سري للغاية

محمد الشلي (حفيد ملك تونس) الحسن الثاني يمنح الجنسية لابن الملك المطرود ويعينه طبيبا بتطوان

حسن البصري

 

في سنة 1957، أعلن الحبيب بورقيبة سقوط نظام محمد الأمين باي، ونصب نفسه رئيسا لتونس مع استبدال نظام الباي الحسيني بالنظام الجمهوري. كان أول قرار اتخذه الحبيب هو مصادرة أملاك محمد الأمين الذي كان حاكما لتونس، وطرد أبنائه من القصر، رغم أن بورقيبة كان مقربا من عائلة محمد الأمين باي.

عاشت تونس على إيقاع الانقلابات، فبعدما انقلب بورقيبة على الأمين، انقلب زين العابدين بن علي عليه، قبل أن يطيح «الربيع العربي» بالرئيس التونسي، وتعيش تونس على إيقاع تغيير حكامها.

صمت أفراد عائلة الحاكم التونسي السابق، قبل أن يتكلم الأحفاد، بدءا بسلوى وانتهاء بالشلي، مرورا بمحمد علي، حيث أجمعوا على سوء المعاملة التي عوملت بها الأسرة الحاكمة من طرف الحبيب بورقيبة، وكيف انتهى بهم القدر في الهامش.

عاش أبناء وحفدة آخر ملوك تونس محنة حقيقية، بعد أن لفظهم بورقيبة مباشرة عقب حصول تونس على استقلالها. في اعترافات يتحدث الطبيب شفيق عن رحلة بعض أفراد أسرة الملك المخلوع إلى المغرب، حيث حزمت العائلة حقائبها لتهاجر إلى شمال المغرب هروبا من معاناة رهيبة دامت خمس سنوات، بدأت باعتقال الباي ومصادرة ممتلكاته، ثم الحجز على مصحة والده الدكتور محمد الشلي، وكان أشهر الأطباء الجراحين بتونس.

قال حفيد ملك تونس، الدكتور شفيق الشلي، في تصريح صحفي: «هربنا إلى المغرب بعد أن عاشت العائلة خمس سنوات كانت الأسوأ في تاريخها، وأعطانا الحسن الثاني الجنسية المغربية. كانت والدتي ليليا ترغب في الهجرة إلى بلد نظامه السياسي شبيه بتونس الملكية، فقررنا الهجرة إلى المملكة المغربية».

عاشت الأسرة في مسكن تابع لمستشفى «سانية الرمل» بتطوان، كان الطبيب يشتغل في قسم الولادة، حيث قررت الأسرة طي صفحة الماضي، والعمل من أجل تدبير عيش كريم بعيدا عن نظام بورقيبة الذي رسم للملك السابق صورة سيئة عن الباي الملك المخلوع، وحاول في لقاء مع الحسن الثاني دفعه لطرد الطبيب ووالدته من المغرب، كي لا يصبح نقطة جذب لمعارضي نظام الحبيب.

في كتابها «نساء وذاكرة»، تتحدث زكية باي، ابنة محمد الأمين باي، عن الظروف التي عاشها والدها آخر سنوات حياته، وكيف كان يرغب في مغادرة تونس نحو المغرب أو ليبيا أو تركيا، وعن اعتقاله وجنازته البئيسة، وكيف كان موقف الملك الحسن الثاني واضحا، حين رحب بأفراد الأسرة ومنح بعضهم الجنسية المغربية، متصديا لغضبة بورقيبة الذي أرسل موفدا عنه إلى الرباط لثني الملك عن قرار استضافة حفدة الباي دون جدوى.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى