الرئيسية

المهدي المنجرة عينه الحسن الثاني مديرا للإذاعة وعمره لا يتجاوز 25 سنة

حسن البصري

 

 

على الرغم من العلاقة المتوترة بين المهدي المنجرة ووزراء الداخلية، إلا أن علاقة هذا المفكر بالسلطة السياسية في بلاده، والتي تميزت بالتنافر، طبعتها لحظات تقارب أيضا، حيث كان يسود الحوار، خاصة مع الملك الحسن الثاني، سيما حين يتعلق الأمر بتعيين على رأس مؤسسة من حجم دار الإذاعة التي عين على رأسها وعمره لا يتجاوز 25 سنة، وأيضا أثناء تأسيس رابطة لحقوق الإنسان بالمغرب، بعد فترة طويلة من تصلب الحكومة في القبول بمعالجة ملف الحريات وحقوق الإنسان.

«في سنة 1989، جاء ممثلون عن ثلاثة أحزاب (الاتحاد الاشتراكي، التقدم والاشتراكية ومنظمة العمل الديمقراطي) إلى مكتبي، وطلبوا مساعدتي لتجميع عدد من الأشخاص من مختلف الاتجاهات لتأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، باعتباري شخصا مستقلا ولدي علاقات طيبة مع الجميع. تقدمنا بطلب ترخيص للمنظمة، كان معنا إدريس البصري وأحمد عصمان وعبد ربه بأنني سألتقي مع الملك في قصر إفران، وامتد الحديث بيننا في عدة موضوعات إلى أن توجه الملك بالسؤال عن مبررات تأسيس منظمة لحقوق الإنسان، فأجبته بالقول: «إن أي تفحص سريع للائحة أعضاء المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا يكشف عن عدد كبير من المغاربة العاملين بهذا المركز، وهو ما يسمى ظاهرة هجرة الأدمغة. لقد قمنا، يا جلالة الملك، بدراسات وأنا شخصيا تابعت تجربة خوان كارلوس في إسبانيا، حيث استدعى جميع العقول المهاجرة للدخول إلى إسبانيا. السبب الأول هو التضييق على الحريات والثاني هو غياب الإمكانيات». وأضفت: «أنت تعرف، يا جلالة الملك، أن أهل فاس كلهم خرجوا إلى الشارع زمن الاستعمار يوم دخل عسكري فرنسي إلى جامع «القرويين» خرجوا دفاعا عن حرمة الجامعة… لهذا أنا أدافع اليوم عن حقوق الإنسان»، فأجاب الملك، ونحن في القصر وبحضور كل الحكومة، وقال بالفرنسية إن المنجرة أعطاني إحساسا بتأنيب الضمير وسأضع كل إمكانياتي في البحث العلمي في الميزانية المقبلة»، يقول المهدي.

لكن البصري تصدى للمشروع، فعاش المهدي وزوجته أمينة أصعب المراحل حين كان متابعا من طرف المخبرين، وواسته في زمن الحصار المضروب عليه من طرف وزارة الداخلية التي كانت تمنع لقاءاته الجماهيرية. كان المهدي من مؤسسي ورئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وعضوا نشيطا في حزب الاستقلال ومن بعده الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يعلن القطيعة مع السياسة.

ظلت أمينة تقنعه بضرورة مغادرة المغرب بعد أن أصبح محاصرا، ولأنها سليلة أسرة علم وفكر وشقيقة مؤرخ المملكة عبد الحق المريني، فقد نجحت في مسعى قبول منصب مستشارة ببعثة المغرب في الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى