الرئيسيةحوادث

قرويون يحاصرون ثلاثة دركيين طوال ساعات بنواحي كتامة

حاصر العشرات من المواطنين بدوار “إيمواتن” بجماعة “تاسماوت” بقيادة كتامة، ثلاثة من رجال الدرك الملكين طيلة مساء أمس الثلاثاء، ومنعوهم من التحرك إلى حين حضور قياديين في الدرك وممثل النيابة العامة وممثلي السلطات، لفتح تحقيق في الموضوع.
وقد تضاربت المعلومات بشأن حقيقة ما حصل، إذ في الوقت الذي ذكر فيه مسؤول محلي في السلطة ل “الأخبار”، أن الأمر يتعلق ب”نوع من التسيب، باعتباره تطاولا على اختصاصات الدرك”، أكد بعض الأهالي أن الدركيين الذين حلوا بالدوار “لم يكونوا في مهمة قانونية”، ما يعد في نظرهم “شططا في استعمال السلطة”، خاصة بعد إقدامهم على “مداهمة بعض مساكن مواطني المنطقة، بداعي محاربة القنب الهندي”.
وأفاد شهود عيان من الدوار ذاته، في اتصال مع “الأخبار”، أن حصار الدركيين انطلق من الساعة الثالثة بعد زوال الثلاثاء، واستمر إلى ساعات الليل، بالرغم من محاولات منتخبين بالمنطقة، على رأسهم محمد الأعرج البرلماني عن الحركة الشعبية، ثني السكان الغاضبين عن محاصرة الدركيين الذين وجدوا أنفسهم في ورطة حقيقية، بعدما كانوا بصدد “حملة اعتيادية بالمنطقة لمحاربة زراعة القنب الهندي والاتجار فيه”، بحسب ما صرحوا به بعين المكان.
وبعد ساعات طويلة من التفاوض والاتصالات وتقديم وعود للسكان الغاضبين بعدم تكرار ما حصل وعدم اعتقال اي أحد منهم بسبب هذا الحادث، جرى أخيرا “تحرير” الدركيين المعنيين، إثر حضور مسؤولين محليين بعين المكان.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الدركيين الثلاثة حلوا بالدوار، بداعي البحث عن محصول القنب الهندي وتوقيف المتهمين بزراعته والاتجار فيه. وبمجرد أن داهموا منزل أرملة، حتى شرعت في الصراخ، فهرول باتجاهها العشرات من سكان الدوار لمؤازرتها. وعندما حاول رجال الدرك الملكي الانطلاق على متن سيارة من نوع “رونو19″، هب السكان الغاضبون إلى تطويقهم، ومنعوهم من المغادرة إلى حين قدوم والي الجهة ووكيل الملك والقائد الجهوي للدرك الملكي، للوقوف على حقيقة الوضع، وزاد من احتقان الموقف أكثر، عثور الأهالي على أسلحة بيضاء، عبارة عن سيوف وأدوات أخرى حادة ومبلغ مالي قُدر بمليوني سنتين، بالصندوق الخلفي للسيارة.
وأظهر شريط فيديو وصور “وثقت” لهذا الحادث، حالة من الاحتقان التي سادت طوال عدة ساعات، في ظل “استسلام” رجال الدرك الذي رفضوا الدخول مع الأهالي في مواجهة، خوفا من رد فعل انتقامي اتجاههم أو أي انفلات غير محسوب العواقب، كما ردد السكان شعارات غاضبة وصفت رجال الدرك المحاصرين بممارسة “الابتزاز” و”مخالفة القانون”.
وتكررت مثل هذه الحوادث في الآونة الأخيرة ببعض المناطق القريبة، إذ سبق لسكان أحد دواوير منطقة غفساي أن حاصروا دركيين اثنين ليلا، بعد أن أقدما على مداهمة أحد المنازل بداعي البحث عن صاحبه المتهم بزراعة القنب الهندي، في غياب إذن قضائي. وقد حاول الدركيان الفرار من قبضة سكان الدوار، إلا أن سيارتهما انقلبت في منحدر شديد الخطورة بالمنطقة. كما حاصر بعض المواطنين، في وقت سابق، دركيين آخرين على طريق جهوية بين منطقة “أحد أولاد زباير” بتاونات وبلدة “وادي أمليل” بتازة، بعد أن تبين لهؤلاء السكان أن الدركيين كانا “يبتزان” أصحاب السيارات التي تمارس النقل السري عند حاجز طرقي، بدعوى أنهما “لم يكونا في مهمة رسمية”، بل الأكثر من ذلك ادعوا أنهما “كان يقومان بهذا العمل خارج النفوذ الترابي المسموح به لأداء مهامهما”.محاصرة الدركيين بكتامة (3)محاصرة الدركيين بكتامة (1)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى