الرئيسيةسياسية

بنشماش يوافق على شروط «عزله» قبل نهاية السنة

كواليس 12 ساعة من اجتماع المكتبين السياسي والفدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة

محمد اليوبي
انتهى الاجتماع المشترك الذي عقده المكتبان السياسي والفدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم السبت بأحد فنادق الرباط، بموافقة الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، على الشروط التي وضعتها اللجنة الخماسية بقيادة أحمد اخشيشن ومصطفى الباكوري، ومنها عقد مؤتمر وطني للحزب قبل نهاية السنة الجارية.
ومن بين أبرز الخلاصات التي توصل إليها الاجتماع المشترك الذي دام حوالي 12 ساعة، تعيين أحمد اخشيشن، رئيس مجلس جهة مراكش- آسفي، في منصب الأمين العام بالنيابة، وهو ما يعني وضع نهاية لانفراد بنشماش بقيادة الحزب، حسب مصدر قيادي، موضحا أن اخشيشن حصل على منصب الأمين العام بالنيابة وليس نائب الأمين العام، بحيث سيتكلف عمليا بتدبير أمور الحزب خلال الفترة الانتقالية إلى غاية عقد المؤتمر الوطني، الذي سيتم خلاله انتخاب قيادة جديدة للحزب. كما تم الاتفاق على إبعاد بعض الوجود التي بسطت سيطرتها على الحزب، من قبيل العربي المحرشي وعزيز بنعزوز.
وفي هذا الإطار، تم تعيين محمد الحموتي رئيسا للمكتب الفدرالي، ورئيسا للجنة الوطنية للانتخابات، وهي اللجنة التي تتحكم في عملية توزيع تزكيات الترشح للاستحقاقات الانتخابية، كما تم تعيين نوابه في شخص البرلماني محمد غياث، وسمير كودار، الذي سيشغل كذلك رئيس قطب التنظيم.
وبخصوص الإعداد لسيناريوهات الإطاحة ببنشماش من قيادة الحزب قبل نهاية ولايته، تم الاتفاق على عقد دورة للمجلس الوطني شهر أبريل المقبل، ستنبثق منها لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني للحزب المزمع انعقاده خلال شهر شتنبر المقبل، أي قبل موعده المحدد قانونيا في شهر يناير 2020. كما تم تطعيم المكتب السياسي بثلاثة أعضاء من التيار الذي يقوده عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، وكلاهما غاب عن الاجتماع المشترك، ويتعلق الأمر بكل من المهدي بنسعيد، ورشيد العبدي، والحبيب بنطالب، رئيس الجامعة الوطني للغرف الفلاحية. وانعقد الاجتماع في أجواء غلب عليها طابع التشنج وملاسنات بين قياديين بالحزب، كادت أن تتطور إلى اشتباكات، بعد تبادل الاتهامات، خاصة بين المهدي بنسعيد، عضو اللجنة الخماسية، وجمال شيشاوي، الذي عبر، في وقت سابق، عن رغبته في الترشح لرئاسة المجلس الوطني خلفا لفاطمة الزهراء المنصوري.
وخلال الاجتماع، قدم بنشماش مشروع مبادرة المصالحة بين قادة الحزب، واعتبرها «إحدى ثمرات عمل جماعي مع رئاسة المجلس الوطني وقياديين بالحزب، لاحتواء الأوضاع التي عرفها البام مؤخرا». وأكد بنشماش، في مداخلة له، أنها «مبادرة براغماتية واقعية قادرة على بناء التوافق المشروع، وتعبئة كل الطاقات لما يفيد البلد والحزب»، مضيفا أن «مشروع المبادرة تأسس على منطلقات مهمة تبين أن حزب الأصالة والمعاصرة أكبر من الأشخاص وقادر على استيعاب كل الطموحات». كما تقوم المبادرة، حسب بنشماش، على أن «الحزب لازال يمتلك فرصا لتبوؤ موقع الريادة، كما تؤمن هذه المبادرة بأن هناك حاجة ملحة لوقف المعارك والتراشق وتدمير الذات والتفرغ بنفس وطني لمهام المرحلة المقبلة».
وذكر بنشماش بأنه، لتعزيز الثقة بين كل مكونات الحزب، تقترح المبادرة، بشكل عاجل، الكف عن التراشق الإعلامي بين قيادات ومناضلات ومناضلي الحزب، وثاني مقترح تلخصه المبادرة في ضرورة الكف عن عقد اجتماعات الحشد والتعبئة، وكذلك، مقترح آخر يتمثل في ضرورة الامتناع عن الخوض في الأمور الخلافية خارج إطار مؤسسات الحزب، وأخيرا التوقف عن التشكيك في شرعية المؤسسات. وجدد بنشماش، في المبادرة ذاتها، التزامه بالتفاعل بأقصى درجات الروح الإيجابية مع كل المقترحات سواء على مستوى المقاعد الشاغرة بالمكتب السياسي، أو استكمال وتطعيم المكتب الفدرالي، مؤكدا أن الحزب أمام خيارين: الأول هو أن يختار الاستمرار في العوامل المغذية للأزمة التي يعاني منها الحزب لأنه ليس على ما يرام، ويعيش أزمة ليست مستعصية، بل هي مجرد اختلافات وتفاوتات في وجهات النظر يتم التعبير عنها بشكل حاد، على اعتبار أن الحزب ليس ثكنة عسكرية تهمين عليها ثقافة الشيخ والمريد، والجميع يمكن أن يعبر عن آرائه بكل حرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى