شوف تشوف

الرئيسية

أندري رولي.. زوجة لحبابي التي أصبحت بعد إسلامها تحمل اسم «نادرة»

حسن البصري
ولد محمد لحبابي داخل أسرة مكتظة، فقد أنجب والداه 16 ابنا وبنتا، أحبهم إلى قلب الوالدة شقيقته حورية، والدة فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي توفيت في حادثة سير، قبل أن تموت والدة لحبابي وهي حزينة على فقدان أعز بناتها.
عوض القيادي الاتحادي فراق والدته بزواج من فرنسية تدعى أندري رولي، يذكر لحظة الارتباط بتفاصيلها الدقيقة، رغم أن عمه أحمد كان يتوعده بالارتباط بابنته ثريا، بل إن العم رفض كثيرا من الخطاب الذين طرقوا بابه طالبين القرب منه، مدعيا أن ثريا لـ«محمد» ابن عمها.
«اتصل بي أبي في الموضوع، وكنت حينها طالبا في فرنسا، فقلت له اتركوا ثريا تتزوج، أما أنا فسوف أقترن بامرأة فرنسية، وهكذا تزوجت ثريا من عزوز السلاوي وتزوجت أنا من أندري رولي وكان عمرها 18 سنة»، يقول لحبابي في بوح صحفي.
في سنة 1948، حل محمد بباريس لإتمام دراسته العليا، ومنذ الوهلة الأولى تعرف على شابتين الأولى كانت تقطن في شارع فوش قرب الشنزيليزيه، وكان لأسرتها قصر على ضفاف نهر لالوار (أطول نهر في فرنسا)، والثانية هي زوجته الحالية أندري التي تعرف عليها دون سابق ترتيب في شارع سان ميشيل بباريس. «قررت أن ارتبط بها لأن والدها كان موظفا بسيطا في بنك فرنسا ومناضلا بالحزب الاشتراكي الفرنسي، وأمها كانت تشتغل حارسة عمارات في فترة اعتقال والدها من طرف القوات النازية أثناء احتلال فرنسا من طرف هتلر. وقد وجدت أن هذه الأسرة تتحدث لغتي السياسية، وكان والدها يصحبني معه إلى المظاهرات».
اكتشف لحبابي بعد أن توالت اللقاءات بينه وأندري، أن زوجة المستقبل لها ميولات شيوعية، لكنه أقنعها بالتخلي عن الفكر الشيوعي وهي حينها عضو في التنظيم «الأحمر»، إلا أن التحاقها بالشغل في البنك الذي يشتغل فيه والدها، قلل من ترددها على الحزب، الذي كان يعتبر من مناصري استقلال المغرب عن فرنسا. ولم تقف علاقة لحبابي بالتنظيم الشيوعي بوجود زوجته كمناضلة، بل تعداه إلى نسج علاقة طلابية معه، حيث تردد على مقره رفقة رفاق دربه الطلابي المهدي مسواك وأبرهام السرفاتي ومحمد الطاهري.
عاش لحبابي ورولي زواجا عرفيا دام ثلاث سنوات، وظل يؤخر زواجه المدني إلى أن علم بأن ابنة عمه ثريا تزوجت، حينها عقد العزم على الزواج من أندري، وتخلص من عقدة ظلت تصادر حقه في إشهار زواجه الذي تم على الطريقة الكاثوليكية. وصادف زواجه زيارة السلطان محمد الخامس لفرنسا، كان لحبابي سعيدا بالزيارة وبالزواج وكان يتلقى التهاني بمناسبة حدثين هامين الأول سياسي والثاني شخصي، قبل أن يقرر أخيرا توثيق الزواج على الطريقة الشرعية الإسلامية. «عندما قررنا العيش في المغرب واستقر بنا المقام في الرباط سنة 1955، بقينا متزوجين استنادا إلى العقد المدني الذي سجلناه في باريس سنة 1950، لكن بعد ذلك أسلمت أندري فاستدعينا عدلين ليوثقا إسلامها».
تحفظت أندري قبل أن تعتنق الإسلام، كانت متخوفة من تحقير الإسلام للمرأة، سيما حين يمنح الرجل الحق في أن يتزوج من أربع نساء، كما كانت ترى غيابا للمساواة بين المرأة والرجل في مسألة الإرث، لكنها رغم ذلك لم تكن تتردد على الكنيسة، بل كانت تمارس طقوسها بالاعتقاد الديني فقط. ولم تصبح أندري مسلمة إلا في السنة التي تم فيها تعديل مدونة الأحوال الشخصية في 2002، حيث أسلمت واختير لها من الأسماء «نادرة» لقربه إلى اسم أندري.
«خططنا أنا وزوجتي لولادة سمير، كي يخرج إلى الوجود في شهر مارس، ليصادف مولده ذكرى عيد الاستقلال الذي كان هو 2 مارس، وليس 18 نونبر كما هو معمول به الآن. وبحلول مارس، كانت أندري قد دخلت في الشهر التاسع من حملها، لكن سمير رفض أن يولد في هذا الموعد، وانتظر 4 أيام بعد ذكرى الاستقلال ليخرج إلى العالم، أي تحديدا في 6 مارس 1956، ويومها بقينا نضحك أنا وأندري إثر عناد هذا الولد الذي رفض أن يخضع لإرادتنا وهو لا يزال بعد في رحم أمه». بعدها ولد جليل ليشكل ثنائيا مع شقيقه سمير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى