق الأمر بأستاذ متقاعد ووسيط عقاري، إضافة إلى موظفة جماعية بمدينة اليوسفية تم تقديمها إلى المحاكمة في حالة سراح.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية قد قررت في الجلسة السابقة تأخير مناقشة ملف القضية إلى غاية اليوم الأربعاء، وذلك من أجل استدعاء الموظفة ببلدية اليوسفية، والتي قرر قاضي التحقيق متابعتها في حالة سراح.
وتعود تفاصيل الملف إلى منتصف شهر فبراير الماضي، عندما أوقفت الشرطة القضائية الأستاذ المتقاعد، للاشتباه في تزويره لعقود ووثائق تمكن بواسطتها من الاستيلاء على عقار في ملكية أوقاف مراكش تقدر مساحته بحوالي 12 هكتارا، قبل أن يبيع جزءا منه تقدر مساحته بحوالي هكتارين لعمر الجزولي، العمدة السابق لمراكش، وهو الجزء الذي تستغله شركة سيارات على سبيل الكراء منذ عقود مضت، ما جعل العمدة المذكور يتقدم بشكاية ضد الأستاذ متهما إياه بالنصب عليه والاستيلاء على حوالي 500 مليون سنتيم.
وكانت الشرطة القضائية لمراكش قد استمعت في وقت سابق، من شهر دجنبر الماضي، إلى كل من عمر الجزولي و«سعيد.و»، الأستاذ المتقاعد، وثلاثة أشخاص آخرين، في شأن العقار المذكور، والذي تم الاستيلاء عليه بواسطة عقود مزورة، قبل أن يعمد الأستاذ المتقاعد إلى بيع جزء منه لفائدة الجزولي.
هذا، وباشرت مصالح الشرطة القضائية أبحاثها في هذه القضية بتعليمات من الوكيل العام، إثر شكاية تقدم بها أحد الأشخاص، اتهم من خلالها الأشخاص سالفي الذكر بكونهم تواطؤوا وزوروا عقود إراثة واستمرارات، مكنت «سعيد.و» من الاستيلاء على العقار الحبسي المقدرة قيمته بالملايير، قبل أن يبيع جزءا منه لفائدة العمدة السابق لمدينة مراكش.
من جهتها، بادرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى تقديم شكاية في النازلة بواسطة ناظر أوقاف مراكش بخصوص العقار نفسه، اتهمت من خلالها الأشخاص سالفي الذكر بالاستيلاء على عقار حبسي، بواسطة عقود ورسوم مزورة.
وحسب شكاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي تتوفر «الأخبار» على نسخة منها، فإن المسمى «سعيد.و» اقتنى بتاريخ 03 يونيو 2014، بقعة أرضية من الملك الحبسي المسمى «جنانات أحجار»، الواقع بين طريقي مراكش الدار البيضاء ومراكش آسفي، والبالغ مساحتها حوالي 12 هكتارا، وذلك اعتمادا على رسم إراثة مزور، حسب الشكاية، مكنه من الاستيلاء على هذا العقار، قبل أن يعمد إلى بيع جزء منه لفائدة عمر الجزولي، قدرت مساحته بحوالي هكتارين، بتاريخ 13 يوليوز 2015، وهو الجزء الذي تستغله شركة «رونو» لبيع السيارات على سبيل الكراء، منذ قرابة 40 سنة.
وكان عمر الجزولي قد أكد في تصريح سابق لـ«الأخبار» أنه فعلا اقتنى جزءا من العقار المذكور من «سعيد.و»، بواسطة عقد عدلي ووثائق صحيحة. كما أنه سبق وأن تقدم بدعوى استحقاق ضد وزارة الأوقاف التي تحتل العقار الذي اشتراه، والبالغ مساحته حوالي هكتارين، وأصدرت محكمة الاستئناف قرارا قضى بأحقية الجزولي في العقار المذكور.
من جهته، سبق لـ«سعيد.و» أن أكد في تصريح لـ«الأخبار» أنه فعلا باع جزءا من العقار لعمر الجزولي، وأن الوثائق التي بحوزته صحيحة وغير مزورة كما تدعي نظارة الأوقاف، وهي الوثائق التي استند عليها في بيع جزء من العقار لعمر الجزولي، «فكيف يمكن للمشتكين اتهام الجزولي بالتزوير؟»، يقول سعيد في تصريحه للجريدة، مضيفا أن نظارة الأوقاف سبق وأن أدلت بوثائق في مواجهة عمر الجزولي وأشخاص آخرين، غير أن المحكمة قضت بعدم شرعيتها في مجموعة من القضايا، وبالتالي«لا حق لها أن تتهم الناس بالتزوير وتدعي امتلاكها للعقار المذكور».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى