دعا سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أحمد رحو، إلى إعادة التفكير في سياسة الاتحاد الأوروبي للشراكة مع جواره الجنوبي. وأكد رحو في حوار تم نشره، أول أمس الاثنين، بـ «بارليمنت ماغازين» أنه «من الضروري بالنسبة للاتحاد الأوروبي إعادة التفكير وتعريف سياسة الشراكة والتعاون الخاصة به في هذه المنطقة، إذا ما أردنا أن تتطور الأمور بشكل مغاير».
وأوضح رحو أن أوروبا في حاجة إلى أن يكون لديها، خارج حدودها، جوار مستقر، متطور ومتعاون بشأن مجموع المواضيع ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن المغرب يندرج تماما في هذه الخانة، ففي المحيط الجغرافي القريب من أوروبا، الذي يشهد جوا من الاضطراب وعدم الاستقرار، تشكل المملكة إحدى الاستثناءات النادرة لهذا الوضع.
وذكر السفير في هذا السياق بالإعلان المشترك المغرب-الاتحاد الأوروبي ليونيو 2019، الذي وضع أسسا جديدة للشراكة وفق مقاربة متعدد الأبعاد. وأوضح أن هذا الإطار الجديد للشراكة، يشمل القيم، والتعليم، والابتكار، والاقتصاد، والعدالة الاجتماعية، والسياسة، والأمن والتنقل، وبطبيعة الحال الموضوع الأساسي المتعلق بالبيئة وتغير المناخ. وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن الاتحاد الأوروبي يظهر طموحات جيو-استراتيجية كبرى، تهم التغير المناخي، والسلم، والأمن والاستقرار عبر العالم، فضلا عن تدعيم سيادة القانون. «كما يرتقب نهج سياسة أكثر دينامية وتفاعلية في العلاقات مع إفريقيا».
وأوضح أن المغرب يشاطر هذه الطموحات، مؤكدا على أن أهدافه في هذا المجال تتماشى إلى حد كبير مع أهداف الاتحاد الأوروبي. وقال «نعتقد أنه من الضروري إقامة تعاون وتنسيق أعمق، وسياسة تنموية موضوعة من طرفه ومن أجل الأطراف القريبة من الميدان. فطموحنا هو بناء شراكة ونموذج مثالي للتنمية، ولما لا مع إمكانية نقله إلى بلدان أخرى». من جهة أخرى، سلط السفير الضوء على تدبير المغرب النموذجي لجائحة «كوفيد-19»، وتداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مذكرا بمختلف التدابير التي تم اتخاذها.