صحة نفسية

التوهم المرضي: اضطراب نفسي.. جسدي الشكل

أشخاص في حاجة إلى الدعم قبل البدء بالعلاج

إعداد: أميمة سليم
يتمثل التوهم المرضي في شعور الشخص بأنه مريض طوال الوقت وبمرض خطير. ويعتبر هذا الاضطراب حالة نفسية تتطلب الكثير من الدعم. لذلك سوف نتطرق في عدد هذا الأسبوع من «دليل الصحة النفسية» إلى التوهم المرضي وسبل علاجه.

التوهم المرضي: ما هو؟
التوهم المرضي من الأمراض النفسية التي تبدأ بشكاوى بدنية، أي الشكوى المستمرة من أعراض تظهر في الجسم وآلام يؤولها المريض على أنها علامات لمرض خطير… ومهما حاول محيطه إقناعه بعدم خطورة حالته الصحية والقيام بالفحوصات الطبية المختلفة، لكنه لا يقتنع.
وفي تقرير نشرته مجلة «ميخور كون سالود» الإسبانية، يقول أحد مؤلفي الدراسة عن التوهم المرضي: «إن التوهم المرضي يُعرف أيضا باسم الاضطراب جسدي الشكل. ويجعل هذا المرض النفسي الشخص يتوهم باستمرار أنه مصاب بأمراض خطيرة للغاية، أو أنه سيُصاب بها مستقبلا، كما يجعله يشعر بقلق مبالغ فيه إزاء حالته صحته».
وفي التوهم المرضي، يكثف المريض من القيام بالاستشارات الطبية لأنه يعتقد حتما أنه مصاب بمرض خطير لم يكتشفه أي شخص بعد.

كيف يتكون التوهم المرضي لدى الإنسان؟
أوردت الدراسة سالفة الذكر، أن شخصية مريض التوهم المرضي تُعرف ببعض الخصائص والأعراض الشائعة، ولعل هاجس الجسد يعد أبرز هذه الخصائص، حيث يفحص المريض جسده باستمرار بحثا عن علامات الأمراض الخطيرة. بالإضافة إلى ذلك، يهتم المريض بالبحث عن الأخبار والمعلومات الصحية.
وعادة ما يتحقق هؤلاء الأشخاص من الأخبار المتعلقة بالقضايا الصحية ويبحثون عن الصلة بينها وبين حالاتهم الخاصة. كما يعتقد هؤلاء الأشخاص أن أي تفش أو وباء أو زيادة في انتشار المرض، من المرجح أن يشملهم.

بين الصحيح والخطأ.. اعرف كل شيء عن التوهم المرضي
عن مجلة «طوب سونتي»

يكفي الشعور بتنميل بسيط في أيديهم لإقناعهم بأنهم يعانون من نوبة قلبية. الصداع يعني بالضرورة ورم دماغي يعاني العديد من الفرنسيين من التوهم المرضي. نقدم لك الخطوات للخروج من هذا الاضطراب.
عند أدنى إصابة، يعتقد مريض التوهم المرضي أنه يعاني من مرض خطير وغير قابل للشفاء.
من الأشعة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، ومن أخصائي الأورام إلى أخصائي أمراض الرئة، يملأ هؤلاء المرضى غرف انتظار الأطباء. بغض النظر عن مدى صعوبة إخبارهم بأنهم لا يعانون من شيء، وأن صحتهم على ما يرام ، فهم لا يصدقون ذلك، ولا يتبدد خوفهم.
«مرضي، مرضي العزيز، ماذا سأكون بدونك؟ «يسأل أرجان، في مسرحية «مريض بالوهم» للكاتب الشهير موليير. قد يكون الأمر مضحكا بالنسبة للبعض، لكن التوهم المرضي يصيب المريض بالألم والعزلة. لكن الخبر السار هو أنه من يمكن الخروج من هذا التحدي مع المرض.

-التوهم المرضي.. مرض وهمي
خطأ، حتى لو تم تخيل الأمراض، فإن التوهم المرضي هو اضطراب نفسي خطير جدا. «إنها ليست كوميديا ​​على الإطلاق، يقول أنطوان سباث، طبيب نفسي. ينظر الشخص إلى كل شعور في جسده بطريقة متطرفة، ويطور اهتماما متضخما بصحته. إنه قلق متمركز حول الجسم. «من خلال تضخيم الألم البسيط أو الانزعاج الجسدي – ألم في الأضلع، ألم في الذراع، حمى … – يعيد الشخص صياغة سيناريوهات مظلمة، حيث يتوقع الأسوأ دائمًا.
إن إدراك هذه الآلام حقيقي جدا، والتفسير الذي يتم تأويله هوالخاطئ.
«القلق يبدأ، ويزداد أضعافا مضاعفة. على الرغم من أن هذه الأعراض خفيفة جدًا وكلاسيكية جدًا. حتى لو اختفوا بالسرعة التي ظهرت بها».

– درجات مختلفة من التوهم المرضي
صحيح، «في الواقع، يوجد القليل من التوهم المرضي في كل شخص تقريبا «، يشرح الطبيب النفسي. من لم يقلق يوما من وجود شيء خطير؟ إننا نقلق جميعا بشأن صحتنا، بدرجات متفاوتة «ولكن في حالة وجود إصابة حقيقية بالتوهم المرضي، يستمر القلق، لمدة 6 أشهر على الأقل، على الرغم من الفحص الطبي الكامل والمطمئن. حتى إذا أثبت الطبيب له من خلال فحص شامل جيد أنه لا يوجد شيء يدعو للقلق، فإنه يظل مقتنعا بأن هذه الأعراض تخفي شيئا خطيرا، فإن استمرار القلق حول الجسم هو الذي يجعلنا نفكر في إجراء تشخيص للتوهم المرضي، إن الشكل الخطير من المرض يؤثر فقط على 1٪ من السكان.
يدقق المصاب بالتوهم المرضي، يوميا في أدنى إحساس غير عادي في جسده ويخترع جميع الأمراض في العالم. يصبح الخوف من المرض هوسا على عكس القلق «البسيط»، ولا يعطي مريض التوهم المرضي أي مصداقية للخطاب الطبي.

-لا يولد الشخص مصابا بالتوهم المرضي وإنما يكتسبه
صحيح، إن أصول التوهم المرضي مختلفة وغالبا ما تعود إلى الطفولة.
بعض المصابين بهذا الاضطراب ربما كان يأخذهم آباؤهم إلى الطبيب عند أقل إصابة، وطوروا شعورا بالضعف والخوف في ما يتعلق بأجسادهم. يمكن أن يكون توهم المرض وسيلة لإبعاد الخوف من الموت: طالما أنك تتألم، فهذا لأنك على قيد الحياة. «غالبًا ما يظهر توهم المرض بعد حلقة مؤلمة أو ألم الوجود» يؤكد أنطوان سباث. مثلا في حال كان المصاب قد عانى من مرض خطير أو موت مفاجئ لأحد أفراد أسرته، يمكن أن يثير ذلك مخاوف عميقة.
يتم تطوير توهم المرض أيضا من خلال الاهتمام الذي يحصل عليه الشخص المصاب به من المحيطين به.لأنه من أمراض النرجسية وهي انسحاب حقيقي للذات.

-الإنترنت يزيد التوتر والقلق
صحيح، أثار أبقراط(ولد حوالي 460 قبل الميلاد)التوهم المرضي من قبل، ولكن في ظل وجود الإنترنت، فإن هذا الاضطرابأصبح له مستقبل مشرق.
«بين كل استشارتين طبيتين، يمكن للمرضى المصابين بالتوهم المرضي الحصول على المعلومات الطبية بشكل فوري على موقع «دوكتيسيمو» وغيره من المواقع المشابهة، فإن كل الطرق تؤدي إلى الأسوأ.»
لأنه عند أدنى علامة مريبة، يكتب المصابون بالمرض أعراضهم على»غوغل» ونادرا ما تكون النتائج مطمئنة لأولئك المعنيين، والذين سوف يتخيلون في كل مرة أسوأ سيناريو. الإنترنت ليس الجاني الوحيد، أدت التغطية الإعلامية الزائدة للأمراض، والفضائح الصحية المتكررة، والمسلسلات التلفزيونية الطبية، بالعديد من الفرنسيين إلى تكوين علاقة جديدة مع أجسادهم. ويدفع البعض، الذين يعانون أصلا من القلق، إلى الهاوية.

-غير قابل للعلاج
خطأ، هناك حلول ملموسة للتخلص من هذا الاضطراب المتفشي. من خلال جعل تحديد السبب ممكنا، يساعد العلاج النفسي في الوصول إلى منتصف الطريق نحو الشفاء. لا يزال عليك أن ترغب في العلاج ، وهذا ليس هو الحال بالنسبة لجميع مرضى توهم المرض. مثلا، العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يكونمفيدا في إخماد فتيل السلوكيات الإشكالية والأفكار السلبية. على سبيل المثال، إذا لم يتم التخلص من هذه السلوكيات بشكل تام، فيمكن على الأقل تقليل الاستشارة الطبية المفرطة. «اليوغا، والاسترخاء والتنويم المغناطيسي كلها أدوات تحد من القلق». إلى جانب الممارسة المنتظمة للرياضة التي لها نفس التأثير، كما أنها تسمح بصرف الانتباه عن هذا الهوس. يكمن أن يبقى المريض هشا ويعاني من قلق أقوى من المعتاد، لكنه لن يطغى عليه الألم بعد الآن.

10 حقائق لا يعرفها سوى المصابين بالتوهم المرضي

الصداع النصفي، الحكة، السعال …المصابون بالتوهم المرضي هم أشخاص قلقون بشأن صحتهم. إن آلام العضلات والصداع النصفي والجروح تقلقهم، فهم يشككون في تشخيص الأطباء والقرب من شخص مريض أمر لا يطاق. إذن كيف تفهم مخاوف الشخص الذي يعاني من التوهم المرضي؟ ما هي بعض الأشياء التي لا يمكن أن يفهمها سوى هؤلاء المرضى؟

1-المرضى يستمعون باستمرار إلى أجسادهم
ضحايا القلق المفرط بشأن المرض، أي الأشخاص الذين يعانون من التوهم المرضي يمارسون الاستماع الدائم إلى الذات. مواقع المعلومات الطبية، والأدوات والتطبيقات التي تقيس البيانات الجسدية … كل الوسائل جيدة للبقاء على اطلاع على الأعراض التي من المحتمل أن تسبب أو تفسر المرض الذي يعتقد الشخص الذي يعاني من توهم المرض أنه مصاب به.

2-لا يحتمل للمرضى الذين يعانون من التوهم المرضي الانحراف عن القاعدة الطبية
غالبًا ما يصاحب التوهم المرضي خيال جامع أو حتى غير عقلاني حول العواقب المحتملة للأعراض. وبالتالي ، يميل الشخص المصاب بالتوهم المرضي أن يبحث في الأسباب والخصائص والعواقب المحتملة للصداع النصفي. رغم أنه «طبيعي» بحد أدنى، فإن ضحية التوهم المرضي سوف يفسر هذا الصداع النصفي على أنه عامل منذر بوجود سرطان أو مرض خطير آخر.

3-المرضى الذين يعانون من توهم المرض يحتاجون إلى الاستشارة الطبية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع
إن عادة مرضى توهم المرض في تفسير أو حتى توقع أعراضهم تخلق قلقا يكافحون من أجل التحكم فيه بأنفسهم. وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوهم المرضي يزورون الطبيب أو المتخصص مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

4-المصابون بهذا المرض يعانون فعلا
في الحالات الأكثر حدة، ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يعانون من التوهم المرضي إلى التسبب في الآلام، التي لم تكن موجودة في البداية، والتي يعتقدون أنهم يعانون منها. لكن هذا لا ينتقص حقيقة وجود هذه الآلام فعلا.

5-يمنعك التوهم المرضي من العيش مثل أي شخص آخر
توهم المرض هو اضطراب عقلي يؤثر على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به. وبالتالي، قد يشعر المصاب بالإحباط لأنه غادر منزله دون أن يضع الأسبرين في حقيبته أو يرفض بشكل قاطع لمس مقابض الأبواب. تعتبر زيارة أحد أفراد أسرته في المستشفى تحديا بالنسبة له، تمامًا كما قد يكون من الصعب عليه ارتياد الأماكن العامة مثل مترو الأنفاق أو الحافلات أو حتى المتنزهات.

6-المصابون بالتوهم المرضي لديهم أسلوب حياة صارم
تكمن مشكلة التوهم المرضي في أن أدنى اضطراب في الجسم يجعل الأشخاص المصابين به عصبيين. كما أن قلة النوم والصداع الطبيعي أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية هي مواقف تثير القلق ويتجنبونها بأي ثمن. بشكل عام، الأشخاص المصابون بالمرض لديهم أسلوب حياة صارم جدا.

7-يجتر المصابون بالتوهم المرضي أفكارهم
عندما يشعر الشخص المصاب بالمرض بالقلق بشأن أمراضه المستقبلية، فإنه يتخيل دائمًا أسوأ السيناريوهات. وهكذا، فإن مرضى هذا الاضطراب يجترون أفكارهم المقلقة حتى يجدون طريقة لإخراجها. عند المرضى الذين يفشلون في التعبير عن قلقهم، يمكن أن يؤدي التوهم المرضي إلى نوبات التوتر أو الذعر.

8-حتى عند علاجه، يظل التوهم المرضي حاضرا
حتى إذا قبل مرضه وتمكن من الحد من الأعراض الأكثر ضررا على أساس يومي ، فإن الشخص الذي يعاني من التوهم المرضي يظل حساسا وقلقا. وبالتالي، فإنه سيحتاج إلى الطمأنينة وإلى سيطرة متزايدة على أسلوب حياته. تكون المتابعة النفسية ضرورية في بعض الأحيان.

9-المصابون بالتوهم المرضي مولعون بالعالم الطبي
يهتم مرضى التوهم المرضي بجميع الأمراض الموجودة ويطلعون عليها. وبسبب إعجابهم بالمجال الطبي، فإنهم يغذون تفسيراتهم للأعراض والأمراض التي يشخصونها بأنفسهم. تزيد هذه الممارسة أيضا من ميلهم إلى الشك في الوصفات الطبية والنتائج الطبية الصادرة عن المتخصصين. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التوهم المرضي إلى رفض عنيف لأي شيء متعلق بالطب.

10-يرتبط توهم المرض بالخوف من الموت أو الشيخوخة أو الصدمة
في أغلب الأحيان، يخاف الأشخاص المصابون بالمرض من الموت أو يصابون بالذعر من علامات الشيخوخة التي تظهر. يمكن أيضًا تفسير التوهم المرضي بالخوف من الهجر أو الصدمة بسبب مرض وموت أحد الأقارب. يؤثر هذا المرض بشكل عشوائي على الرجل والمرأة، والمسنين والشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى