الرأي

مرت من هنا شاعرة..

إذا عرفت أن..
الفاعل «منزوع» الضمير مستتر.. تقديره «هو أو هي».. مبني على الغياب «مرفوع» أقصد «دنيء» منزوع الرحمة.. مشحون باللامبالاة وسكون المشاعر.. وعلامة دناءته الابتسامة الصفراء المرتسمة بركن فمه الأيسر.. والمفعول به بريء «منصوب عليه دائما» مخدوع وعلامة خداعه الخيبة الظاهرة على قسمات وجهه.. فما هو الفعل وما هو إعرابه أقصد «عقابه»؟
الفعل حب.. وأحاديث الحب حلوى لذيذة بشرط أن لا نبتلعها..! فما بين غبطة الشهيق وغصة الزفير تحدث أمور كثيرة تترتب عليها استمرارية الدورة التنفسية من عدمها..!
لا حزنَ في النهايات.. طالما أنت محصن بإدراككَ الفطري أنّها آتية لا محالة.. كنت منذ حداثتي أبغض الأفلام ذات النهايات المفتوحة.. تعلمون ما أقصده.. تلك المتبرجة بماكياج الغموض ومساحيق الاستفهام.. فأظل أتساءل بسخف طفولي: هل هذه مزحة؟
هل هناك جزء ثان؟
هل مات البطل أم لم يمت؟
وماذا عن البطلة؟
اللعنة.!! فليمت البطل والبطلة معا ذلك لا يعنيني.. الجدير بالذكر هو أن نهايات الحب مشابهة لهذه النوعية من الأفلام في بعض الأحيان.. هل سنعود يوما وتجمعنا الطرق؟
هل ستعود المياه للجريان؟
هل سيعود الربيع من أعلى السهول؟
هل..؟ هل..؟ هل..؟
وتدفع أجفاننا الحانقة ضريبة تلك النهايات القاتلة بالسهر والحمى عن فم وهي صاغرة..!!
النهايات الحاسمة حادة ووقحة جدا لكنها رحيمة !! فقوافل الآفلين.. لم تترك أطلالها.. وما وقفت بكاءً.. لكن ما كان لنا.. ما زال لنا..
بوْحٌ.. رنينُ ضحكات.. لحظاتُ شغفٍ.. وترانيم صمت.. تختفي الكلمات.. ولا يختفي وقعها..
تختفي الشمس.. ولا يختفي وهجها..
لن تتركني الإشاراتُ.. فما كان بي.. ما زال بي..
ما زلت أتسلل إلى خفايا الأمر.. حيث الحس السادس.. أهيئ أسطورة لبقايا الليل..
أنحتُ تماثيلَ الصمت.. برفق.. كي تنطق..
حين أطرق ركبتها.. صارخة: انطقي.. انطقي..!
فأنا التي صنعتُك.. كي أجبركِ على الحياة..
بعدها أغادر بخفّةٍ.. وأضع أساطيري في صرّةٍ.. ربطتها على خشبة..
أتّخذ الطريق الأسهل.. قبل أن يفاجئني ذئب مفترس.. كما حصل مع ليلى..
فليس لي جدّة في كوخٍ.. ومرور صيادٍ عابرٍ أمرٌ مستحيل.. أتأبّط أشعاري.. قصصي.. حزني..
وأسلك الطريق الأسهل.. الذي يجنبي الوداعات..
فيقال:
ذات مرّةٍ.. مرت من هنا شاعرة.. لا تشبهُ أحدًا..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى