الرئيسيةسياسية

مراكش تجمع رؤساء الشرطة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تنويه بالتجربة الأمنية الدولية للمغرب منذ انضمامه للأنتربول

كريم أمزيان

اختتمت، مساء أول أمس (الثلاثاء) بمدينة مراكش، أشغال الاجتماع الرابع لرؤساء الشرطة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبجزر القمر، وجيبوتي، والسودان، والصومال، وموريتانيا. وناقش هذا الاجتماع المنعقد لأول مرة خارج مقر المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربول)، على مدى يومين، الوسائل والآليات الكفيلة بتعزيز التعاون بين الأنتربول ومصالح الشرطة بالدول المشاركة.
ويندرج اللقاء الذي حضرته 17 دولة وأربع منظمات، في إطار استمرارية الاجتماعات السابقة لرؤساء الشرطة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبجزر القمر، وجيبوتي، والسودان، والصومال، وموريتانيا، بهدف إرساء أسس جديدة للتبادل والشراكة والخروج بتوصيات بناءة لرفع مختلف التحديات الأمنية التي تعترض هذه الدول، بشكل مشترك.
وأكد محمد الدخيسي، المدير المركزي للشرطة القضائية، ويورغن ستوك، الأمين العام للأنتربول، أن الاجتماع الرابع لرؤساء الشرطة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذا جزر القمر، وجيبوتي، والسودان، والصومال وموريتانيا، سيقدم دعما ملموسا للجهود الرامية إلى تطوير التعاون الأمني.
وأجمع المسؤولان، خلال ندوة صحفية، عقب الجلسة الافتتاحية لهذا الاجتماع المنظم على مدى يومين، على التأكيد على أن مؤسسات الشرطة في الدول المشاركة تشكل جزءا من آلية التعاون والتنسيق الدولي، مشيرين بالمناسبة إلى أهمية مبدأ الأمن الجماعي.
وفي السياق ذاته، أبرز الدخيسي الذي يشغل أيضا منصب رئيس مكتب الأنتربول بالرباط، الإنجازات الكبرى التي تحققت في إطار التجربة الأمنية الرائدة بالمغرب، من خلال عمليات استباقية ساهمت في إحباط مجموعة من العمليات الإرهابية والإجرامية ومحاربة مختلف أشكال الجريمة.
هذه الإنجازات الملموسة، يضيف الدخيسي، جعلت المملكة تحظى باعتراف كبير من قبل المجموعة الدولية.
وبعدما ذكّر بانضمام المغرب إلى الأنتربول قبل 62 سنة، أوضح أن ذلك يشهد على الرؤية المتبصرة للمملكة في مجال التعاون الدولي، وعزمها الموصول على دعم جهود المجموعة الدولية في مواجهة مختلف أشكال الجريمة المنظمة، واحترام التزاماتها الدولية في إطار شراكة تعود بالنفع على الجميع.
وسجل أن هذا الاجتماع يوفر الفرصة أيضا للدول المشاركة من أجل تعزيز التعاون العربي ومتعدد الأطراف، عن طريق الأنتربول، وكذا لمناقشة القضايا الاستراتيجية والأمنية الراهنة، والاستفادة من النجاحات الكبرى التي تحققت في إطار التجربة الأمنية للمملكة.
من جانبه، نوه الأمين العام للأنتربول بانعقاد هذا الاجتماع بمراكش، المدينة التي كان لها شرف احتضان في أكتوبر 2007 الدورة الـ76 للجمعية العامة للأنتربول، مما يعكس الثقة التي تحظى بها المملكة لدى المجموعة الدولية، ويجسد الالتزام المتواصل للمغرب في مجال محاربة الإرهاب، والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وأشار إلى أن التعاون بين الأنتربول والبلدان الأعضاء يسير بوتيرة مدعمة، من أجل تقديم المعطيات والمعلومات الدقيقة والمحينة باستمرار لأجهزة الشرطة، قصد تمكينها من القيام بعمليات استباقية بشكل فعال.
وقال ستوك إنه وأمام عولمة الجريمة، لن يكون بوسع أية دولة بمفردها محاربة عوامل عدم الاستقرار وانعدام الأمن، مشددا على ضرورة تضافر الجهود، والتعبئة الجماعية من أجل مواجهة هذه التهديدات.
وأعرب في هذا الإطار، عن التزام الأنتربول بتقديم خبرتها وتعبئة جميع إمكانياتها التقنية والبشرية الممكنة، من أجل مواكبة أجهزة الشرطة في الدول الأعضاء في مواجهاتها اليومية لمختلف أشكال الجريمة. وسجل أن «الأنتربول لن تدخر جهدا في ابتكار وسائل بلورة هندسة أمنية قوية عبر العالم»، مشيرا إلى أن تعزيز قاعدة بيانات مشتركة يبقى مسألة «بالغة الأهمية «في مسلسل مكافحة مختلف أشكال الجريمة العابرة للحدود. وتابع أن الأنتربول تسعى جاهدة إلى جعل هذه البيانات مشتركة على أوسع نطاق بين الدول الأعضاء، مع الأخذ بعين الاعتبار الانشغالات والخصوصيات المتعلقة بكل دولة، سيما دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن جهة أخرى، أعرب ستوك عن جزيل شكره للملك محمد السادس، لاحتضان هذا الاجتماع الرابع بمراكش، وكذا نظير الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة للنهوض بالسلام والحفاظ على الاستقرار وتعزيز الأمن على المستوى الإقليمي والدولي.
من جهته، أعرب محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، عن امتنانه للاهتمام الخاص الذي يوليه المغرب للدفاع عن القضايا العربية وتعزيز الأمن والسلام على الصعيد الدولي، وكذا لدعمه الراسخ لتعزيز العمل الأمني العربي المشترك. وأشاد بالدعم الموصول لوزارة الداخلية المغربية والمديرية العامة للأمن الوطني لعمل الأمانة العامة للمجلس وتدعيم التنسيق بين مختلف هياكله، مهنئا يورغن ستوك على الثقة التي تم تجديدها في شخصه كأمين عام لمنظمة الأنتربول.
وقال كومان إن «مجلس وزراء الداخلية العرب يثمن هذا الاختيار عاليا، نظرا للجهود التي يبذلها يورغن ستوك لتوطيد التعاون بين الأنتربول والعالم العربي»، لافتا في هذا الصدد إلى إحداث مكتب للأنتربول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتنظيم هذا الاجتماع بالمدينة الحمراء، وتحفيز تبادل وجهات النظر بين مسؤولي هذه المنظمة الدولية ورؤساء الشرطة في الدول المشاركة. وأكد أن هذه الخطوة تنبع من وعي الأنتربول بحجم التحديات والإرهاصات الأمنية التي تعترض منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي يتعين تجاوزها، وتجسد تطلعات مصالح الأمن بالدول العربية لأجل عمل مشترك فعال في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى