الرئيسية

الأزمي يروج لمشاريع غير موجودة لتقديم فاس مدينة ذكية

لحسن والنيعام

 

لم يجد العمدة إدريس الأزمي، وهو يشارك في الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية «أفريسيتي» بمراكش، الأسبوع الماضي، في حقيبة حصيلة تدبير حزب العدالة والتنمية لشؤون مدينة فاس، من إنجازات، سوى الحديث عن مشاريع افتراضية للحديث عن مشروع تحويل العاصمة العلمية إلى «مدينة ذكية».

وتحدث العمدة الأزمي، وسط المئات من المنتخبين الأفارقة، عن مشروع افتراضي يتعلق بتأسيس شركة للتنمية المحلية لتدبير مرفق الإنارة العمومية، باعتبارها من المشاريع المستقبلية لإخراج هذا المرفق من الأعطاب التي يعاني منها، حيث تضررت المحولات الكهربائية والأسلاك والمصابيح والأعمدة، ما يؤدي يوميا إلى تحول شوارع مهمة إلى ظلام يشجع أصحاب السوابق القضائية على اعتراض سبيل المارة، ويحول حياة السكان إلى جحيم.

وشهدت دورة قمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية مشاركة أزيد من 3 آلاف منتخب من مختلف البلدان الإفريقية، لمناقشة موضوع «الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة.. دور الجماعات الترابية الإفريقية». وتراهن هذه القمة على المساهمة في تكريس المكانة المحورية لإفريقيا المحلية في تحديد وتفعيل سياسات واستراتيجيات التنمية، والاندماج والتعاون بإفريقيا، فضلا عن اقتراح آفاق جديدة من أجل مساهمة أكبر للجماعات الترابية بالقارة.

وسبق للعمدة الأزمي، في سلسلة لقاءات تواصلية عقدها في الآونة الأخيرة، لتقديم حصيلة ثلاث سنوات لتدبير شؤون مدينة فاس، أن روج لهذا المشروع الافتراضي، وقال إن الجماعة أنهت جميع مراحل إحداث شركة التنمية المحلية، حيث يرتقب أن تتولى مجموعة أجنبية خاصة، إلى جانب الجماعة، تدبير هذا القطاع. وتحدث العمدة الأزمي، في السياق ذاته، عن مشروع افتراضي آخر يتعلق بإحداث شركة للتنمية المحلية لتدبير مرفق مواقف السيارات، وهو المرفق الذي ستتولى أيضا شركة أجنبية تدبيره إلى جانب الجماعة.

وفي الوقت الذي يحرص العمدة الأزمي، في جميع الملتقيات والمحافل، على الترويج لهذه المشاريع الافتراضية، وتقديم الوضعية الاقتصادية للعاصمة العلمية على أنها «بخير»، تتحدث فعاليات من المجتمع المدني عن تراجع تصفه بالمهول في التجهيزات الأساسية، إلى درجة أن جل شوارع المدينة تملؤها الحفر، وتحولت إبان التساقطات المطرية إلى وديان مفتوحة نتيجة انسداد قنوات تصريف المياه. وتحولت المنطقة الصناعية بحي الدكارات، وهي من المناطق التي كانت تصنع أمجاد اقتصاد المدينة، إلى ما يشبه الأطلال، بسبب إغلاق عدد من الوحدات الإنتاجية لأبوابها، وتسريح المئات من العمال والعاملات، في وقت ظل حزب العدالة والتنمية، خلال حملته الانتخابية، يؤكد على أنه سيعمل على جلب الاستثمارات وسيقطع مع أساليب البلطجة والابتزاز، وسيسهل الإجراءات والمساطر الكفيلة بجلب رؤوس الأموال إلى هذه المناطق الصناعية.

ورغم أن حزب العدالة والتنمية هو نفسه الذي يتولى رئاسة الحكومة، إلا أن معمل «كوطيف» الذي سبق للعمدة الأزمي أن وعد بإعادة الحياة إليه وتحويله إلى مشروع استثماري يخلق الثروة ويساهم في التشغيل، لا يزال عبارة عن أوكار للمنحرفين، بعدما كان من أكبر المعامل الحكومية على الصعيد الإفريقي.

ووجد العمدة الأزمي، وهو يعرض حصيلته بمدينة فاس، صعوبات كبيرة في التواصل مع السكان، حيث فقد أعصابه في لقاء عقده بمقاطعة «جنان الورد»، وهاجم فعاليات جمعوية انتقدت أداءه، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لن تنفعهم في أي شيء، قبل أن يتهم فاعلين سياسيين آخرين بالمدينة بالوقوف وراء «تحريض» المنتقدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى