الرئيسية

كريم أشرقي.. زوج شميشة الذي يتردد على المطبخ رغم أنفها

ولدت شميشة الشافعي في عمق قبيلة امزاب سنة 1974، وسط أسرة جد محافظة وافقت بالكاد على تمكين الطفلة من ولوج المدرسة، لكن العقدة التي لازمتها خلال بداية مسارها التعليمي، هي اسمها الشخصي شميشة الذي كان محل استغراب مدرسيها وزملائها، حتى انتابتها رغبة في التخلص منه حين كان الأمر يصل حد السخرية.
«شميشة» هو تصغير للشمس ويرمز للإشعاع، مكن التلميذة النجيبة من اسم شهرة مبكرا، علما أن تسميتها بهذا الاسم جاءت بناء على توصية من جدها لابنه (والد شميشة) لأن الجد كان متيما بسيدة وجدية تحمل رصيدا من البركة، فظل يهيم بها وأصر على تخليد اسمها فاستجاب ابنه للملتمس.
وحسب شميشة، فإن «شرف حمل هذا الاسم يقتصر على ثلاث مغربيات في الدار البيضاء ووزان ثم وجدة».
تزوجت شميشة سنة 1992 من كريم أشرقي وعمرها 18 سنة فقط، وهي أم لولدين «ريان» و«مليك»، لذا رافق كريم زوجته من أسفل سلم الشهرة إلى أعلاه، وكان مستشارها في كثير من المحطات التي توقفت فيها، خاصة على المستوى الإعلامي، سيما وأن دخول قفص الزوجية تزامن مع بداية شميشة في العمل بالإذاعة والتلفزيون، حيث التحقت به في شتنبر 1992 مع شركة إنتاج مغربية، من خلال تقديمها لبرنامج ترفيهي بعنوان «الكلمة الصحيحة»، وبعدها نشطت برنامجا للأطفال تحت عنوان «المسالك الثلاثة»، ثم برنامج حول البيئة يحمل عنوان «نحن والبيئة»، وتلاه برنامج يومي في الإذاعة خاص بكل ما يتعلق بشؤون المرأة، من تدابير منزلية، تربية الأطفال، الطبخ وغيرها.. لكن الزوج ظل بعيدا عن أضواء «شميشته» لأنه يفضل أن يحمل اسم كريم وليس زوج شميشة، معدة ومقدمة برامج الطبخ.
ورغم ارتباطه بخبيرة طبخ فإن كريم ظل يتردد على المطبخ بين الفينة والأخرى، تقول شميشة في أحد حواراتها التلفزيونية: «راجلي كيبغي يصايب الأطباق ديال المقرونية»، وتضيف أن زوجها يصر على مساعدتها في طهي كثير من الوجبات لكنها ترفض هذا الدعم، «أستفيد من حين لآخر من مساعدة زوجي في مهمة الطهي، عندما يتعذر علي القيام بذلك بسبب إكراهات العمل، لكن عندما تطول فترة غيابي عن البيت، بسبب اضطراري للسفر إلى الخارج من أجل عقد الندوات أو لتنظيم ورشات الطبخ، أفضل وجود مساعدة بالبيت للاهتمام بشؤونه». وغالبا ما ترفض شميشة الإعداد التشاركي للوجبات المنزلية، لأن زوجها «تيدير شويا ديال الروينة»، ولأنها تحبذ تدبير المطبخ بشكل يراعي رغباتها.
مع ذلك، يظل الراحل عبد الرحيم بركاش، بالنسبة للشافعي، رجل المطبخ بامتياز، بل إن الدموع انسابت على خديها بمجرد ذكر اسمه، خلال استضافتها في برنامج «رشيد شو»، حيث قالت إنه «صاحب خصال حميدة كثيرة، وكانت لديه كاريزما خيالية، ولديه تمكن وإلمام باللغتين العربية والفرنسية، وطريقة خاصة يمر بها في شرحه وتقديمه للوصفات بين هاتين اللغتين، وهو ما كان يبهرني، لقد ساعدته تجربته في وكالة المغرب العربي للأنباء».
تصر شميشة على مرافقة زوجها خارج المغرب كلما أتيحت فرصة الاشتغال هناك، فقد شاءت الصدف أن تحتفل بعيد ميلادها في إمارة دبي رفقة زوجها وعدد من الأصدقاء، بل إنهما حضرا سويا معارض نظمت بأوربا قدمت خلالها عروضا في فن الطبخ لزائرات تلك المعارض، على غرار ما حصل في معرض «سماب أمستردام».
ولم تقتصر الزيارات الثنائية على أوربا بل امتدت إلى دول عربية، خاصة حين تمت دعوة شميشة سنة 2008 لحضور مهرجان للطبخ في العاصمة الجزائرية، حيث تم تكريمها من طرف صحيفة «الشروق» المحلية التي اعتبرتها سفيرة الطبخ المغربي في العالم. وفي مثل هذه الأنشطة تستغل الشافعي وزوجها الفرصة للتعرف على ثقافات وعادات غذائية أخرى تساعدها على استكمال خبرتها في مجال الطبخ.
لكن مهما خبرت هذا المجال، يبقى «الكسكس» الذي تعده والدتها الأقرب إلى قلب ومعدة شميشة، سيما إذا كان مرفوقا بكؤوس لبن امزابي، كما تجد متعة في الجلوس حول مائدة مغربية بخضروات وقطانٍ عايشتها منذ طفولتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى