شوف تشوف

بانوراما

لهذا يجب تجنب النوم مع الهاتف الذكي

سهيلة التاور
«أُضيف نصف ساعة، ما يكفيني لزيارة «الإنستغرام» و«سناب شات»، ومشاهدة شريط فيديو على موقع «يوتيوب»». معظم الشباب اليوم يعترفون بقولهم لهذه الجملة. في كثير من الأحيان، الناس الذين يستخدمون هاتفهم المحمول في السرير ينامون والجهاز في أيديهم. وهي من الممارسات التي باتت مشتركة على نحو متزايد، على جميع المستويات العمرية، نظرا لانتشار استخدام الهواتف النقالة (قدرت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2014، عدد المشتركين في جميع أنحاء العالم بـ6.9 ملايير). بعد يوم طويل من العمل أمام شاشة الكمبيوتر، لا يعتبر الاستلقاء للاسترخاء وهاتفك الذكي بين يديك، فكرة جيدة.
خاض موقعا « Hopes» و«Fear» في البحث حول هذا الموضوع وسألا العديد من الخبراء العاملين في مختلف مجالات البحث العلمي. والأجوبة ستجعلك بدون شك تترك هاتفك الذكي على الطاولة بجانب السرير.

مقالات ذات صلة

اضطراب في النوم
فوفقا للورين هيل، أستاذ مساعد في الطب الوقائي في جامعة «ستوني بروك»، يمكن للشاشات تعطيل ثلاث آليات أساسية للنوم. أولا المدة التي نقضيها أمام شاشة تعتبر مدة مقتطعة من وقت النوم. ثم المضمون (الاجتماعي، العاطفي أو العنيف) الذي يُقدم المستخدم على رؤيته، يُخضع الدماغ لتحفيز نفسي ضار قبل النوم. وأخيرا، فإن الضوء الأزرق الذي ينبع من شاشات «LED» أو «LCD» ضار بشكل خاص.
من جهته، يقول براينل زولطوفزكي، أستاذ مساعد في قسم الكيمياء في الجامعة الميثودية الجنوبية، إن الضوء الأزرق هو الإشارة التي تسمح لنا بمعرفة اللحظة التي يبدأ فيها اليوم، ومن خلال تعرضنا لهذا للضوء قبل النوم، يفهم جسم المستخدم أن وقت الاستيقاظ قد حان. هذه الظاهرة تؤثر على الآلية الداخلية الخاصة بالوقت لدينا، ويمكن أن تؤدي، حسب منظمة الصحة العالمية، إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري والسرطان والاكتئاب ومشاكل في القلب.
إلى جانب ذلك، يؤدي التعرض لهذا الضوء إلى إلحاق ضرر كبير بالعين، فالتعرض المباشر للضوء الأزرق يمكن أن يحدث تلفاً في شبكية العين. وفي هذا الإطار، حذرت المؤسسة الأمريكية لتحليل شبكية العين، من أن الضرر الناجم عن الضوء الأزرق قد يؤدي إلى ما يعرف بـ«الضمور البقعي» للشبكية، والذي يسبب فقدان الرؤية المركزية؛ أي فقدان القدرة على رؤية ما هو أمامك. قد تكون هناك أيضاً صلة بين إعتام عدسة العين والضوء الأزرق، على الرغم من أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث في هذا الصدد. واستشهد «بيزنس إنسايدر» بطبيب عيون قال إنه بدأ يستقبل مرضى في الـ35 من عمرهم، وقد أصيبوا بغيام على العين وإعتام بالعدسة، كما لو كانوا في السبعينات من عمرهم، وعلى الرغم من أنه لا يمكن إثبات أن التعرض للضوء الأزرق يسبب فعلياً إعتام عدسة العين، فهذا الطبيب يعتقد أن هناك نوعاً من الصلة بين الأمرين، ولا تزال الأبحاث جارية حول تلك النقطة.

«النوموفوبيا»
تتمثل عوارض الإدمان على الهواتف الذكية أو الألواح الرقمية بمرض «النوموفوبيا»، مصطلح تم تحديده عام 2008 من قبل مختصين في بريطانيا، وذلك بعد معاينة مجموعة من التصرفات المرتبطة بالأجهزة الذكية، مثل أن يقوم الشخص بتفقّد هاتفه المحمول أكثر من 30 مرة يوميًا، أو أن يشعر بكل بساطة أنه يستحيل عليه الاستغناء عن هاتفه والعيش من دونه وعدم امتلاك القدرة على إطفائه. كما يتفقّد الشخص المصاب بهذا الرهاب الهاتف دومًا خوفًا من تفويت رسالة إلكترونية أو نصيّة أو مكالمة أو «إيميل»، ويتأكد من شحن البطارية باستمرار. وتنتشر «النوموفوبيا» بصورة أكبر بين فئة الشباب من عمر 18 إلى 24 عاماً، حيث أفاد 77 في المائة منهم أنهم لا يستطيعون التواجد بعيداً عن هواتفهم المحمولة لثوانٍ معدودة، بينما بلغت هذه النسبة 68 في المائة بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاماً. وبيّنت كذلك أن النساء بتن مهووسات بتفقد هواتفهن أكثر من الرجال..

تأثُر الذاكرة
في الليل، يكون الدماغ نشيطا، تقريبا، أكثر مما هو عليه خلال اليوم. وعادة يمر بثلاث عمليات لـ«الفرز» على مستوى أفكارنا. وهذا ما يفسره لاري د. روزين، وهو طبيب نفساني وباحث في جامعة ولاية كاليفورنيا، فـ«الانفراد في راحة فوق السرير للخلود للنوم» يسمح للدماغ بالبحث في ما استوعبه وقام به خلال النهار، من خلال ما يعتبره مهما، (العناصر التي تعتبر زائدة يقوم الدماغ بإقصائها)، وفي الأخير، يكون الدماغ قد عمل بجد وتعب، وبالتالي يتم تنظيفه بواسطة السائل الشوكي الذي يتدفق من الفقرات الصدرية، والتي تفتح بلطف أثناء الليل». فعندما لا تشعر بالانزعاج خلال النوم، تتم هذه الخطوات بشكل متزامن. أما عندما تظل مرتبطا بهاتفك وتسهر أمام شاشته، فالدماغ يقصي عملية من عملياته الاعتيادية الضرورية، وبالتالي تحدث سلسلة من الاضطرابات على مستواه. نحن لا ندرك ذلك لأننا نكون تحت تأثير قوي ومكثف، الشيء الذي لا يجعلنا نشعر بهذه الاضطرابات إلا بعد مرور الوقت. ولكن هذا يؤثر على ذاكرتنا وعلى نمونا. وفي الوقت نفسه تتأثر كل الأعضاء الأخرى تقريبا».

انتشار الإشعاعات
أكد تقرير صحي أنه توجد قيمتان لتردد الإشعاعات المنبعثة من «الموبايل»: الأولى 900 ميجا هرتز والثانية 1.8 ميجا هرتز، مما يعرض الجسم البشري لمخاطر عديدة، مشيرا إلى أن محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الإشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير، كما أن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من «الموبايل» أقوى من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم والمعروفة بأشعة «إكس».
وأشار عالم كيميائي ألماني يعيش وحيدا في شقته بميونيخ، إلى أن الهاتف المحمول يمكن أن تنبعث منه طاقة أعلى من المسموح به لأنسجة الرأس عند كل نبضة يرسلها، حيث تنبعث من التليفون المحمول الرقمي أشعة كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز على نبضات ويصل زمن النبضة إلى 546 ميكرو ثانية ومعدل تكرار النبضة 215 هرتزا.

 نقصان في الخصوبة
قام فريق من الباحثين بقيادة فيونا ماثيوز من جامعة إكستر بإنجلترا، بالبحث في مسألة العقم. فتبين أن 1492 من الرجال الذين تعرضوا للإشعاع الكهرومغناطيسي لهواتفهم الذكية، أصبحت عملية تنقل الحيوانات المنوية لديهم تتناقص بنسبة 8 في المائة، فيما تناقصت حيويتها بنسبة 9 في المائة.

الاكتئاب
خلصت أكثر من دراسة إلى أن تصفح المواقع الاجتماعية ومتابعة تفاصيل حياة الآخرين يؤديان إلى خلق مشاعر سلبية، من قبيل الغيرة والحسد والاكتئاب والعزلة والتوتر. وأن الضوء المنبعث من الشاشة وتحديدا في الليل يرهق العيون ويقطع دورة النوم ويتسبب بالأرق. ومن ناحية النظافة، فإن الهاتف يحتوي على كم هائل من البكتيريا تعادل ما يوجد عادة في الحمام. كما أن الاستماع المتواصل للموسيقى العالية يضر بحاسة السمع.

اشتعال الوسائد
إذا لم تكن قادرا على الانفصال عن هاتفك الخاص بك خلال الساعات القليلة من فترة نومك، فلا تضعه تحت وسادتك. فالوسائد مصنوعة من مكونات سريعة الاشتعال. فإذا تركت هاتفا نقالا مرتبطا بالشاحن طوال الليل يمكنه أن يتسبب بسهولة في الاشتعال ومن تم الاحتراق، فالعديد من الناس أصيبوا بحروق في اليدين والوجه. يقول شاد روف، أستاذ مساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية، إن غرفة النوم مخصصة للنوم والعلاقات الحميمية فقط، فقد حان الوقت لترك هواتفنا بعيدا عن سريرنا.

التأثير على السمع
يمكن أن يؤدي الاستماع إلى الأغاني بصوت مرتفع على جهاز الهاتف المحمول، إلى أضرار في خلايا السمع المسؤولة عن تحويل الأصوات المحيطة إلى إشارات تنتقل إلى الدماغ، ويسبب ذلك ضعفا في قدرة الأذن على تمييز الأصوات.

ألم العنق
يزن دماغ الإنسان حوالي 5 كيلوغرامات وسطياً، وعند الجلوس لفترة طويلة في وضعية الانحناء إلى الأمام أثناء كتابة الرسائل على الهاتف، يسبب ذلك ضغطاً كبيراً تنتج عنه آلام في الرقبة، ويمكن أن يمتد الألم إلى العمود الفقري أيضاً.

ألم وتشنج في اليد
ينتج عن قضاء وقت طويل في كتابة الرسائل النصية وممارسة الألعاب على أجهزة الهاتف المحمول، ألم وتشنج في رسغ وأصابع اليدين، ويمكن أن يتطور الأمر إلى الإصابة بالتهاب الأوتار والساعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى