شوف تشوف

الرئيسية

هذه حيل وأساليب سرقة السيارات المستعملة وهكذا تجني منها عصابات متخصصة ملايين الدراهم

حمزة سعود
تتزايد حالات السرقة التي تطول السيارات، والسبب هو تطور أساليب وتقنيات تنفيذ عمليات السرقة. العصابات المتخصصة باتت أكثر تنظيما في تنفيذ هذا النوع من الجرائم، باستخدام وسائل متطورة، أهمها تغيير أقفال أبواب السيارات واستدراج الضحايا عبر المواقع المتخصصة في مجال التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في البيع والشراء. وحسب ما وقفت عِنده «الأخبار»، فإن العديد من ضحايا سرقة السيارات بالمغرب يتم استدراجهم بغاية شراء سيارات معروضة للبيع على مواقع متخصصة في التجارة الإلكترونية، ثم تتم سرقة سياراتهم وما بحوزتهم. هذا ويعاد ترويج الأجزاء والمكونات الداخلية للسيارات المسروقة في بعض الأسواق المتخصصة في ترويج قطع غيار السيارات، إذ تلجأ العديد من العصابات المتخصصة في السرقة إلى تفكيك أجهزتها الداخلية، وإعادة طرحها للبيع لدى بعض الجهات المتخصصة.. «الأخبار» تكشف، في التحقيق التالي، أهم الأساليب المعتمدة في سرقة السيارات بالمغرب، وتنقل خبايا وأسرار العصابات المتخصصة في سرقة السيارات.

مقالات ذات صلة

تعتمد العصابات المتخصصة في سرقة السيارات المستعملة على العديد من الأساليب المتطورة في السرقة.. ومن بين هذه الأساليب استدراج سائقي السيارات اعتمادا على حيل وتقنيات متعددة، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع المتخصصة في التجارة الإلكترونية.
من خلال تصريحات نشطاء في مجال سرقة السيارات المستعملة، يبدو أن المتخصصين في هذا المجال يعمدون إلى استغلال حسن نية الضحايا، من خلال طلب المساعدة من السائقين في بعض الأماكن المحددة من طرف أفراد العصابة، حيث يتم استغلال ترجل السائق من السيارة وتركه المفاتيح داخلها.. الأمر الذي يستغله أفراد العصابة من أجل سرقة السيارة واقتيادها نحو وجهة مجهولة.
ومن بين الحيل والتقنيات المعتمدة في سرقة السيارات على مستوى الطرق الوطنية، رمي الزجاج الأمامي للسيارات بالبيض وبعض المواد الكيماوية التي تعكر الرؤية عبر الزجاج، حيث تتعكر الرؤية لدى السائق عبر الزجاج الأمامي للسيارة، الأمر الذي يدفعه لإيقاف السيارة والوقوف عند تفاصيل الحادث.
مِن أهم الأساليب التي يجري اعتمادها من طرف العصابات المتخصصة في سرقة السيارات، إشعار السائق بتلف إحدى العجلات الخلفية من طرف أحد أفراد العصابة، أو وجود خدوش على مستوى أحد الجوانب الخلفية.. وبعد ترجل السائق من السيارة، يجري استغلال المفاتيح إذا تركت داخلها في اقتيادها إلى وجهة مجهولة.
فضلا عن ذلك، يجري تنفيذ عمليات سرقة للسيارات باستخدام العنف والتهديد، بعد الاعتداء على مالكيها وسرقة ما بحوزتهم من ممتلكات، ثم الاستيلاء على المفاتيح واقتياد السيارة إلى أماكن مجهولة، قصد تفكيك أجهزتها الداخلية وإعادة بيعها لبعض الجهات المتخصصة في ترويج مكونات السيارات.
ويتم الاعتماد أيضا على أساليب أخرى لسرقة السيارات، منها لصق ورقة أو مواد كيماوية ملونة على مستوى الزجاج الأمامي أو الخلفي للسيارة، بحيث يجري استغلال ترك مفتاح التشغيل داخلها، الأمر الذي يتيح لأفراد العصابة المتخصصة في السرقة إمكانية اقتيادها إلى وجهة مجهولة.

حيل وأساليب ماكرة
أشارت بعض التصريحات التي استقتها «الأخبار»، إلى أن بعض المقاطع الطرقية على مستوى الطرق الوطنية، كانت تشهد في الأمس القريب العديد من حالات سرقة السيارات خلال ساعات متأخرة من الليل، إذ يتم تنفيذها اعتمادا على تقنيات وأساليب خاصة.
أفراد بعض العصابات المتخصصة في سرقة السيارات يعملون على تنفيذ عمليات سرقة على مستوى بعض الطرق الوطنية، حيث يتم رمي قطع البيض على الواجهة الزجاجية الأمامية للسيارة، في وقت تصبح الرؤية لدى السائقين شبه منعدمة، الأمر الذي يجبرهم على التوقف في مكان قريب من الحادث.
وتتوفر بعض العصابات المتخصصة في سرقة السيارات على مستودعات سرية، يجري داخلها تفكيك أجزاء السيارات ومكوناتها الداخلية، وبيع قطع الغيار الخاص بها، لبعض المتخصصين في ترويج أجزاء السيارات، بالإضافة إلى ذلك، يجري بيع أجزاء السيارات في بعض الأسواق العشوائية.
داخل هذه المستودعات، يجري أيضا تزوير لوحات ترقيم السيارات واستبدال مجموعة من المواصفات الداخلية والخارجية الخاصة بالسيارة، كما أن هذه المستودعات السرية تُمكن العصابات المتخصصة في السرقة من تفكيك أجزاء السيارات المسروقة وإعادة بيعها نظير استفادة المشرفين على المستودعات من نسبة هامة من الأموال.
ويستعين العديد من أفراد العصابات المتخصصة في سرقة السيارات بدراجات نارية من الحجم الكبير، تساعدهم في تنفيذ هذا النوع من الجرائم، كما تتم الاستعانة بغاز «الكريموجين» وبعض الأسلحة البيضاء التي تستخدم في حالات التهديد بالعنف.
ومن بين التقنيات والأساليب المعتمدة في تنفيذ عمليات سرقة السيارات، استدراج الضحايا إلى أماكن يجري اختيارها بشكل دقيق من طرف أفراد العصابة.
عمليات الاستدراج تُعتمد فيها المواقع الإلكترونية المتخصصة في البيع والشراء، وكذلك بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب بعض المعطيات التي توصلت بها «الأخبار»، فإن أفراد بعض العصابات المتخصصة في سرقة السيارات يعتمدون على دراجات نارية جيدة، تساعدهم على تنفيذ جرائم السرقة بعد الاعتداء على السائقين، واستغلال مجموعة من الحيل والأساليب للحصول على المفاتيح الخاصة بالسيارة.
وتُستعمل أيضا مجموعة من الحيل والأساليب قصد الحصول على مفاتيح السيارات، أبرزها إلقاء فأر صغير داخل السيارة، أو مداهمة أحد الضحايا بأسلحة بيضاء، فيما يقر مجموعة من سائقي السيارات بأن ترك المفاتيح لدى حارس السيارات قد يُمكن بعض الجهات من سرقة السيارة بعد استنساخ المفاتيح.
ومن بين التقنيات والأساليب المعتمدة في عملية سرقة السيارات، وضع عربات للأطفال وسط بعض الطرق بين الأزقة أو الشوارع داخل المدن، لإجبار السائقين على التوقف، على أن يتم استغلال استدراج السائق في انتزاع مفاتيح السيارة، تحت التهديد.
ويعمد أفراد بعض العصابات المتخصصة في السرقة، إلى إشعار سائق السيارة بوجود كمية مهمة من البنزين سالت من خلف السيارة، كما يتم أيضا وضع إحدى القطع الحديدية أو الكارتونية داخل «الشاكمة» الخاصة بالسيارة، لإزعاج السائق ودفعه للترجل منها قصد الحصول على المفاتيح، باستخدام العنف.

«الجلابة».. لطمس معالم وهوية السيارات المسروقة
لتجاوز إمكانية كشف جرائم سرقة السيارات، تلجأ العصابات المتخصصة في هذا المجال إلى استبدال الأجهزة الداخلية للسيارات المسروقة بأخرى تعرضت للتلف، أو غير صالحة للاستعمال، كما تتم إعادة تسويق الأجهزة الداخلية للسيارات لبعض الجهات المتخصصة.
وحسب معلومات استقتها «الأخبار» من مصادر عليمة في هذا المجال، فإن السيارات المسروقة يتم استبدال أجزائها الداخلية من خلال عملية متداولة بين المتخصصين في هذا المجال، يجري خلالها انتقاء الأجهزة التي تعمل بكفاءة جيدة ثم استبدالها بأجزاء عادية.
عملية «التلبيس» أو «الجلابة»، كما يطلق عليها، تلجأ إليها العصابات المتخصصة في هذا المجال لطمس المعالم الأساسية للسيارة، قبل إعادة صباغتها، بالإضافة إلى تزوير أرقامها التسلسلية.
عمليات السرقة تشمل كافة أنواع السيارات المحلية والأجنبية، ويجري استغلال قطع الغيار الخاصة بها، بعد تسويقها لصالح بعض الجهات المتخصصة في بيع وتسويق مكونات وأجزاء السيارات.
وتخضع مجموعة من السيارات لاستبدال جميع مكوناتها وأجزائها الداخلية، كما يتم تزوير واستبدال لوحة ترقيم السيارة، ما يساعد العصابات المتخصصة في إخفاء هوية السيارات المسروقة.
وتعتمد العديد من العصابات المتخصصة في سرقة السيارات المستعملة، على مستودعات سرية لإعادة تفكيك السيارات وتسويق أجزائها ومكوناتها الداخلية في الأسواق الشعبية، فضلا عن نشاط العديد من اللوبيات بشكل سري في مجال ترويج قطع غيار السيارات المسروقة.

آلات متطورة لفتح أقفال السيارات
واستنادا إلى المعلومات التي توصلت إليها «الأخبار»، من مصادر عليمة في مجال سرقة السيارات المستعملة، فإن العديد من جرائم السرقة يتم تنفيذها اعتمادا على استبدال القفل الخاص بالباب الثانوي للسيارة، أو نزعه من مكانه واستبداله بآخر يشبهه، نظرا لعدم اعتماد السائق عليه في إغلاق أو فتح السيارات الحديثة.
ويلجأ أفراد العصابات المتخصصة في سرقة السيارات، حسب المعلومات المتوفرة، إلى استنساخ المفاتيح الخاصة بالسيارات بشكل سريع، اعتمادا على تقنيات وأساليب متعددة، لتنفيذ عملية السرقة في وقت لاحق.
ويتم الاعتماد على آلات متطورة تمكن من سحب القفل الخاص بالأبواب الرئيسية للسيارة، ثم استنساخ المفاتيح الخاصة بالأبواب، قصد تنفيذ عملية السرقة في وقت لاحق، كما يمكن استخدام تقنيات متداولة بين صناع المفاتيح.
ونظرا لعدم اهتمام سائقي السيارات بجميع الأقفال، وتركيزهم بشكل كبير على قفل الباب الرئيسي، يستغل أفراد العصابات الباب الثانوي لتنفيذ جرائم سرقة السيارات، ثم اقتيادها نحو وجهات مجهولة.
وانتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة من العصابات التي تنشط في مجال سرقة السيارات المستعملة، حيث يعمل أفرادها على تنفيذ جرائم سرقة متنوعة وفي مدن مختلفة، قصد إخفاء طبيعة أنشطتهم المتعلقة أساسا بسرقة السيارات.
وكانت المصالح الأمنية قد تمكنت من تفكيك عصابة متخصصة في سرقة السيارات المستعملة، ينشط أفرادها في مجال إعادة ترويج مكونات وأجزاء السيارات، ثَبُت أيضا تورطها في تزوير المعالم الأساسية للسيارات وأرقامها التسلسلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى