الرئيسيةصحةصحة نفسية

حقيقة اكتئاب ما بعد الولادة

نصائح لتجاوز هذه الحالة النفسية وطرق علاجها

إعداد: أميمة سليم
في عدد هذا الأسبوع من «دليل الصحة النفسية» سوف نتطرق إلى موضوع يخص شريحة معينة من النساء، وهن اللواتي أنجبن حديثا ويعانين من اكتئاب ما بعد الولادة أو ما يعرف بـdéprsesion du post-partum سوف نكتشف في هذا الخاص كل ما يتعلق بهذه الحالة النفسية الشائعة جدا بين النساء اللواتي وضعن مولدهن حديثا.

مقالات ذات صلة

التشخيص.. الأعراض والأسباب
اكتئاب ما بعد الولادة هو أحد أنواع مرض الاكتئاب الذي يحدث بعد عملية الولادة التي تعد من أكثر المراحل الهامة والمؤثرة في حياة أي امرأة، حيث تمر بتجربة غريبة عليها تؤثر فيها بشكل عميق، وتبدأ التأثيرات منذ بداية الحمل، وخاصة عند اقتراب موعد الولادة، فتشعر المرأة بمشاعر مختلطة، بين سعادة وفرح، وتوتر، وقلق، وخوف، وتعب وإرهاق، سوف نقدم نظرة شاملة عن الحالة التي تمرين بها بعد الولادة، ولاسيما اكتئاب ما بعد الولادة وسوف نتطرق إلى أسبابه وأعراضه، وكيفية التخلص منه بأقل خسائر، حتى تتمكني من العودة إلى حالتك الطبيعية.

الاضطرابات النفسية الرئيسية بعد الولادة
يجب التمييز بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة والذهان النفاسي:

-الكآبة النفاسية
تصيب الكآبة النفاسية 30 إلى 80٪ من النساء ويحدث عادة بين اليوم الثالث والسادس بعد الولادة. يسبب الشعور بالاكتئاب مع التعب والتوتر والرغبة في البكاء بدون سبب. في حالة الكآبة بعد الولادة، لا يكون العلاج بالأدوية ضروريا، وعادة ما يكون دعم الأقارب ومقدمي الرعاية كافيا لجعله يختفي في غضون 4 إلى 7 أيام على الأكثر.

-اكتئاب ما بعد الولادة
يتطور اكتئاب ما بعد الولادة البسيط في غضون 2 إلى 8 أسابيع بعد الولادة ويمكن أن يكون استمرارا لحالة الكآبة النفاسية.
تظهر على الأم أعراض اكتئاب وقلق: مزاج غير مستقر، شعور بالإحباط، شكاوى جسدية ملحة مثل الصداع أو آلام في البطن، ولكن قبل كل شيء، رهاب من الاندفاع، أي هوس يفرض نفسه في وعي الذات، حيث تفقد الأم السيطرة على أفعالها وتقوم بأفعال سخيفة وغير مناسبة وحتى خطيرة على نفسها أو على الآخرين، ويكون دافعها «الخوف من إيذاء طفلها».
تميل الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة إلى عزل أنفسهن. في بعض الأحيان، سوف يتوجهن لعيادة طب الأطفال بصفة متكررة لأسباب مختلفة، مثل صعوبات الأكل أو مشاكل نوم الطفل.
من المهم اكتشاف مثل هذا الاضطراب المزاجي وتقديم العلاج المناسب لأن اكتئاب الأم يمكن أن يؤدي إلى علاقات مبكرة ومرضية بين الأم والطفل والتي يمكن أن تؤثر على نموه. يجب الاعتناء بالأم حتى لا تستمر هذه الحلقة المؤذية وأن تحدث التفاعلات المبكرة في أفضل الظروف.

-ذهان ما بعد الولادة؟
هي حالة قوية تمر بها السيدة في أول أسبوع من الولادة، وهي نادرة الحدوث، فقط لأعداد قليلة جدا من حالات الولادة، ولكنها تحتاج إلى تدخل طبي مباشرة، ولا تتحمل الانتظار وتكون أعراضها كالتالي:
-الدخول في حالات هلوسة، تخيلات بأشخاص، أو تصرفات غير مفهومة.
-اضطراب في النوم، سواء زيادة الساعات أو نقصها، أو عدم القدرة على الدخول في مراحل النوم المتتالية.
-عدم القدرة على تحديد الوقت، وعدم معرفة المكان حيث تكون حالة عامة من التيه.
-الشعور بطاقة بداخلك تمكنك من القيام بكثير من الأعمال التي لم تتحمليها من قبل.
-حالة هياج وعصبية شديدة.
-محاولات انتحار.
-وجود مشاعر وسواسية بما يخص الطفل.

كيف يحدث اكتئاب ما بعد الولادة؟
بعد الانتهاء من عملية الولادة، سواء كانت عملية قيصرية أو ولادة طبيعية، تدخل المرأة في مرحلة جديدة، بما فيها من تغير في هرمونات الجسم، بسبب البدء في عملية الرضاعة، نزول دم النفاس، والشعور باضطراب في النوم، والدخول في نوبات من النوم المتقطع، والشعور بآلام جسدية، والإحساس بالمسؤولية التي تتبعها خوف ورهبة، وبالتالي التغير التام في الحالة المزاجية للمرأة، حيث تجدها تبكي دوما دون وجود سبب واضح ومبرر، وتشعر بالعصبية المفرطة حتى على أتفه الأمور عكس عاداتها سابقًا.

ما هي مدة اكتئاب ما بعد الولادة؟
هنا نجد أن المرأة تدخل في أطوار هذه المرحلة بداية من اليوم الثالث أو الرابع للولادة، وغالبا تنتهي في اليوم العاشر، وبنسبة من 50% حتى 70 % من السيدات يتعرضن لهذا الاكتئاب.
والجدير بالذكر أن تعرض السيدة لاكتئاب ما بعد الولادة لا يقلل من شخصيتها، ولا يُحتسب كعيب فيها، بل هو أمر خارج عن إرادتها بسبب التغير الجسدي الذي مرت به، ويمكنها التخلص من هذه الحالة بسهولة.
وفي بعض الأحيان تزداد وتطول مدة اكتئاب ما بعد الولادة وتستمر لأكثر من عشرة أيام، و تكون هذه حالات قليلة من القاعدة العامة، فتدخل المرأة في تغير مزاجي كبير، وهنا تسمى بحالة ذهان ما بعد الولادة.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
أعراض حالة الاكتئاب التي تدخل فيها السيدة بعد الولادة غير ثابتة، ومختلفة وفقا لطبيعة كل امرأة، وظروف حياتها، وهي تكون في أبسط حالاتها طفيفة، وفي أقصى الحالات شديدة، وهذه الحالة العامة قد تستمر حتى أسبوعين، أو قد تنتهي بعد أيام، وهي تظهر في مجموعة من التصرفات والسلوكيات التالية:
-التقلُّبات المزاجية.
-القلق والتوتر.
-الحزن والكآبة.
-الانفعال والعصبية.
-الشعور بالإرهاق.
-البكاء المستمر بدون داعي.
-عدم القدرة على التركيز.
-اضطراب في الشهية سواء فقدان أو شراهة.
-عدم أخذ قسط كاف من النوم.

هكذا تخرجين من اكتئاب ما بعد الولادة
نصائح للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
1-الراحة
-الحصول على قسط كافٍ من النوم وأخذ وقت للاسترخاء
-توكيل مهمة رعاية طفلك لشخص تثقين به لبضع ساعات
-تناول مشروب ساخن مثل الشاي أو شاي الأعشاب
-الاستماع إلى الموسيقى الهادئة
-الاستلقاء براحة على الأريكة
-الاستماع إلى جسدك والاستجابة له بشكل مناسب عندما يطلب الراحة
-الراحة إن أمكن أثناء النهار أثناء نوم الطفل

2-أكل صحي ومتوازن
-لا تمضي وقتا طويلا دون تناول الطعام لتجنب الإرهاق وتدهور الصحة العامة
-الحفاظ على نظام غذائي جيد ومتنوع

3-التمرين باعتدال
-ممارسة اليوغا أو الجمباز اللطيف
-الذهاب إلى المسبح
-المشي

4-الحفاظ على التواصل
-البقاء على اتصال مع الأقارب والأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي
-التواصل مع الأصدقاء
-الذهاب في نزهة مع طفلك
-الالتقاء بأمهات شابات أخريات من خلال المجموعات التي تخول لك التواصل مع الأمهات المصابات بهذا المرض.

5-الاعتناء بالنفس
-النظر إلى نفسك مرة أخرى في المرآة
-أخذ الوقت الكافي لارتداء ملابسك
-الذهاب إلى مصفف الشعر
-وضع مكياج

6-العلاجات والدعم
إذا كانت أعراض اكتئاب ما بعد الولادة شديدة، فلا تتردي في طلب المساعدة الطبية بسرعة للحصول على العلاج المناسب.
هناك أشكال مختلفة من الدعم:
-مساعدة مهنية. سيتمكن أخصائي الصحة مثل الطبيب أو أحد أعضاء فريق التمريض في مركز صحة الأم والطفل من فهم ما تشعر به الأم الجديدة.
-مضادات الاكتئاب: تمر بعض مضادات الاكتئاب عبر حليب الثدي مما قد يؤثر على صحة الطفل. وبالتالي، إذا رغبت الأم في الاستمرار في إرضاع طفلك، يجب أن تسألي الطبيب عن الدواء الآمن خلال فترة الرضاعة بأكملها.
-علاج القلق
-الانخراط في مجموعات الدعم أو جمعيات الأمهات الشابات اللواتي يعانين من نفس المرض
-في حالة الإصابة بالاكتئاب الشديد ، يقوم الطبيب المعالج بإحالة المريضة إلى طبيب نفسي حسب حسب الحالة.

يكون معدل الشفاء من اكتئاب ما بعد الولادة مرتفع. على الرغم من أن الاكتئاب يمكن أن يطول لدى عدد قليل من النساء، فإن معظمهن يشهدن تحسنا في غضون بضعة أشهر مع العلاج المناسب.

الخروج من اكتئاب ما بعد الولادة
يشمل علاج اكتئاب ما بعد الولادة في معظم الأحيان مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، سواء كانت طبيعية أم لا. ومع ذلك، حتى لو تمكنت هذه الأدوية من التخفيف من الأعراض، فإنها لا تكفي للعمل على أسباب الاكتئاب وتداعياته. في هذه الحالة، يوصى بالدعم النفسي.

فهم اكتئاب ما بعد الولادة
إن مجرد قبول انزعاجك، وربطه بقدوم الطفل سيكون خطوة كبيرة. كما أن القدرة على التحدث عن الأمر مع من حولك، وتفسير معاناتك، والشعور بالاستماع والفهم، يمكن أن يريحك ويصالحك مع نفسك. سيساعدك الحصول على مساعدة معالج أو الانضمام إلى مجموعة دعم على التخلص من خوفك وفهم اكتئاب ما بعد الولادة الذي يسيطر عليك.

اخرجي مع طفلك للتخلص من أفكارك السوداء
ماذا عن فكرة استنشاق بعض الهواء النقي؟ ربما تعرفين حديقة أو ساحة أو طبيعة خلابة يمكنك أن تجلسي فيها لبضع لحظات مع طفلك. واستفيدي من هذه اللحظات للاهتمام به. استمعي إليه، وتحدثي معه بلطف، واستجيبي لابتساماته، وغني له أغانيك المفضلة … حان الوقت للتنفس بعمق، والتأمل في المناظر الطبيعية من حولك، وإدراك أن الحياة مليئة بالموارد. سترين أن هذا المتنفس سوف يصبح ضروريا لك.

مكافأة نفسك بجلسات الاسترخاء
الاضطرابات الهرمونية، اندفاع الحليب، الإجهاد، قلة النوم … قدوم الطفل لا يترك لك أي فترة راحة، سواء جسديا أو نفسيا. هناك طرق مختلفة للاسترخاء: جلسات التدليك، اليوغا، التأمل الذهني يمكن أن يساعدك. جربيها، وإذا كان الأمر جيدا بالنسبة لك، فقومي بأكثر من جلسة واحدة في الأسبوع.

اعتني بمظهرك لإنهاء الاكتئاب
لقد مرت أسابيع على ولادتك ومعنوياتك في الحضيض. لقد تغير جسمك ولم يعد بإمكانك تحمل الصورة التي تعكسها المرآة. تسريحة شعرك مملة، بشرتك فقدت بريقها وخزانة ملابسك قديمة. توقفي! لقد حان الوقت لتحمل المسؤولية. قومي بتسجيل نفسك في صالة الألعاب الرياضية لاستعادة رشاقتك أو ممارسة الرياضات المضادة للإجهاد. اذهبي عند مصفف الشعر، ودللي نفسك بهذا الفستان الذي يعجبك كثيرا، وتوجهي إلى صالون التجميل لإجراء تغييرات. أخيرا، ضعي الماكياج مرة أخرى، رطبي بشرتك وغذي جسمك. باختصار، اعتني بنفسك وقبل كل شيء، دللي نفسك. لا شيء يضاهي ذلك حتى تجدي الابتسامة!

استخدمي العلاجات السلوكية والمعرفية
هل يطالب طفلك باهتمامك الكامل وأنت لا تمتلكين الطاقة الكافية؟ هل تبكين بدون سبب؟ هل تشعرين بالإرهاق النفسي؟ إذا كنت تعانين اكتئاب ما بعد الولادة، يمكن أن تساعدك علاجات إدارة الإجهاد السلوكي والمعرفي. موصى بها من قبل خبراء الصحة، فهي تعد العلاج الأكثر فعالية في حالات الإرهاق والاكتئاب واضطرابات القلق. باتباع هذه النصائح الذي سبق ذكرها، سوف تتعلمين كيفية تهدئة مشاعرك وعواطفك بعمق، وتوجيه توترك ومطاردة أفكارك السلبية. كما سوف تغيرين أيضا سلوكك وتقلين من الضغط الذي يجتاحك. أخيرا، سوف تصبحين قادرة على التعامل مع دورك كأم بمزيد من الصفاء والراحة النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى