بانوراما

هذه أرباح البودكاسترز المغاربة

حمزة سعود
يشكل مجال البودكاست مصدر دخل لكثير من اليوتيوبرز المغاربة. العملية تتعلق بأرباح ونسب مشاهدة. بعد تسجيل مشاهدات مرتفعة على اليوتيوب يمكن جني أرباح تصل إلى آلاف الدراهم شهريا. هذا المجال وحسب ما توصلت إليه «الأخبار» يشكل استثمارا لعدد من البودكاسترز. الأرباح عن نسب المشاهدة تتجاوز 20 ألف درهم شهريا لدى هؤلاء البودكاسترز، فيما تفضل نسبة منهم عدم الاهتمام بالأرباح المادية فقط، على اعتبار أن توسيع قاعدة المتابعين وتسجيل نسب مشاهدة مرتفعة، من أهم الأولويات. هذا المجال مكن عددا من البودكاسترز المغاربة من الانفتاح على برامج إعلامية متعددة بالإضافة إلى مشاركات في عروض مسرحية، وفقرات إشهارية، دون إغفال بعض المشاريع والأعمال التي يعرض عليهم المشاركة فيها. «الأخبار» تكشف في هذا الملف، أرباح البودكاسترز المغاربة من اليوتيوب، وأهم الصعوبات التي واجهتهم خلال أولى خطواتهم في هذا المجال.

«سيمو» الصدراتي: «أرباحي من اليوتيوب تمثل مصروفا للجيب»
محمد الصدراتي، بودكاستر مغربي، شارك في مجموعة من المسابقات الكوميدية بالمغرب. يعالج مواضيع اجتماعية بشكل ساخر وكوميدي، في شكل حلقات مصورة على اليوتيوب، مدتها دقائق معدودة.
سنة 2013، «رفع» الصدراتي أول فيديو كوميدي على قناته في اليوتيوب. بعد ساعات سجل الفيديو نسب مشاهدة جيدة، وبعض التعليقات المشجعة، ليقرر منذ ذلك الحين مواصلة مسيرته في مجال البودكاست بالمغرب.
المواضيع التي يتطرق لها «سيمو» على قناته في «اليوتيوب»، تعالج العديد من القضايا الاجتماعية بالمغرب، يقول الصدراتي: «أستلهم المواضيع التي أعالجها في الحلقات من الحياة اليومية للمغاربة».
في حديث مع «الأخبار» قال إن أرباحه من اليوتيوب تتراوح بين 400 و1500 درهم شهريا، مشيرا إلى أن هذه الأرباح لا تمكنه من الاعتماد على الويب كمصدر مادي في الحياة اليومية.
وأوضح الصدراتي، بأن الأرباح التي يجنيها من اليوتيوب تمثل فقط «مصروفا للجيب»، بحيث أن الأرباح تظل ضعيفة مقارنة مع المجهودات التي يتم بذلها لإنتاج حلقات جديدة.
وصرح الصدراتي، بأن عددا من البودكاسترز المغاربة يعتمدون على حيل وتقنيات للرفع من نسب المشاهدة، وتحقيق أرباح بطرق تؤثر سلبا على سمعتهم وجودة الحلقات التي تبث على قنواتهم في اليوتيوب.
وأشار البودكاستر المغربي، إلى أن اليوتيوب مكنه من الحصول على فرص إشهارية متعددة، رفض الظهور فيها بسبب عدم تلاؤم محتوياتها مع طموحاته وأهدافه، مضيفا بأن اليوتيوب يمثل فرصة للشباب من أجل الوصول إلى قاعدة كبيرة من المتابعين.
وزاد نفس المتحدث، بأن مجال البودكاست، يتطلب معدات تقنية مكلفة، تقف عائقا أمام تطور العديد من «البودكاسترز» المغاربة وإنتاجهم لحلقات جديدة باستمرار، مشيرا إلى أن إنتاج حلقات جديدة يتطلب أسابيع من الإعداد.
وخلص الصدراتي إلى ضرورة إنشاء تجمع بين البودكاسترز المغاربة، قصد تحقيق طفرة في هذا المجال، سواء على المستوى التقني أو مضمون وجودة الحلقات، مشيرا في نفس الوقت إلى ضرورة استيعاب الشباب المغربي لأهمية الـ«ويب» والـ«يوتيوب» في معالجة الظواهر الاجتماعية التي تخص المجتمع المغربي.

حنان أمجد : «لا أهتم بالربح ورفضت عروضا إشهارية»
استطاعت تكسير هيمنة الذكور في مجال البودكاست بالمغرب، حنان أمجد تعالج من خلال إطلالاتها المستمرة على قناتها في اليوتيوب، مواضيع تربوية وثقافية ومجتمعية تهم شرائح متعددة من المجتمع المغربي.
حنان أمجد، التي شارف عدد زوار قناتها على اليوتيوب المليون زائر، أشارت في حديث مع «الأخبار» إلى أنها لا تتلقى أي أرباح من اليوتيوب، مبرزة عدم اهتمامها بذلك.
وأشارت أمجد إلى أنها تفضل الاشتغال على مواضيع ثقافية، رغم أنها تسجل نسب مشاهدة ضعيفة مقارنة مع باقي البودكاسترز المغاربة، مضيفة بأنها مهتمة بكسب الجمهور والوصول إلى قاعدة أوسع من المتابعين عوض التركيز على الأرباح المادية.
وأضافت أمجد: «نشأت في وسط مكنني من التخصص في مجال التربية والتعليم.. ترجمتُ هذه المكتسبات على شكل حلقات مصورة أعتمد فيها على تقديم الأفضل للمشاهدين في المجال التربوي».
أمجد أوضحت، بأن مدة إنتاج حلقة جديدة قد تستغرق شهرا كاملا من الإعداد، للتركيز على مختلف الجوانب التقنية، مشيرة إلى أن مدة إنجاز الحلقات تحددها طبيعة المواضيع وزوايا المعالجة.
وأشارت حنان، إلى أنها تحرص على التعاون مع باقي البودكاسترز واليوتيوبرز لإنتاج حلقات جديدة، كما نوهت بمبادرة من خالد الشريف، كانت تهدف إلى إقامة تعاون بين البودكاسترز المغاربة إلا أنها لم تجد طريقها إلى النجاح نظرا لبعض الصعوبات.
وأوضحت أمجد، بأن الانسياق وراء الربح المادي، يؤثر سلبا على إنتاج حلقات جديدة في هذا المجال، مشيرة إلى أن الإنتاج لـ«الويب» في المغرب يختلف كثيرا عن مجموعة من الدول الغربية.
وأكدت أمجد، بأنها رفضت العديد من الأعمال الإشهارية التي عرضت عليها، مبرزة بأن ولوج الشركات الإشهارية والإعلانية إلى هذا المجال، جعل العديد من البودكاسترز يهتمون بالأرباح المادية فقط.

سهيل الشاديني: «ما أستثمره يفوق 10 مرات ما أربحه»
يشهد له زملاؤه في مجال البودكاست بالمغرب بالتفوق على المستوى التقني، حسب ما استقته «الأخبار» من آراء بعض البودكاسترز.. يتابع دراسته في السنة الثالثة في مجال التصميم والغرافيزم.. يُتابع قناته على اليوتيوب أزيد من 78 ألف «يوتيوبر» وحلقاته تسجل نسب مشاهدة مرتفعة.
تلاؤم دراسته مع مجال البودكاست مكنه من إنتاج حلقات بجودة عالية ومستوى فني جيد، على مدى ثلاثة سنوات ونصف تمكن سهيل من جلب آلاف المتابعين من خلال فقرات كوميدية تتضمنها حلقاته على اليوتيوب.
يحكي سهيل في حديث مع «الأخبار» تفاصيل إعداده لأول حلقة مصورة في مجال البودكاست: «استلهمت بعض الأفكار من بودكاسترز فرنسيين وأمريكيين. بعد توضيب الفيديو ورفعه على اليوتيوب، سجل نسب مشاهدة عالية بالإضافة إلى تعليقات شجعتني على إعادة إنتاج حلقات أخرى جديدة، أَنشأت قناة أخرى على اليوتيوب بلغ عدد زوارها حاليا حوالي 5 ملايين مشاهدة».
بخصوص أرباحه من اليوتيوب قال سهيل، بأنها «ضعيفة جدا» وتكاد تكون منعدمة، فيما يعتمد بشكل كبير على الاستثمار في اقتناء المعدات التقنية التي يعتمدها في إنتاج حلقات جديدة، مبرزا أنه يستثمر حوالي 10 أضعاف ما يجنيه من أرباح اليوتيوب.
وأشار الشاديني، إلى ضرورة اعتماد البودكاسترز المغاربة على التعاون فيما بينهم لإنتاج حلقات ذات جودة على جميع المستويات، وذلك من أجل تطوير مستوى البودكاست بالمغرب، مشيرا إلى ضرورة دعم البودكاسترز من طرف المعلنين لتطوير هذا المجال بالمغرب.

خالد الشريف: «لا أتقاضى شيئا من اليوتيوب»
خالد الشريف، أحد الأسماء البارزة في مجال البودكاست بالمغرب، عُرف في البداية ببرنامج «بلاك موصيبة» على اليوتيوب. ابتداء من سنة 2009 بدأ خالد مسيرته في مجال البودكاست مستفيدا من منصة اليوتيوب في الوصول إلى شريحة واسعة من المشاهدين والمتابعين.
بعد اشتغال في مجال الويب دام حوالي ثلاث سنوات، انتقل خالد الشريف إلى إنتاج «كبسولات» كوميدية قصيرة تُخصص ضمن فقرات برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات المغربية، قبل أن يشرف على تدريب مجموعة من البودكاسترز الشباب ضمن إحدى المسابقات المخصصة لهذا المجال بالمغرب.
في حديثه مع «الأخبار» قال خالد إنه لا يتقاضى شيئا من اليوتيوب، وأن أرباحه من مجال البودكاست تكاد تكون منعدمة، مضيفا بأنه اشتغل على مدى سنوات في هذا المجال دون تلقي أي مكافآت مادية.
وأضاف الشريف: «غالبية البودكاسترز المغاربة يبصمون على انطلاقة جيدة، من خلال الحلقات الأولى التعريفية لبرامجهم، لكن عامل الاستمرار في تطوير وإنتاج حلقات جديدة يحول دون إكسابهم لمكانتهم الحقيقية بين باقي البودكاسترز الآخرين، الأمر الذي يدفع العديد منهم إلى التوقف عن إنتاج حلقات جديدة».
خالد الشريف، أشار إلى أن «المعلنين» المغاربة لا يهتمون بالإعلانات عبر اليوتيوب، الأمر الذي يؤثر سلبا على أرباح البودكاسترز المغاربة، مبرزا ضعف سوق الإعلانات بالمغرب في هذا المجال.
وأوضح الشريف بأن الاعتماد على الابتكار في إنتاج حلقات جديدة وتطوير المحتويات باستمرار يساهمان في جلب قاعدة أوسع من المتابعين، مضيفا بأن اليوتيوب يسمح بخلق تفاعلية تمكن من تطوير مستوى البودكاستر بشكل جيد.
وخلص الشريف إلى أن مجال البودكاست بالمغرب ما يزال في بدايته، وأن تطور الثقافة الرقمية يتطلب بعض السنوات.

محمد نصيب : أرباحي عن شخصية «بوزبال» تتراوح بين 5 آلاف و20 ألف درهم
شخصية «بوزبال» الشهيرة، التي يتم بث حلقاتها على اليوتيوب، مكنت محمد نصيب من الوصول إلى قاعدة أوسع من المتابعين.. تميزها في مجال الويب، حسب بعض المتابعين، راجع إلى اعتمادها على الأسلوب العامي الشعبي والبسيط.
على مدى سنوات من الاشتغال في هذا المجال رفع نصيب حوالي 17 حلقة على قناته في اليوتيوب. «يعكف» بمفرده على تطوير الشخصيات الكارتونية للسلسلة، وأحيانا ضمن فريق مساعد.. ويحرص على تجسيد ظواهر اجتماعية بمواقف كوميدية وهزلية.
بلغة الأرقام، تحصد فيديوهات محمد نصيب نسب مشاهدة عالية تتجاوز ملايين المشاهدات، عدد زوار قناته على اليوتيوب يقترب من 100 مليون زائر، فيما تحظى صفحته على الفيسبوك باهتمام حوالي مليون ونصف متابع.
محمد نصيب، قال في حديث مع «الأخبار» إن أرباحه من اليوتيوب تتراوح بين 5 آلاف و20 ألف درهم شهريا، مبرزا بأن أرباحه عن الحلقات الأولى، كانت ضعيفة مقارنة مع المجهود المبذول في تطوير شخصيات البرنامج.
وبرر نصيب، ضعف نسب مشاهدة بعض الفيديوهات، بصعوبة «استهلاك» اللهجة المغربية في باقي البلدان العربية، الأمر الذي يؤثر سلبا على أرباح عدد من البودكاسترز المغاربة، معتبرا بأن مجال البودكاست، يمَكن شريحة واسعة من اليوتيوبرز المغاربة من الانفتاح على مجالات أخرى.
وأشار نصيب، إلى أنه يفضل تطوير برنامجه الكارتوني ويطمح إلى توسيع قاعدة المتابعين مستقبلا، عوض الاشتغال لصالح بعض الجهات، معتبرا بأن أرباحه من اليوتيوب تمكنه من التفرغ إلى إنتاج حلقات جديدة وبشكل مستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى